النساء يقدن قرارات الشراء والاستهلاك في المجتمعات، ويقفن وراء 31 تريليون دولار من القوة الشرائية في العالم، وهن أيضاً أكبر مؤثر في قرارات شراء السيارات عالمياً بنسبة 80 في المئة. هذه الإحصائيات سردها غيوم كارتييه، نائب رئيس شركة "نيسان" للسيارات لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأوروبا، خلال حلقة نقاشية نظمتها الشركة في دبي، عن بعد.
حملت الجلسة عنوان "بروز المرأة في قطاع السيارات – مقاربة عملية" وعقدت، الإثنين، 8 مارس (آذار)، بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي، ومن ضمن سلسلة من المبادرات نظمتها الشركة تناولت القيمة التجارية لانخراط المرأة في الأعمال، ورصدت جهود تعزيز التنوع بين الجنسين والشمول بين الموظفين.
النساء يبحثن عن التصميم والتكنولوجيا
ناقش قادة الصناعة خلال الجلسة التحديات التي تواجهها النساء في قطاع السيارات، وتأثير المشاركة النسائية المنخفضة على المحصلة النهائية، وحاجة الشركات إلى تقييم دقيق لما يصلح، وما لا ينجح ومتى.
شارك في الجلسة الأولى غيوم كارتييه، وكل من باتريشا توريس، الرئيسة العالمية للحلول المالية المستدامة في "بلومبيرغ"، وجوليا سايني، الحائزة على دكتوراه والرئيسة العالمية لقطاع السيارات في "فروست أند ساليفان"، ولافانيا وادغاونكار، الرئيسة العالمية للاتصالات في "نيسان"، وباربارا تيرار بيران، نائب رئيس تخطيط المنتجات في "نيسان" في منطقة أفريقيا والشرق الأوسط والمحيط الهندي، وأدارت الجلسة صبا عودة مقدمة برنامج "مورنينغ بيزنس" في "بلومبيرغ الشرق".
وقال كارتييه، إن النساء لا يقمن بشراء السيارات للأسباب ذاتها التي تدفع الرجال لشرائها. وأضاف "دعوني أقدم لكم بعض الإحصائيات. ففي دبي على سبيل المثال، نسبة توجه النساء لشراء السيارات أقل من الرجال، وهناك أسباب متباينة تدفعهن نحو الشراء. فالنساء ينظرن إلى تصميم السيارة والتكنولوجيا بالدرجة الأولى، مدفوعات بمطالب الهيبة، ولكن إذا ما ذهبنا إلى جنوب أفريقيا، وهي دولة مثيرة للاهتمام سنجد أن نحو نصف مشتري السيارات من النساء، وبالتالي لا يقتصر الأمر على أنهن يؤثرن في قرارات الشراء، بل يفعلن ذلك بأنفسهن بسبب حاجتهن لوسيلة مواصلات للاعتناء بطلبات الأسرة".
وأضاف كارتييه "سواء رغبنا في ذلك أم لا، فالواقع يقول إن النساء يلعبن دوراً رئيساً في قطاع السيارات كمستهلك أو مؤثر في عملية الشراء"، مشيراً إلى أن" ما نحتاجه هو فهم أكبر للمرأة ومتطلبات الشراء لديها"، موضحاً "رأينا في الشركة أن أفضل طريقة لذلك هي توظيفهن فيها".
وأكد كارتييه "نحن من أشد المؤمنين بحقيقة أن التنوع والشمول في مكان العمل يترجم إلى تأثير إيجابي على المحصلة النهائية، إضافة إلى الفوائد الثقافية الأخرى"، قائلاً إن "الفكرة هي أن نصل إلى نقطة مفادها أن التنوع بين الجنسين هو حقاً ضرورة عمل، وليس مجرد شيء لطيف".
دمية للفتاة وسيارة للصبي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها، ترى وادغاونكار أن تشجيع النساء على الانخراط في عالم السيارات يجب أن يبدأ في مرحلة مبكرة من العمر، قائلة "عادة ما نشتري الألعاب لأطفالنا في سن مبكرة، سيارة للذكور، وعرائس الدمى للإناث، وبالتالي نحبب أبناءنا الذكور في السيارات في سن مبكرة، ويجب أن نفعل الأمر ذاته مع فتياتنا".
