أوضحت وزيرة المرأة والمساواة (في الحكومة البريطانية) أن التردد السائد بين الأقليات العرقية تجاه أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، يرجع جزئياً إلى سلوكيات متأتية من دولهم الأصلية.
وكانت "لجنة المرأة والمساواة" قد تلقت مؤخراً أدلة من النائبة ووزيرة المرأة والمساواة كيمي بيدنوك Kemi Badenoch حول نهج الحكومة في التعامل مع نسبة الإقبال على أخذ اللقاح بين أوساط النساء والأقليات العرقية.
وورد في الجلسة أن بعض المجموعات تشك في الممثلين المحليين الذين يطلق عليهم اسم "أبطال المجتمع"، ويعملون مع الحكومة بهدف تشجيع عمليات التطعيم. وقد وُجه سؤال إلى السيدة بيدنوك عن الإجراءات التي اتخذت في معالجة هذه المخاوف.
وبحسب رد الوزيرة، فإنه "يجب أن يكون هناك أيضاً تصور واقعي لما تستطيع الحكومة فعله. يتحدث كثير من الناس كما لو أن الجزء الكبير من الثقة مرتبط بالحكومة أو الإجراءات. في الواقع، إن غياب الثقة بالنسبة إلى عدد من المجموعات المهاجرة يشكل إرثاً يحملونه من البلدان التي أتوا منها. عندما ننظر إلى كثير من مجتمعات المهاجرين واللاجئين نجد أنهم واجهوا قضايا خطيرة عدة مع السلطات. ولا ينبغي أن نفترض أن مجرد إتيانهم إلى هذا البلد يعني أنهم سينسون ذلك. في المقابل، يتوجب ألا نتخلى أبداً عن الإيجابية في العمل الذي ننهض به، وأن نواصل التعاون مع الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يثقون في الحكومة. وفي نهاية المطاف، ستتغلغل الثقة بين بقية [أفراد الأقليات]".
في ذلك الصدد، يذكر أن أربعة من كل عشرة بالغين سود أو بريطانيين سود، مترددون في أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، ما يشكل أعلى معدل بين كافة المجموعات العرقية، وفق بيانات جديدة صادرة من "المكتب الوطني للإحصاء" Office for National Statistics. وعلى نحو مماثل، أظهرت الأبحاث الحديثة التي نشرتها "الكلية الملكية للأطباء العامين" أن إقبال الأشخاص البيض في إنجلترا على التطعيم يفوق بأكثر من مرتين، إقبال الأشخاص المتحدرين من مجتمعات السود، وثلاث مرات ممن ينتمون إلى أوساط عرقية مختلطة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك الصدد، ذكرت السيدة بيدنوك، أنه من المهم تقبل فكرة أن هناك "حداً" لما يمكن للحكومة فعله بشأن معالجة مسألة انعدام الثقة، إضافة إلى أن أفراد الأسرة يؤدون دوراً مهماً أيضاً. وأضافت، "مثلاً، عندما يكون لدينا أفراد أميون في العائلة، ولا يتحدثون لغة البلد الذي يعيشون فيه، تجد أنه يمكن أداء هذا الدور [المتعلق بتقبل اللقاح] من قِبَل أفراد الأسرة الآخرين المتعلمين والمتمتعين بتلك المهارات. فمن غير المرجح أن يعتقد الناس أن أفراد أسرتهم جزء من مؤامرة حكومية".
في سياق متصل، ذكر النائب ووزير نشر لقاح فيروس كورونا، ناظم الزهاوي، أن الحكومة تعمل على "تمكين أجزاء عدة نعلم أنها تحظى بثقة بين المجتمعات المختلفة" ومنحها الأدوات اللازمة للتطعيم.
وكذلك أوضحت كيم جونسون، النائبة العمالية عن دائرة "ليفربول ريفرسايد"، للسيدة بيندوك أن لجنة برلمانية استمعت الأسبوع الماضي إلى أدلة من شهود، بمن فيهم أطباء ممارسون، على أن عدم المساواة الممنهجة والعنصرية قد أسهما في الموقف المتردد من اللقاحات.
في المقابل، عارضت الوزيرة هذا الادعاء على كل حال، وذكرت أمثلة عن "العنصرية الطبية التاريخية. إذ غالباً ما يتحدث الناس عن حوادث في الولايات المتحدة. وثمة مثل واحد محدد متعلق بشركة "فايزر" حدث في نيجيريا- لكنه لا يحصل هنا. إنني مدركة إلى حد كبير أيضاً نشر اعتقاد يفيد بأن هيئة "خدمات الصحة الوطنية" عنصرية، ما يشكل الجزء الأساسي في هذا الموضوع. غالباً ما تكون العنصرية الطبية التي يتحدثون عنها ناجمة عن تفسير الأشخاص للطريقة التي يُعاملون بها باعتبار أنها تدل على انعدام الحساسية بشأن التنوع الثقافي. وتالياً، فإن وجود مزيد من الإرشادات التي تراعي الثقافات المختلفة يشكل أمراً تنفق الحكومة كثيراً على تمويله، إضافة إلى كونها مدركة له بشكل كبير".
في صيف 2020، أصدر الرئيس التنفيذي لهيئة "خدمات الصحة الوطنية" بياناً داخلياً بعد بروز حركة "حياة السود مهمة"، يعترف فيه بأن العنصرية تمثل مشكلة داخل المؤسسة. وفي ذلك الصدد، يذكر أن نشطاء وأطباء ممارسين يحثون الحكومة على إعطاء الأولوية إلى مجموعات الأقليات العرقية عند إطلاق المرحلة التالية من عملية التلقيح، مشيرين إلى أن استراتيجيتها الحالية المصابة بـ"عمى الألوان"، تعرض حياة الناس للخطر.
© The Independent