بصفتي ناقدة سينمائية، إنه إحساس جديد وغريب بالنسبة لي ألا أقضي موسم الجوائز في حالة سخط مستمرة. مع أن ترشيحات الأوسكار لهذا العام بعيدة كل البعد عن الكمال، لكن من المرضي حقاً رؤية قائمة ترشيحات تعكس في الواقع أفضل الإنتاجات السينمائية للعام الماضي، وليس تلك الأعمال التي تفي بمعايير محددة أو تستقطب شريحة صغيرة جداً من الجمهور (بعبارة أخرى، الأشخاص البيض المتقدمون في السن).
إذ عقد كثيرون الأمل على أن يكون حصول فيلم "طفيلي" Parasite على جائزة أفضل شريط سينمائي العام الماضي، أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يفوز عن هذه الفئة، علامة على دخول الأكاديمية حقبة جديدة تشهد تغييراً ملموساً ناجماً عن جهودها الرامية إلى تنويع هيئة التصويت فيها. كان هذا الأمل صائباً.
في هذا السياق، ثمة إنجازات مهمة يجب الاحتفاء بها. إذ تشكل دورة الأوسكار هذه السنة المرة الأولى التي تشهد ترشيح أكثر من امرأة في فئة أفضل مخرج كإميرالد فينيل عن فيلم "امرأة شابة واعدة" Promising Young Woman وكلوي جاو عن فيلم "أرض الرحل" Nomadland.
وكذلك بات الممثل ريز أحمد من فيلم "صوت الميتال" [الذي يتناول ذلك النوع من الموسيقى] Sound of Metal أصبح أول مسلم يرشح لجائزة أفضل ممثل، في حين أن ستيفن يون بطل فيلم "ميناري" Minari هو أول ممثل أميركي آسيوي يجد لنفسه مكاناً في هذه الفئة. وبفضل ترشح فيولا ديفيس للمرة الرابعة إلى جائزة الأوسكار عن فيلم "رقصة ما ريني" Ma Rainey’s Black Bottom، فقد باتت الآن الممثلة السوداء الأكثر ترشحاً [لنيل تلك الجائزة] على الإطلاق، والمرأة السوداء الوحيدة التي حصلت على ترشيحين عن فئة أفضل ممثلة.
في السياق نفسه، يبدو فيلم "مانك" Mank للمخرج ديفيد فينشر الذي يصور هوليوود القديمة حتى لو كان يمتلك مشاعر متناقضة تجاه المؤسسة، تقليدياً كفاية كي يكسب أكبر عدد من الترشيحات، بإجمالي وصل إلى 10 ترشيحات. ما عدا ذلك، إنه موسم جوائز لا يخضع إلى هيمنة عدد من القوى المعتادة في سباق الأوسكار. إذ يحتل "أرض الرحل" و"الأب" The Father و"يهوذا والمسيح الأسود" Judas and the Black Messiah، و"ميناري" و"صوت الميتال"، المركز الثاني بحصول كل منهما على ستة ترشيحات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستطراداً، فقد تتوقعون عادة أن يأتي عمل كـ"محاكمة شيكاغو 7" The Trial of the Chicago 7 في الصدارة، إذ يمتلك مخرجه آرون سوركين النفوذ المناسب، لكن الحالة لم تكن كذلك هذه السنة. في الواقع، لم يحصل سوركين حتى على ترشيح لجائزة أفضل مخرج، لكن تلك الفئة احتوت بشكل مفاجئ (ومرحب به) على أسماء كتوماس فينتربيرغ عن فيلمه الكوميدي الدنماركي "جولة أخرى" Another Round من بطولة مادس ميكلسن.
وكذلك تسبب وباء كورونا في إبعاد عديد من المرشحين المحتملين، بمن فيهم ويس أندرسون عن فيلم "الإرسالية الفرنسية" The French Dispatch وأريثا فرانكلين عن فيلم السيرة الذاتية "احترام" Respect. ربما ستغير هذه الأسماء بشكل جذري المشهد السائد خلال موسم الأوسكار، وقد لا تفعل.
في ذلك الصدد، فإن الجزء المتهكم في شخصيتي لا يؤمن تماماً بأن الأشياء قد تغيرت إلى الأبد. إذ ستتمتع بعض الأسماء التي خاب أملها هذا العام بجودة متوقعة، إذا جرى ترشيح دانييل كالويا ولاكيث ستانفيلد لجائزة أفضل ممثل مساعد عن فيلم "يهوذا والمسيح الأسود"، فمن باعتقادنا هو البطل الرئيس في الفيلم؟ كذلك جرى استبعاد ديلروي ليندو عن قائمة أفضل ممثل، على الرغم من أدائه الرائع في فيلم "الأخوة الخمسة" Da 5 Bloods. ومن المحزن أن نرى فيلم "ملكة جمال جونتينث" Miss Juneteenth، ونجمته نيكول بيهاري على وجه الخصوص، قد سقطا تماماً من حسابات هيئة الترشيح لمسابقة هذا العام. واستطراداً، تشي عملية إغفالها بشكل خاص بأشياء كثيرة.
وكخلاصة، ليس التنوع في حد ذاته كافياً. إذ يحتاج المصوتون في الأكاديمية إلى التفكير في أنواع تجارب الفن الأسود الذي يختارون تسليط الضوء عليه. لطالما ظهر ميل إلى إبراز قصص اضطهاد السود ومعاناتهم فوق كل القصص الأخرى. في ذلك الشأن، لم يكن هناك اختلاف هذا العام. ولا بد من خوض نقاشات أكثر دقة بشأن مدى التزام أكاديمية الأوسكار بالتغيير حقاً. لقد حققت خطوة كبيرة للأمام في هذه الدورة، لكن الطريق ما زالت طويلة.
© The Independent