كرم مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته السادسة والثلاثين النجم المصري عزت العلايلي، بعد ما أطلق اسمه على دورته الحالية، في ندوة شهدت حضور عدد من الفنانين والنقاد، إذ عُرض فيلم تسجيلي عن حياته والمحطات الفنية منذ انطلاقه بداية الستينيات.
وفي حوار مع "اندبندنت عربية" تحدث العلايلي عن كثير من التفاصيل الخاصة بحياته الفنية، إذ قال إنه بدأ رحلته بمسرح التلفزيون، وكان ممن أسسوه مع زملائه أحمد توفيق، ورشوان توفيق، والسيد بدير، بعد أن تخرجوا في المعهد العالي للفنون، حيث كانوا يريدون تنفيذ فكرته العالمية في مصر.
عشق المسرح
بداية الحديث كانت من المسرح، الذي قال عنه العلايلي، إنه يحبه جداً، معرباً عن سعادته بفكرة إعادة عرض مسرحية "أهلاً يا بكوات"، ومرجعاً انقطاعه مسرحياً إلى أن "أهلاً يا بكوات"، "كانت عملاً استثنائياً، سواء في النص أو التفاعل الجماهيري". وقال "كان الأمر غير عادي، وهذا صعب عليّ مهمة الوقوف مجدداً على الخشبة، إلا في حالة وجود عمل أقوى منها ويفوقها نجاحاً، وهذا ما لم يحدث".
وحول ندرة أدوار الشر في تاريخ العلايلي الفني، وما إذا كان يرفضها، أضاف "لا، لم أرفض أدوار الشر كما يقال، بالعكس أحبها، لكن لم أقدمها كثيراً. ربما لم يحبني الجمهور في هذه النوعية، لذا لم أسع إليها، وأحاول التنويع في شخصيات أخرى، مثل البلطجي والفلاح وأستاذ الجامعة وضابط المخابرات. وحقيقة لم أقترب كثيراً من أداء أدوار الشر".
تجربة الاختيار
وعن تجربته في فيلم "الاختيار"، تأليف نجيب محفوظ وإخراج يوسف شاهين، قال الفنان المصري "جو مخرج يعرف أدواته، درس السينما بشكل عالمي. هو عبقري، لكنه يفتقد الروح الشعبية أو المصرية، مع أنه قدمها بشكل كبير في فيلم الأرض".
وأضاف "أما تجربة (الاختيار) فقد كان الاتفاق بيني وبين شاهين أن نحضّر للفيلم، ويكتب شخص محترف المعالجة والقصة، ووقتها طرحت اسم نجيب محفوظ، وقلت إنه الأصلح لهذه المهمة، وذهبت إليه، ووافق بشكل مبدئي، وبعد أيام طلب نجيب أن أعود إليه، وقد أنجز بالفعل المعالجة والملخص، وانبهرت أنا وشاهين، لدرجة فاقت تخيلنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تراب الماس
شارك العلايلي، أخيراً، في فيلم "تراب الماس" مع فريق عمل من الشباب، مثل المخرج مروان حامد، والمؤلف أحمد مراد، والنجم آسر ياسين والفنانة منة شلبي، وعلى الرغم من صغر الدور الذي قدمه، فإن هذا الأمر لم يكن عقبة بالنسبة إليه، إذ قال "أحببت هذه التجربة. هم شباب رائعون، يقدمون سينما أعتبرها عظيمة بكل المقاييس، وتحمست جداً للدور على صغره، ولم يكن لديّ أي تحفظات، لأني شعرت بوجود سينما حقيقية ومختلفة".
وتابع "لا أنكر سعادتي بنجاح الفيلم واستقبال الجمهور له، كما أقدر احترام فريق العمل الشاب لي ولتاريخي، فقد احتفوا بي وكان لي تتر مخصوص، كما أعتبر الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد حالة، خصوصاً في السينما، ولهما وعي ومدرسة مميزة، وأنا أحب كل أعمالهما معاً، وأتابع نجاحهما".
أفلام وطنية
قدم عزت أفلاماً وطنية مهمة، أبرزها "الطريق إلى إيلات"، فكيف يرى التجارب الجديدة من الأعمال الوطنية مثل فيلم "الممر" لأحمد عز مع المخرج شريف عرفة؟ أجاب، "الأفلام الوطنية تقدم رسالة عظيمة، لأنها تعرّف الأجيال على التضحية التي بذلها الجنود، وتاريخنا لا بد من أن يمرر بشكل غير مباشر من خلال هذه النوعية من الأعمال".
وواصل الفنان المصري، "سعدت بتجربة (الممر)، وبنجاحه الكبير على الرغم من أننا في وقت تطغى عليه أنواع أخرى من الأفلام. أتذكر تجربتي في (الطريق إلى إيلات) وأعتز بها، وتقاضيت عنها مبلغاً زهيداً، لأن هدفي كان الرسالة الوطنية، وكنت مستعداً للعمل من دون مقابل".
أزمة الكبار
يشكو بعض النجوم الكبار، مثل يوسف شعبان وعبد الرحمن أبو زهرة من قلة الأعمال المعروضة عليهما، فكيف يرى العلايلي هذه الأزمة؟ "صراحة، لا بد من أن نكون متصالحين مع أنفسنا، الفنانون في عمرنا قد يكون المعروض عليهم قليل جداً، لأن الأعمال تكتب للأصغر والأكثر شباباً، وهذا طبيعي. لن نأخذ زماننا وزمن غيرنا، كما يقولون في الأمثال المصرية الشعبية. لكن، عموماً أي دور جيد ينادي صاحبه، وكل فنان سيوجد في مكانه في الوقت المناسب".
واختتم العلايلي حديثه بإعرابه عن سعادته لتكريمه من قبل "الإسكندرية السينمائي"، قائلاً "شرف كبير أن أكرم في حياتي، ومن مهرجان عريق في الحياة السينمائية"، مشيراً إلى أن حياته الفنية كانت صعبة ومليئة بالعقبات، لكنه وجد مساعدة من كثيرين، وحوّل معاناته إلى عطاء فني حقيقي.