في حادث يعكس المخاوف التي ترافق مراسم تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأربعاء المقبل، طلب مسؤولون أمنيون من المشاركين في التدريبات الخارجية على المراسم التنصيب، في الجهة الغربية للكونغرس، الإسراع بالدخول إلى المبنى، بعدما اشتبهوا بخطر أمني، ولكن سرعان ما تبين أن سبب الاشتباه حريق حصل في شارع غير بعيد من الكابتول، ولا يُعتقد أنه يمثل تهديداً. وعلى الرغم من ذلك، صدرت توجيهات لأعضاء الكونغرس وموظفيه بالبقاء في أماكنهم في أثناء تحري الأمر. كذلك كتب جهاز الخدمة السرية على "تويتر" أن الكونغرس مغلق مؤقتاً، وأن لا تهديد يطال الجمهور.
وبعد نحو ساعتين، أعلنت شرطة الكابيتول في بيانأ أنه تم رفع قرار الإغلاق واحتواء الحريق القريب.
— U.S. Secret Service (@SecretService) January 18, 2021
وقبل ثلاثة أيام من تنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، عرض فريقه الخطوط العريضة لجدول الأعمال الذي ينوي بدء ولايته بتنفيذه لمعالجة الأزمات التي تشهدها البلاد، بموازاة إطلاق إجراءات عزل دونالد ترمب.
وينتشر في واشنطن المطوقة بالحواجز الأمنية آلاف من عناصر الحرس الوطني استعداداً لمراسم تنصيب بايدن المقررة الأربعاء، في بلد لا يزال تحت صدمة اقتحام مقر الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني).
وقال رون كلاين الذي اختاره بايدن لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية "آمل أن يكون قادة مجلس الشيوخ قد وجدوا أسساً مشتركة بين الحزبين للمضي قدماً في الاضطلاع بكل مسؤولياتهم".
وتابع "المحاكمة الرامية للعزل هي إحدى تلك المسؤوليات، وكذلك تفعيل عملية التصدي لفيروس كورونا".
وفي حين يتهيأ الرئيس المنتخب لتولي السلطة في مدينة شهدت قبل أسبوعين اقتحام مناصرين لترمب مقر الكونغرس في محاولة لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات، يواجه بايدن مجموعة أزمات متداخلة هي الجائحة، والتدهور الاقتصادي، والتغير المناخي، والتوترات العرقية.
خطط بايدن
ويحض بايدن الكونغرس على التحرك سريعاً لإقرار خطة تحفيز ضخمة بـ1.9 تريليون دولار لإنعاش الاقتصاد، كما يعتزم تسريع حملة التلقيح ضد "كوفيد-19" في بلاد تتجه نحو تسجيل 400 ألف وفاة بفيروس كورونا.
لكن المحاكمة المرتقبة في مجلس الشيوخ والرامية لعزل ترمب تلقي بظلالها على المشاريع التي ينوي بايدن تنفيذها.
ولم تحدد بعد رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر موعد بدء المحاكمة.
وفي تصريح لشبكة "سي أن أن"، قال العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ ديك ديربن "لا أعتقد أن هناك موعداً تم تحديده لتقديم رئيسة مجلس النواب بيلوسي اللوائح الاتهامية".
وتابع "بحسب الدستور علينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن".
وأعرب بايدن عن أمله بأن يتمكن الكونغرس من الموازنة بين قضية العزل والمضي قدماً في تنفيذ جدول أعماله.
ويأتي التشرذم الذي يشهده الحزب الجمهوري المنقسم حيال مزاعم ترمب أنه الفائز في انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتأجيجه عواطف مناصريه قبيل اقتحامهم مقر الكونغرس، والتوجه المستقبلي للحزب، لتزيد من ضبابية الأجواء.
وقال ليندسي غراهام، السيناتور الجمهوري المقرب من ترمب، في تصريح لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، الأحد، إن بايدن ربما يسعى للذهاب أبعد وأسرع من اللازم.
وقال غراهام "أعتقد أننا سنكون في الأيام المئة الأولى من ولاية بايدن أمام جهود حثيثة هي الأكبر في تاريخ البلاد على صعيد السياسة الاجتماعية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع "لا فائدة من عزل ترمب (عندما يكون قد) غادر المنصب".
لكن كلاين كرر ما كان قد شدد عليه بايدن في ما يتعلق بإمكان أن يوازن مجلس الشيوخ بين المحاكمة الرامية لعزل ترمب وتنفيذ المشاريع المدرجة على جدول أعمال الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.
وقال إن بايدن سيصدر اعتباراً من عصر الأربعاء، أي بعد مراسم التنصيب، مجموعة أوامر تنفيذية لا تتطلب مصادقة الكونغرس. وأضاف أن هذا الزخم سيستمر عشرة أيام على الأقل سيسعى فيها بايدن للابتعاد عن سياسات ترمب الأكثر جدلية.
في الأثناء، تقرر اختصار المظاهر الاحتفالية التي ترافق عادة حفل التنصيب بسبب الهواجس المرتبطة بالجائحة والتخوف من تجدد أعمال العنف.
وكانت سلطات واشنطن قد حولت العاصمة الأميركية في الأيام الماضية إلى منطقة أمنية. وقد نشرت حواجز أسمنتية وأسلاكاً شائكة في المنطقة المحيطة بمقر الكونغرس.
وفي مقابلة مع شبكة "سي بي أس" بثت الأحد قالت كامالا هاريس، نائبة بايدن، إن "حفل التنصيب سيكون فريداً، في الغالب، بسبب (كوفيد-19)".
وأضافت "لكننا سنؤدي القسَم. وسنؤدي المهمة التي كلفنا بها".
معلومات سرية
وقال كلاين، إن بايدن سينتظر توصية من مستشاريه لشؤون الاستخبارات حول إمكانية إطلاع الرئيس ترمب على معلومات سرية بعد خروجه من البيت الأبيض.
وأدلى كلاين بهذا التعليق بعد مقال كتبته سو جوردون، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية السابقة، تعارض فيه إطلاع ترمب على مثل هذه المعلومات فور مغادرته الرئاسة.
وفي المقال الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بعنوان "لا حاجة لإطلاع الرئيس السابق ترمب على معلومات الاستخبارات"، قالت جوردون "بهذا الإجراء البسيط، الذي هو فحسب من صلاحيات الرئيس الجديد، يمكن لبايدن أن يخفف جانباً واحداً من المخاطر المحتملة على الأمن القومي التي يشكلها المواطن دونالد ترمب".
ورداً على سؤال حول دعوة جوردون، قال كلاين لشبكة تلفزيون "سي أن أن"، إن بايدن سيحتاج إلى توصيات من مستشاريه المتخصصين في شؤون الاستخبارات قبل اتخاذ أي قرار بهذا الصدد.