أعلنت حكومة بوريس جونسون قبل إنجازها المراجعة المتكاملة للسياسات الدفاعية والأمنية والخارجية أن بريطانيا ستساعد في صوغ نظام عالمي جديد وتخلف وراءها نظاماً دولياً "متقادماً" لم يعد يخدم مصالح البلاد.
وبالإضافة إلى وضع خطط تركز على الحرب الإلكترونية في مجال الدفاع، ومبادرات جديدة لمكافحة الإرهاب، ستحدد المراجعة الجديدة أوجه سعي بريطانيا بعد بريكست إلى بناء تحالفات استراتيجية وتجارية بعيداً عن أوروبا، لا سيما في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وسيطلق رئيس الوزراء مبادرة شرق السويس خلال زيارة إلى الهند في وقت لاحق من هذا الشهر. وتجلى الاهتمام الشديد بتعزيز العلاقات في المنطقة بالفعل في الدعوة التي وُجِّهت إلى الهند وأستراليا وكوريا الجنوبية للانضمام إلى قمة مجموعة السبع بعد تولي المملكة المتحدة رئاستها هذا العام.
فقد أصبحت منطقة المحيطين الهندي والهادي "المركز الجيوسياسي للعالم أكثر فأكثر"، على حد قول رئاسة الوزراء، التي أكدت أن المراجعة ستوضح لنا أن "بعض التحولات" ستطرأ على نهج المملكة المتحدة في السياسة الدولية.
وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية: "إن المملكة المتحدة تتقدم بطلب للحصول على وضع الشريك في رابطة دول جنوب شرقي آسيا، وفي نهاية أبريل (نيسان)، سيسافر رئيس الوزراء إلى الهند في أول زيارة دولية كبرى يقوم بها بعد خروجنا من الاتحاد الأوروبي".
وهناك أيضاً خَطط للتقدم بطلب الالتحاق بعضوية الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة العابرة للمحيط الهادي المؤلفة من 11 دولة.
وأضافت رئاسة الوزراء: "لا تستطيع المملكة المتحدة أن تعتمد فحسب على نظام دولي متقادم على نحو متزايد لحماية مصالحها وتعزيز قيمها. لذا ستلتزم بسياسة حكومية خارجية جديدة قوامها زيادة النشاط الدولي، وستعمل المملكة المتحدة، إلى جانب الحلفاء وباستخدام كل الأدوات المتاحة لها، من أجل تشكيل نظام دولي أكثر انفتاحاً تزدهر فيه الديمقراطيات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويُنظَر إلى تحالف الديمقراطيات المقترح في منطقة المحيطين الهندي والهادي باعتباره تحركاً ضد توسع الهيمنة الصينية. كذلك قررت الحكومة البريطانية التعاون مع التحالف "الرباعي" المؤلف من الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند.
وشارك جو بايدن في أول قمة لزعماء التحالف، في منتدى افتراضي الأسبوع الماضي، مع كل من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، والهندي ناريندرا مودي، والياباني يوشيهايد سوغا.
وستشير المراجعة المتكاملة إلى الدور العسكري الذي تعززه المملكة المتحدة في شرق آسيا. ومن المقرر أن تقوم حاملة الطائرات البريطانية الجديدة "الملكة إليزابيث"، وإحدى أحدث السفن الهجومية في البحرية الملكية، بأول رحلة لها في المحيطين الهندي والهادي وعلى متنها طائرات أميركية من طراز إف-35 (الأميركية المتطورة والمزودة بتقنية الشبح القادرة على التخفي من أجهزة الرصد المعادية).
© The Independent