سجلت الليرة اللبنانية، الثلاثاء، 2 مارس (آذار)، انخفاضاً قياسياً غير مسبوق منذ دخول لبنان دوامة الانهيار الاقتصادي قبل عام ونصف العام، إذ لامس سعر الصرف مقابل الدولار عتبة العشرة آلاف في السوق السوداء، وفق ما أفاد به صرافون لوكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ صيف عام 2019، على وقع الانهيار الاقتصادي الأسوأ في لبنان منذ عقود، بدأت قيمة الليرة تتراجع تدريجياً أمام الدولار، تزامناً مع أزمة سيولة حادة، وتوقف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم بالدولار. ولا يزال سعر الصرف الرسمي يساوي 1507 للدولار.
وقال أحد الصرافين إن سعر الصرف في السوق السوداء تراوح الثلاثاء بين 9900 وعشرة آلاف. ولخص آخر الوضع بالقول "ما يحدث في السوق السوداء جنون".
بدء مراجعة أوضاع البنوك
كان سعر صرف الليرة قد انخفض إلى 9800، خلال الصيف، قبل أن يعاود الارتفاع تدريجياً. وحافظ خلال الأسابيع الماضية على معدل يتراوح بين ثمانية آلاف و8500 للدولار.
ويأتي الانخفاض القياسي في سعر الصرف، الثلاثاء، غداة إعلان مصرف لبنان بدء مراجعة أوضاع البنوك بعد انتهاء مهلة حددها لها من أجل زيادة رأسمالها، ضمن خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطلب المصرف المركزي في تعميم صيف 2020 من المصارف زيادة رأسمالها بنسبة 20 في المئة بحلول نهاية فبراير (شباط). كما طلب منها تكوين حساب خارجي حر من أي التزامات لدى بنوك المراسلة في الخارج، لا يقل عن ثلاثة في المئة من مجموع الودائع بالعملات الأجنبية.
وفي حال عدم التزام المصارف تلك المعايير، فتصبح أسهمها ملكاً لمصرف لبنان.
جمود سياسي مستمر
وتصدر وسم "دولار" موقع "تويتر" في لبنان. وسخر كثيرون من انخفاض سعر الصرف في بلد يشهد شللاً سياسياً منذ استقالة الحكومة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب)، ولم تتمكن القوى السياسية حتى الآن من الاتفاق على شكل الحكومة الجديدة، التي كلف رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري تشكيلها.
وغردت الباحثة في مركز كارنيغي، مهى يحيى "في هذه الأثناء تنهار ليرة لبنان أكثر في حين أن الجمود السياسي مستمر، ولا سياسات لوقف الانهيار! دعم الفقراء اللبنانيين المثقلين بالتضخم لا يكفي".
وينعكس الانخفاض في قيمة العملة المحلية على أسعار السلع والمواد الغذائية، وكل ما يتم استيراده من الخارج. وقد ارتفعت أسعار السلع بنسبة 144 في المئة، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.