نبه وزير الأمن البريطاني جيمس بروكنشير، إلى أن "مستوى التهديد الإرهابي في أوروبا آخذ في الارتفاع" في أعقاب سلسلة الهجمات التي وقعت في كل من فرنسا والنمسا. وأبلغ بروكنشير مجلس العموم بأن وكالات الاستخبارات قيمت التهديد بشن اعتداءات في بريطانيا ورجحت أن احتمالات هذا الخطر باتت كبيرة.
وفي معرض شرح قرار زيادة مستوى التهديد الإرهابي في المملكة المتحدة من "مرتفع" إلى "شديد" (وهو ثاني أعلى مستوى)، أوضح وزير الأمن البريطاني أن "هناك خطراً يتمثل في أن الهجمات الأخيرة التي طاولت فرنسا والنمسا يمكن أن يكون لها تأثير محفز في أنحاء أخرى من أوروبا، بما فيها المملكة المتحدة ... فهي تشير إلى أن تنامي خطر التهديد في دول القارة آخذ في الارتفاع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت موجة الهجمات المستوحاة من أساليب تنظيم "داعش" التي ضربت إنجلترا في عام 2017، قد سبقتها سلسلة من الفظائع في أوروبا القارية، بما فيها عدد من الاعتداءات في فرنسا.
وأشار الوزير بروكنشير إلى أنه منذ مارس (آذار) 2017، أحبطت أجهزة الأمن البريطانية 27 مخططاً إرهابياً، 19 منها كان مصدرها جماعات إسلامية، و8 اليمين البريطاني المتطرف.
وقد نفذ ما مجموعه 12 هجوماً في الفترة نفسها، بما فيها الاعتداءات التي قام بها سجناء إرهابيون سابقون في "لندن بريدج" وستريتام خلال العام الماضي. وفي يناير (كانون الثاني)، حاول سجينان قتل ضابط في سجن وايتمورHMP Whitemoor في أول اعتداء مستوحى من أساليب "داعش" داخل سجن بريطاني.
ويدرس برلمان المملكة المتحدة في الوقت الراهن حزمةً من القوانين الجديدة، التي تهدف إلى إبقاء المتطرفين في السجن لمدة أطول، وسط تحذيرات من ازدياد وتيرة التطرف وتوسيع المساجين شبكة اتصالهم الإرهابية من الداخل.
ويرى وزير الأمن البريطاني أن مشروع القانون من شأنه أن "يعزز مستوى الحماية"، مشيراً إلى أنه سيجري العمل على زيادة دوريات الشرطة بسبب ارتفاع درجة التهديد.
وقال بروكنشير للنواب في مجلس العموم إن "المملكة المتحدة تواجه تهديداً خطيراً ومستمراً من الإرهاب. وقد شكلت التطورات الأخيرة في كل من فرنسا وفيينا تذكيراً صارخاً ومروعاً بالمخاطر المحدقة بنا، وبالحاجة المستمرة إلى اعتماد الحزم في مواجهة أولئك الذين يرغبون في زرع بذور الفتنة والكراهية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن "هذه الحكومة ملتزمة بالتصدي للإرهاب بجميع أشكاله، وأيضاً دعم أصدقائنا وشركائنا وحلفائنا في وجه من ينوي إلحاق الأذى بنا. إننا نقف جنباً إلى جنب مع شعبي فرنسا والنمسا في هذه الأوقات المؤلمة والمأسوية".
وأعرب وزير الأمن البريطاني عن مواساة بلاده للأسر المفجوعة و"جميع الذين يعيشون حالة حزن على أحبة فقدوهم" مضيفاً، "لقد قدمنا عروضاً رسمية لدعم حكومتي البلدين، وأكدنا عزمنا المشترك على الوقوف معاً وقفة تضامن في وجه المتطرفين الذين يحتقرون قيمنا الليبرالية وأسلوب حياتنا".
تجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة كانت قد خفضت مستوى التهديد الإرهابي إلى درجة "حقيقي" قبل نحو عام، وذلك قبل أسابيع فقط من قيام متطرف إسلامي بقتل شخصين خلال مناسبة إعادة تأهيل في لندن.
إلا أن "المركز المشترك لتحليل الإرهاب" Joint Terrorism Analysis Centre (Jtac) (يتبع لجهاز "إم آي 5" ويشكل عنصراً رئيساً في آلية الاستخبارات القومية البريطانية)، بدل تقييمه للأوضاع بعد سلسلة الهجمات في فرنسا، وإطلاق النار العشوائي على مدنيين من قبل أحد مؤيدي تنظيم "داعش" في فيينا يوم الاثنين.
وأوضح نيل بيسو رئيس "شرطة مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة" UK Counter Terrorism Policing (جهاز تتعاون فيه الشرطة البريطانية مع شركاء استخباراتيين لمواجهة الأنشطة الإرهابية)، أن "التغيير لا يستند إلى تهديد محدد"، داعياً أفراد المجتمع إلى الوقوف صفاً واحداً "ورفض الأشخاص الذين يسعون إلى زرع الانقسام والكراهية في ما بيننا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت جماعات "داعش" و"القاعدة" ومجموعات متطرفة أخرى، قد كثفت دعواتها في الأسابيع الأخيرة لأنصارها في جميع أنحاء العالم إلى ارتكاب فظائع. وتعتقد شرطة مكافحة الإرهاب أن قيود الإغلاق التي فرضت لمعالجة وباء "كورونا" قد تفرض تغييراً في منهجية الإرهاب.
تبقى الإشارة إلى أن تنظيم "داعش" شجع أتباعه من خلال دعايته، على استهداف الأماكن المزدحمة باستخدام أساليب ذات تقنيات منخفضة، بما في ذلك الهجوم بمركبات والطعن بسكاكين".
© The Independent