وسط حال من الغضب بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي إثر وفاة طالب جامعي بفيروس كورونا، قال أصدقاء له إن إدارة جامعة سيناء التي ينتمي إليها أجبرته على حضور أحد الاختبارات على الرغم من علمهم أنه يعاني عوارض الإصابة بالوباء، وهو ما نفته الجامعة لاحقاً، ليتصدر هاشتاغ "#يوسف_فياض_مات" في مصر خلال الساعات الأخيرة، مثيراً جدلاً في شأن الوضع الوبائي في البلاد، وكيفية التعامل معه.
كيف بدأت القصة؟
بعد ساعات من نعي الصفحة الرسمية لجامعة سيناء على موقع "فيسبوك"، مساء الإثنين، أحد طلابها المنتمين إلى كلية العلاج الطبيعي، ويدعى يوسف محمد فاضل، بالفرقة الثانية فرع القنطرة شرق القاهرة، من دون إبداء أي تفاصيل عن أسباب وفاته، تداول عدد من المغردين رسائل قالوا إنها بين الطالب يوسف الذي توفي متأثراً بكورونا، وعميدة الكلية التي ينتمي إليها، رفضت فيها الأخيرة إعفاءه من حضور امتحان منتصف الفصل الدراسي بعد الاشتباه بإصابته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت عميدة الكلية، بحسب المتداول، إن عدم وجود شهادة تؤكد إيجابية إصابة يوسف بالفيروس يمنعها من الموافقة على غيابه، وطالبته بالحضور مرتدياً قناع الوجه، مشيرين إلى أن الطالب توفي بعد يومين فقط من الامتحان، على حد روايتهم.
وعلى الإثر، انتشر هاشتاغ "#يوسف_فياض_مات" ليصبح الأكثر تداولاً بمصر عبر موقع "تويتر"، وسط موجة من الغضب، ألقى فيها المغردون المسؤولية على الجامعة، بينما ذهب بعضهم إلى انتقاد المنظومة التعليمية بمصر، مطالبين بتشديد الإجراءات الاحترازية في المدارس والجامعات لحماية الطلاب من الإصابة.
الجامعة ترد
وفيما قال المتحدث باسم "التعليم العالي" المصرية حسام عبدالغفار، إن الوزارة حتى الآن لا تعلم شيئاً عن الواقعة الخاصة بالطالب ووفاته بكورونا، وإجباره على حضور الامتحانات، مشيراً إلى أنه لا يمكن الاعتماد على المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل، أصدرت جامعة سيناء بياناً، مساء الثلاثاء، نفت فيه تفاصيل الرواية المنشورة على "فيسبوك".
وقالت الجامعة إن الطالب يوسف محمد فياض المقيد بالفرقة الثانية بكلية العلاج الطبيعي حضر يومي 26 و28 نوفمبر (تشرين الثاني) فقط، ولم تظهر عليه أعراض الإصابة بكورونا. وأضاف البيان أنه فور إعلام الطالب أعضاء هيئة التدريس عن أعراض إصابته، جرى إبلاغه بعدم الحضور، مؤكدين أنه لم يحضر بعد يوم السبت 28 نوفمبر.
ووفق البيان، فقد علمت إدارة كلية العلاج الطبيعي بوفاة الطالب الاثنين 7 ديسمبر (كانون الأول)، أي بعد نحو 10 أيام من آخر ظهور له بالجامعة، مؤكدة أنها تتابع الإجراءات الصحية الاحترازية الممكنة.
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت عن حسين مغاوري، الطبيب المعالج للطالب يوسف قوله، إنه "كان يعاني أعراض كورونا منذ 25 نوفمبر، واشتدت عليه بعد عشرة أيام من إصابته، إلى أن بلغ الأمر ضيق تنفس"، مشيراً إلى أنه جرى وضعه على جهاز تنفس صناعي بأحد المستشفيات الخاصة، بعد تدهور حاله، وبات يعاني ضيقاً شديداً في التنفس. وأضاف، "بعد إجراء التحاليل تبين أنه يعاني التهاباً رئوياً حاداً مزدوجاً أدى إلى اشتباه في كورونا من الدرجة الأكثر خطورة".
وتشهد مصر ارتفاعاً في منحنى الإصابات بكورونا منذ أسابيع، وأعادت الدولة تحذيراتها بضرورة التزام المواطنين بالإجراءات الصحية المتبعة منعاً لتفشي الوباء.
وفي أحدث إحصاء أعلنته وزارة الصحة الثلاثاء، قال المتحدث باسمها إن البلاد "سجلت 415 إصابة جديدة و19 وفاة، مقارنة بـ 418 إصابة و21 وفاة أول من أمس"، مشيراً إلى أن "إجمالي العدد الذي جرى تسجيله في مصر حتى الاثنين هو 118847 حالة، من ضمنها 103703 حالات شفيت، و6790 حالة توفيت".