ملخص
تعرف "اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، المعتمدة بعد الحرب العالمية الثانية، الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
اتهمت الولايات المتحدة الثلاثاء، قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً ضد الجيش في السودان منذ عام 2023، بارتكاب "إبادة جماعية" في إقليم دارفور، وفرضت عقوبات على قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن القرار استند إلى معلومات حول عمليات القتل "المنهجية" التي ارتكبتها قوات "الدعم السريع" ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معينة.
كما أعلنت واشنطن فرض عقوبات على "حميدتي" "لدوره في الفظائع الممنهجة بحق الشعب السوداني".
وتعرف "اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، المعتمدة بعد الحرب العالمية الثانية، الإبادة الجماعية بأنها "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".
ويشهد السودان حرباً مدمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ أبريل (نيسان) 2023 دفعت سكانه نحو المجاعة.
وقتل عشرات آلاف السودانيين ونزح أكثر من 8 ملايين داخلياً، مما جعل البلاد مسرحاً لأكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.
وتقول الأمم المتحدة، إن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهراً من الحرب.
وفرضت الولايات المتحدة اليوم عقوبات أيضاً على سبع شركات مرتبطة بقوات "الدعم السريع" تتهمها بالمشاركة في تمويلها وشراء المعدات العسكرية لمصلحتها، وإسهامها تالياً في "استمرار النزاع في السودان".
"العنف الجنسي"
وأعلنت مسؤولة حكومية سودانية لوكالة "الصحافة الفرنسية" أمس الثلاثاء، توثيق تعرض أكثر من 550 امرأة للاغتصاب من عناصر في قوات "الدعم السريع" منذ اندلاع الحرب مع الجيش.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي المعلومات التي كشفتها سليمة إسحق محمد الخليفة المسؤولة عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة أمس، قوات "الدعم السريع" بارتكاب "عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي الوحشي" خلال الحرب.
كما وثقت بعثة تابعة للأمم المتحدة أدلة على "انتشار العنف الجنسي والعنف القائم على أساس الجنس" في السودان.
وقالت خليفة، إنها وثقت 554 حالة اغتصاب ارتكبها مقاتلون في قوات "الدعم السريع" بين أبريل 2023 وديسمبر (كانون الأول) 2024.
وأضافت المسؤولة أن هذا الرقم يستند إلى تقارير لأخصائيين في الصحة النفسية ساعدوا الناجيات من الاغتصاب في المرافق الطبية، ومن ثم يمثل جزءاً صغيراً من العدد الفعلي للهجمات على النساء خلال تلك الفترة.
وتابعت، "هناك عدة عوامل تمنع تسجيل كل الحالات، وهي أن هناك ولايات معزولة تماماً مع قطع الاتصالات وعدم تبليغ معظم النساء عن الاغتصاب بسبب الوصم الاجتماعي. وهناك أماكن لا توجد بها أصلاً رعاية صحية".
وقالت سليمة إسحق محمد الخليفة، إنه بين سبتمبر (أيلول) 2023 وأبريل 2024، وافقت السلطات على 36 عملية إجهاض لنساء اغتصبهن عناصر في قوات "الدعم السريع" معظمهن في العاصمة الخرطوم.
وفي الآونة الأخيرة، تم إجراء 10 عمليات إجهاض لنساء نازحات من ولاية الجزيرة، حيث أبلغ شهود عيان عن سلسلة هجمات دامية لقوات "الدعم السريع".
تتطلب عمليات الإجهاض الحصول على موافقة قانونية في السودان، وهي مسموح بها فقط في حالات الحمل المترتب عن الاغتصاب أو حالات الحمل بجنين غير قابل للحياة أو وجود مضاعفات تهدد حياة الحامل.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 اتهمت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان قوات "الدعم السريع" ومجموعات مسلحة متحالفة معها بارتكاب "أعمال عنف جنسي وعلى أساس الجنس على نطاق واسع" تشمل "الاغتصاب والاستعباد الجنسي" وغيرها من التجاوزات.
كما وثقت البعثة حالات عنف قائم على أساس الجنس ارتكبها عناصر في الجيش وفصائل مسلحة متحالفة معه. وخلص تحقيق الأمم المتحدة إلى أن قوات "الدعم السريع" تمارس "العنف الجنسي الممنهج على نطاق واسع".
وكانت قوات "الدعم السريع" التي لم ترد على طلب للتعليق على الأرقام التي قدمها المسؤولون الحكوميون، رفضت سابقاً استنتاجات بعثة الأمم المتحدة ووصفتها بأنها "دعاية".