بعد موجة الجدل واللغط التي أُثيرت حول مسلسل "الملك" الذي يتناول شخصية الملك أحمس (فرعون من مصر القديمة) مؤسس الأسرة الثامنة عشرة، ومعركته الشهيرة التي انتهت بانتصاره على "الهكسوس"، من بطولة عمرو يوسف وصبا مبارك وماجد المصري، صدر بيان رسمي من المتحدث الرسمي باسم "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، أعلن عن وقف المسلسل وتشكيل لجنة عاجلة من مجموعة متخصصين في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع لمشاهدته ومراجعة السيناريو كاملاً، وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في موسم رمضان المقبل.
ويستند مسلسل الملك أحمس إلى قصة للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ بعنوان "كفاح طيبة" وسيناريو وحوار خالد دياب وشيرين دياب، وإخراج حسين المنباوي، وموسيقى خالد حماد.
سلسلة انتقادات
توالت الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد عرض الإعلان التشويقي الأول (البرومو) للمسلسل الذي يتناول كفاح الملك أحمس لطرد الهكسوس من مصر، حيث طالت شكل الأسلحة الفرعونية التي ظهر استخدامها في الإعلان، وكذلك ملابس شخصية أحمس التي تشبه ملابس العامة على الرغم من أنه ملك، إضافة إلى لحية البطل التي قيل إنها لا تتناسب مع شخصية أحمس، وإن عمرو يوسف أصر عليها، علماً أن المصريين القدماء عُرفوا بتركيب لحية مستعارة واعتبرو الشعر الذي ينبت في الوجه كاللحى، مظهراً غير مرغوب به.
وانتقد البعض كذلك ملابس بعض أبطال المسلسل مثل ريم مصطفى التي ارتدت ملابس سوداء تشبه الملابس العصرية الشعبية، وحاول البعض الربط بين المسلسل ومظاهر أبطاله وبين ملابس بعض الشخصيات التي ظهرت في الفيلم الشهير "300" للممثل العالمي جيرارد باتلر، الذي تناول معركة إسبرطة ضد الفرس ضمن الحروب اليونانية - الفارسية. وتردد أن أحد المشاهد التي ظهرت في البرومو الخاص بالمسلسل تشبه أحد مشاهد فيلم "300".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الظهور باللحية
وعلمت "اندبندت عربية" من مصادر خاصة بالمسلسل أن عمرو يوسف لم يصر على الظهور باللحية كما تردد، بل إن هذا الشكل متفَق عليه بحكم الجزء الدرامي الأول في حياة أحمس الذي يقتضي أن يكون بهذا الشكل والملابس، كما أن العمل مستوحى من شخصيات حقيقية، لكنه درامي وقائم على الخيال في كثير من التفاصيل حتى أن رواية الأديب نجيب محفوظ نفسها قائمة على جزء كبير من الخيال. ويعتمد العمل في حلقاته الثلاثين على معلومات حقيقية وتم بناء جزء خيالي كبير في النص بحكم أن ليست كل المعلومات معروفة وواضحة منذ ذلك العصر وحتى الآن.
وأشارت مصادر خاصة إلى أن العمل تمت مراجعته تاريخياً، وكل ملابس العمل وتفاصيله تم العمل عليها بشكل علمي وتاريخي من قبل متخصصين، وأن الإعلان التشويقي لا يعكس أي أحداث أو تفاصيل جوهرية من العمل، مؤكدةً أن هناك تفاصيل ستقلب الأحداث في الساعات المقبلة، وأن اللجنة التي سيتم عرض العمل عليها ستتأكد من صلاحية العمل تاريخياً وزمنياً من حيث كل التفاصيل مع مراعاة أن الخيال يلعب جزءاً كبيراً من الدراما، ولا يُعد عملاً تأريخياً أو وثائقياً، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك محاور لا يمكن إغفالها تاريخياً وتمت الاستعانة بها بالكامل في العمل لمراعاة السياق التاريخي والفني.
ويُتوقَع أن تقوم الشركة المنتجة وأبطال العمل بإصدار بيان توضيحي سيتم الاتفاق عليه لشرح الأمر من دون أن يكون هناك حرق للأحداث التي لا يجب أن تكشف لتفسير ظهور الأبطال في الإعلان التشويقي بهذا الشكل.
ولا تزال أسرة المسلسل والمتابعون في حالة انتظار لمعرفة النتيجة النهائية للجنة المراجِعة، وهل سيكون قرارها في صالح المسلسل، بالتالي عرضه في موعده في رمضان، أم سيتم استبعاده أو إعادة تصويره بعد إدخال تعديلات درامية وتاريخية تتناسب مع الملاحظات التي قد تبديها اللجنة المنتظرة والتي ستبُتّ في مصير المسلسل.