يكثف الحزب الشيوعي الحاكم في الصين جهوده لتغيير الرواية السائدة حول أصل كوفيد-19، في حين تضخم أجهزة الإعلام الحكومية الشكوك حول لقاح "فايزر" حتى مع مواجهة بكين ضغوطاً بسبب تحقيق تجريه منظمة الصحة العالمية (حول أصل الفيروس).
وبعدما زعم ناطق باسم الحكومة الصينية بأن كوفيد-19 نشأ في مختبر تابع للجيش الأميركي، نشر الإعلام الحكومي سلسلة من المقالات تهاجم فاعلية لقاح "فايزر".
وأحيت الحكومة الصينية نظريات المؤامرة المتطرفة حول كوفيد-19 إذ يواجه الحزب الشيوعي الصيني تحقيقاً تجريه منظمة الصحة العالمية حول منشأ الفيروس وأسئلة متنامية حول اللقاح الصيني.
وأشارت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الرسمية إلى أن لقاح "فايزر" قد يشكل خطراً على كبار السن، ونقلت عن خبراء صحيين شكوكهم في شأن اللقاح الذي جرى تطويره "على عجل".
وفي 18 يناير (كانون الثاني) قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشونيينغ، إن الولايات المتحدة يجب أن تفتح قاعدة فورت ديتريك، وهي قاعدة للبحوث الطبية العسكرية في ولاية ماريلاند، أمام تحقيق في أصل فيروس كوفيد-19.
والواقع أن محاولة نقل اللوم من الصين إلى الولايات المتحدة وإحياء نظرية المؤامرة كانت سبباً في ترويج الهاشتاغ "فورت ديتريك الأميركية" في وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، حيث أطلق المستخدمون وصف "الفيروس الأميركي".
وقال فانغ شيمين، وهو كاتب علمي صيني يتخذ من الولايات المتحدة مقراً ويشتهر بكشف شهادات صينية زائفة، إن حكومة الصين تحاول إبعاد اللوم عن تعاملها مع الجائحة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن السيد شيمين قوله: "إن هذا التكتيك ناجح للغاية بسبب انتشار المشاعر المناهضة لأميركا في الصين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الشكوك حول لقاح "فايزر" انتشرت في وسائل الإعلام الصينية إثر وفاة 23 مسناً في النرويج بعد الحصول على اللقاح. ودعت وسائل الإعلام الصينية إلى إجراء تحقيق حول الوفيات وهاجمت الولايات المتحدة لتقليلها عدد الوفيات أثناء التشكيك في اللقاحات الصينية.
وقالت الخبيرة في وسائل الإعلام الصينية التي تدرّس في جامعة ليدز البريطانية، يوان زنغ، إن نظريات المؤامرة هذه تؤثر بعمق حتى في الصينيين ذوي التعليم الجيد، وإن إثارة شكوك كهذه "خطرة للغاية".
وتحاول البلاد، التي كانت الأولى في الإعلان عن حالات فيروس كورونا، إبعاد اللوم عن نفسها بعدما اتهمتها بلدان أخرى بمحاولة التغطية على التفشي الأولي للفيروس. وأخيراً، عزز مسؤولون صينيون الجهود الرامية إلى الإشارة إلى أن الفيروس نشأ خارج الصين.
كذلك فرضت البلاد حظراً على واردات الأغذية المجمدة بعدما زعمت وجود آثار فيروسات على الطرود الآتية من دول كثيرة.
وفي 14 يناير(كانون الثاني) وصل فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية يتألف من 10 أعضاء إلى ووهان ليدرس أصل فيروس كورونا بعدما أجازت الصين التحقيقات التي تأخرت كثيراً.
ويرى الحزب الشيوعي (الحاكم في الصين) أن التحقيقات التي تجريها منظمة الصحة العالمية تشكل خطراً سياسياً لأنها تركز الاهتمام على أوجه تعامل بكين مع تفشي الفيروس، وفق كبير المحللين في معهد السياسات الاستراتيجية الأسترالي، جاكوب واليس.
وقال واليس إن الحزب يريد "تشتيت انتباه الجماهير المحلية والدولية من خلال تشويه الرواية في شكل استباقي حول الجهة التي تتحمل المسؤولية عن ظهور كوفيد-19".
(تقارير إضافية من الوكالات)
© The Independent