كشفت مجموعة "ويتش؟" Which، وهي مؤسسة بريطانية تعنى بحماية المستهلك، أنه لا يوجد شركة تأمين سفر واحدة في المملكة المتحدة تقوم بتغطية الخسائر الناجمة عن إصابة العميل بفيروس كورونا بشكل كامل خلال السفر.
وأصدرت المجموعة، التي تمثل العملاء والمستهلكين في بريطانيا، بحثاً جديداً كشفت فيه أنه من بين مزودي التأمين البالغ عددهم 73 مؤسسة شملها البحث، لا تملك أي منها بوليصة تأمين تغطي السيناريوهات الأربعة المتعلقة بفيروس كورونا خلال السفر، والتي غالباً ما ينتج منها إلغاء الرحلة أو تعطيلها.
وتشمل هذه سيناريوهات الحالات الإصابة بـ "كوفيد-19" على متن الطائرة، والحاجة إلى العلاج، أو الإصابة بكورونا قبيل موعد الرحلة ووجوب إلغائها، أو أن يكون الشخص عرضة لالتقاط العدوى أو ظهور عوارض الإصابة عليه من دون نتيجة فحص إيجابية أو تشخيص، وبالتالي حاجة المسافر إلى العزل الذاتي، وأخيراً العزوف عن القيام بالرحلة نتيجة خلل شامل ناتج من الجائحة على غرار التغييرات التي تطرأ على الأنظمة والتوجيهات الحكومية.
وأظهرت الدراسة أن 17 من شركات التأمين تلك لا تغطي أية حالة تتخطى الضرورات الطبية الطارئة، وتكاليف عودة المسافر إلى الوطن في حالات الطوارىء الطبية، وفي حال التقط المسافرون عدوى فيروس كورونا أثناء عطلتهم، مما استوجب حصول تلك الشركات على تصنيف "تغطية أساسية" من مجموعة "ويتش؟".
وتم منح تصنيف "تغطية منخفضة" لـ 43 شركة تأمين طرحت إلغاء التغطية في حال أتت نتيجة اختبار المسافر إيجابية قبيل الرحلة.
وحصل 13 مزود عقود تأمين على تصنيف "تغطية متفوقة" من المجموعة، من خلال تقديم إلغاء التغطية في حال توجب على حامل بوليصة التأمين الخضوع للعزل الذاتي للاشتباه بإصابته بفيروس كورونا، ويشمل هذا على سبيل المثال تلقيه تعليمات الخضوع للحجر من قبل نظام الفحص والتتبع التابع لخدمة الصحة الوطنية "NHS".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم تستوف أي من شركات التأمين شروط التغطية "الكاملة" التي تتيح للمسافرين المطالبة بالتعويض في حال حصول إلغاء سببه تغيير في توجيهات وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، أو فرض الحكومات الإقفال التام.
في السياق نفسه، تتيح خمس شركات هي "AA" وAXA"" و"Halifax" و"Puffin" و"TUI" للعملاء طلب تعويض بسبب إلغاء العطلة نتيجة إقفال محلي أو تام، بشرط ألا يتمكنوا من استرداد التكاليف المدفوعة من أي مكان آخر. ولكن لا تقوم أية شركة تأمين بتغطية الإلغاءات الناتجة من توجيهات وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث، حتى وإن تم إبطال الغالبية العظمى من البوالص في حال السفر إلى وجهة تنصح وزارة الخارجية البريطانية بعدم التوجه إليها.
يُشار إلى أن "نايشون وايد" Nationwide هي شركة التأمين الوحيدة التي توفر هذه التغطية، ولكنها ستزيلها عن لائحة التقديمات بدءاً من الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل.
في غضون ذلك، أفادت مجموعة "ويتش؟" أنه مع خفض مستويات التغطية في عدد من بوالص التأمين، ازدادت أسعار التأمين على السفر. وفي هذا الإطار، أشارت مجموعة "غو كومبير" GoCompare التي تتولى تشغيل أكثر مواقع المقارنات المالية، بأن لائحة الأسعار الصادرة عن أرخص 20 مزود بوالص تأمين لرحلة واحدة لمسافر يبلغ من العمر 24 عاماً، ويستعد لقضاء إجازة مدتها أسبوع في إيطاليا، ارتفعت بين 17 و37 في المئة بين أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وأكتوبر 2020.
على الصعيد ذاته، صرح ثلثا مزودي عقود التأمين (42 شركة) الذين أجابوا على استطلاع "ويتش؟" حول إذا ما كانوا رفعوا أسعارهم أو ينوون القيام بذلك في المستقبل القريب، بأنه تحتم عليهم ذلك أو سيُقدمون على تلك الخطوة قريباً.
ودعت مجموعة "ويتش؟" هيئة الإدارة المالية البريطانية ""FCA إلى إجراء تحقيق رقابي على سوق تأمين السفر لضمان تزويده التغطية العادلة للعملاء.
وتعقيباً على ذلك، أعلنت محررة الشؤون المالية في مجموعة "ويتش؟"، جيني روس، أن "جائحة كورونا أحدثت أثراً مزلزلاً في قطاع تأمين السفر، ويُظهر بحثنا أن المستهلكين يواجهون مشكلة مزدوجة، تتمثل في انخفاض تغطية التأمين من جهة وزيادة الأسعار من جهة أخرى". وأضافت، "فيما لا يزال توقيت عودة الرحلات التي كان المصطافون يقومون بها إلى سابق عهدها قبل انتشار الجائحة غير واضح المعالم، من الضروري أن تكون تغطية التأمين الشاملة متوفرة لهم عندما يستأنفون أسفارهم، وبكلف معقولة في حال لم تجر الأمور على ما يرام. وفي حال لم يحصل ذلك، فلن يكون قطاع السفر قادراً على إعادة بناء الثقة التي فُقدت مع بدء الجائحة، وبالتالي يتوجب على هيئة الإدارة المالية البريطانية التحرك لتأمين حصول المسافرين على الحماية والتغطية المناسبتين خلال رحلاتهم المستقبلية، والتأكد من أن شركات التأمين تعامل عملاءها بشكل عادل."
© The Independent