في الوقت الذي يواصل فيه الدولار الأميركي سلسلة خسائره، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، إن البنك المركزي الأميركي يبحث بعناية إمكانية إصدار الدولار الرقمي، وأشار خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ، قبل أيام، إلى أن العملة الرقمية الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي هي مشروع ذو أولوية عالية، لكن في الوقت نفسه هناك أسئلة فنية وسياسية مهمة تتعلق بالدولار الأميركي الرقمي، بحسب باول.
أضاف، "نحن ملتزمون حل مشاكل التكنولوجيا، والتشاور على نطاق واسع مع الجمهور، وبشفافية شديدة مع جميع الفئات المعنية حول ما إذا كان ينبغي لنا القيام بذلك"، وباعتبارها العملة الاحتياطية العالمية، شدد باول على أن الولايات المتحدة ليس عليها أن تكون الأولى في إصدار دولار رقمي، لكنها بحاجة إلى إصداره بالشكل الأمثل. وتابع "الدولار الرقمي هو الشيء الذي نستثمر فيه الوقت والجهد عبر نظام الاحتياطي الفيدرالي".
الدولار عند أدنى مستوياته في أكثر من شهر
في سوق العملات، قلص الدولار الأميركي خسائره عالمياً، مع صعود عوائد السندات، وبعد بيانات اقتصادية، حيث تخلت الورقة الخضراء عن معظم خسائرها مع ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشرة أعوام أعلى 1.5 في المئة للمرة الأولى في أكثر من عام.
وقال استراتيجيون لدى مجموعة "ميتسوبيشي يو أف جيه" المالية في مذكرة بحثية حديثة، إن "اتساع الضعف في عملات الملاذات الآمنة، مثل الفرنك السويسري، يبدو متفقاً مع زيادة الثقة في التعافي الاقتصادي العالمي".
ووفق وكالة "رويترز"، قال جونيتشي إيشيكاوا، المتخصص في مجال الصرف الأجنبي في "أي جي للأوراق المالية"، إن "شهية المخاطرة تحسنت كثيراً، ويترك هذا الدولار في وضع سيئ جداً".
وبينما أظهرت بيانات اقتصادية حديثة تراجع طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات، ارتفعت طلبيات السلع الأميركية المعمرة بنحو 3.4 في المئة. كما كشفت بيانات أخرى عن نمو اقتصاد الولايات المتحدة بنحو 4.1 في المئة خلال الربع الأخير من 2020.
وفي تعاملاته الأخيرة، انخفض الدولار مقابل اليورو 0.2 في المئة تقريباً إلى مستوى 1.2192 دولار، لكنه ارتفع بنسبة مماثلة أمام الين الياباني ليسجل 106.14 ين. كما صعدت العملة الأميركية بنحو 0.6 في المئة مقابل نظيرتها البريطانية لتصل إلى 1.4051 دولار، بينما تراجعت أمام الفرنك السويسري بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 0.9045 فرنك.
وخلال الفترة نفسها، تراجع مؤشر الدولار الرئيس الذي يقيس أداء العملة أمام ست عملات رئيسة بنحو 0.08 في المئة إلى مستوى 90.10، بعد أن سجل مستوى 89.68، وهو الأدنى منذ أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ماذا تعرف عن الدولار الرقمي؟
وفق منصة "بيتكوين نيوز"، فإن الولايات المتحدة الأميركية تفكر بشكل جدي في إنشاء الدولار الرقمي المحلي، وهي خطوة أكد الكثيرون أنها يمكن أن تتحقق من خلال العملات المشفرة، وخصوصاً "بيتكوين"، فبعد 11 عاماً من إطلاق عملة "بيتكوين"، يبدو أن الولايات المتحدة أجبرت على التفكير في اتجاه تفكير ناكاموتو نفسه، بسبب جائحة كورونا التي تسببت في انهيار عديد من الاقتصادات العالمية.
وأوضح تقرير سابق لوكالة "بلومبيرغ"، أن الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي، يفكرون بشكل جدي في إنشاء نظام محافظ رقمية، ليتم تخزين بها ما يعرف باسم الدولار الرقمي المحلي، وقد تم الكشف عن هذه النية في نص تشريعي، من قبل رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب في الولايات المتحدة الأميركية. وكان هذا التوجه من قبل الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي، كوسيلة طوارئ لإنقاذ السوق الأميركية، وكجزء من تحفيز الاقتصاد الشامل المنهار بسبب كورونا.
وعرف مصطلح الدولار المشفر بأنه واحد من أمرين، أولهما رصيد معبر عنه كقيمة دولار أميركي، يتكون من إدخالات الدفتر الرقمي، والثاني هو وحدة إلكترونية ذات قيمة في الولايات المتحدة، يمكن استردادها من قبل مؤسسة مالية مؤهلة لذلك.
وأشارت وكالة "بلومبيرغ" إلى أن الفكرة ستكون سهلة التطبيق في الولايات المتحدة من خلال سن القوانين المختلفة، كما أنها ستكون فرصة لمنح الدولار الأميركي آلاف الدولارات من خلال نظام رقمي، وليس من خلال نظام مادي للشيكات، وأضافت، "ستحتاج بنوك الاحتياطي الفيدرالي الكبيرة والمؤسسات المالية الأخرى في الولايات المتحدة إلى توفير محافظ رقمية للأفراد ومقدمي الضرائب المشتركة، المؤهلين للحصول على مدفوعات الطوارئ الحكومية المباشرة، التي يتم التفاوض عليها حالياً في حزمة الإغاثة الاقتصادية التاريخية".
وعلى الرغم من أنه ليس من الواضح كيف سيعمل مثل هذا النظام على نطاق واسع في الولايات المتحدة ودول أخرى، فقد أطلق الكثيرون في سوق "بيتكوين" بالفعل على هذا اسم "العملة الرقمية للبنك المركزي"، على الرغم من أنهم تأكدوا من عدم تسميتها "عملة مشفرة".