وقالت وادغاونكار، "نشهد اليوم نمواً في أرقام السيدات اللاتي يقبلن على شراء السيارات في العالم"، مشيرة إلى أن هناك شركات بدأت تولي أهمية كبيرة للنساء، وقامت بتصميم سيارات تخدم احتياجاتهن، مثل تخصيص مكان في السيارة بجانب كرسي القيادة كي تضع المرأة فيه حقيبتها.
النساء والمناصب القيادية
من جانبها، تحدثت سايني عن أهمية تمكين المرأة من الوصول إلى المناصب القيادية في شركات السيارات وخلق المرونة الكافية للأمهات العاملات، لمساعدتهن على تنظيم أوقات عملهن كي يتمكن من الموازنة بين مسؤولياتهن في المنزل والعمل.
وقالت سايني، إن "هناك نساء قامت بتأجيل قرار الإنجاب خوفاً من فقدان فرص ترقيتهن في أعمالهن".
تمكين النساء في صناعة السيارات اليابانية
واستعرضت توريس نموذج اليابان في تمكين المرأة في صناعة السيارات، مشيرة إلى أنه بعد ما كان الرجال يهيمنون عليها، قررت "نيسان" تحدي القواعد، بتوظيفها كيوكو شيمادا، أول مصممة سيارات في تاريخ البلاد عام 1967.
وقالت إن اليابان قطعت شوطاً كبيراً في تمكين المرأة في هذا القطاع.
تمكين النساء وفرص للخريجات
من جانبها، أكدت رائدة الصرايرة، مديرة الاتصالات لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط والهند ورئيسة لجنة المرأة في الشركة، أهمية النساء العاملات في قطاع السيارات في "نيسان" وغيرها من الشركات. وأضافت "نشهد اليوم زيادة ملحوظة في أعداد النساء اللاتي يُقدمن على شراء السيارات وربما آخرها السماح للمرأة السعودية بالقيادة، مما رفع الطلب على السيارات في المنطقة الخليجية".
وتحدثت الصرايرة عن الجهود المبذولة لتمكين المرأة في القطاع، بما فيها التعريف بالشخصيات النسائية المُلهمة في مصانع الشركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك استقطاب المواهب النسائية من خريجات الجامعات وتدريبهن في مختلف قطاعات الشركة وتوفير وظائف لهن، وأيضاً مساعدة العاملات في الشركة للتقدم في السلم الوظيفي، إلى جانب تحفيز مزيد من النساء على العمل في القطاع.
رفع التوعية لدى النساء
سألت سمر المنهراوي، نائب رئيس الموارد البشرية في الشركة لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأوروبا، إن كانت المرأة العربية غائبة في قطاع إنتاج وصناعة السيارات، مشيرة إلى أن "المشكلة تكمن في أن القطاع غير معروف بدرجة كبيرة لكثير من النساء".
وأضافت "عند الحديث عن هذا القطاع تحديداً، فنحن نشير إلى شقين، الأول، الذي يُعنى بتصميم وصناعة السيارات ولدينا عدد كبير من المهندسات يعملن فيه، والشق الثاني، يُعنى بالتسويق والمبيعات، ولدينا طاقم كبير متخصص في هذين المجالين".
وقالت إنه "من المهم جداً رفع مستوى التوعية، بخاصة في المنطقة العربية، بأهمية قطاع السيارات كمجال عمل قادر على جذب العنصر النسائي"، مشيرة إلى أن "نيسان" تهدف إلى أن "يكون 50 في المئة من موظفيها من النساء على مستوى المنطقة" وأنها "لا توظف السيدات في قطاعي التسويق والمبيعات فحسب، إنما في مصانع الإنتاج أيضاً"، موضحة أن نحو 18 في المئة من النساء العاملات في الشركة يتمركزن في مناصب قيادية.