Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حقيبة الرجل بين مؤيد ومحرج

ظهرت على منصات عروض الأزياء العالمية لإطلالة عصرية وكثيرون لم تستهوهم الفكرة

تطورت حقيبة الرجال حتى وصلت إلى شكلها العصري  (بيكسا باي)

ليست الحقيبة الرجالية عرضاً طارئ الاستخدام، فقد رافقت الرجل منذ أقدم العصور لوضع زاده وأغراضه قبل ابتكار الجيوب في العصور الوسطى. وتزخر السينما الأجنبية والعربية منذ انطلاقتها بمشاهد لحقائب مختلفة الأغراض من حقائب "البوسطجي" أو ساعي البريد التي تحمل الرسائل والأخبار، وحقيبة الطبيب التي تحمل معداته الطبية وأدويته لمعاينة المرضى، وثالثة للأموال، ورابعة للمعدات، وخامسة للطعام، وغيرها. وكانت حقيبة الرجل سابقاً عبارة عن كيس من الجلد أو القماش أو المعدن يثبت في الحزام عند الخصر أو على الساق لوضع متعلقاته الشخصية إلى جانب أمواله.

الجيوب تقضي على الحقائب

عندما دخلت الجيوب كقطعة أساسية من الثياب في السراويل والسترات، من الداخل والخارج، باتت الحاجة إلى الحقيبة الرجالية تتلاشى. حتى إنها في عصر النهضة تقلص حجمها، وبات استخدامها شبه محصور بتعطير الجسم بعد حشوها بالأعشاب والورد والتوابل ذات الروائح القوية.

لكنها عادت مع السكك الحديدية، حيث ظهرت الحاجة للسفر ونقل المتاع والكتب لطلاب الجامعات. وتبع ذلك حقائب سعاة البريد وتوصيل الأغراض. وعرفت هذه الحقائب بالكروس التي توضع على الكتف اليمنى، ويقطع حزامها الجسم لتصل إلى الخصر الأيسر، أو العكس.

إلى منصات عروض الأزياء

عام 2014 تميزت حقائب اليد الرجالية بدخولها كجزء أساسي من الإكسسوارات في عروض أشهر دور الأزياء، مثل "غوتشي" و"فندي" و"بيربري"، وغيرها، لتتحول الحقيبة الرجالية إلى عنصر رئيس يرافق ويتغير مع الملابس مثل حقائب النساء، وأصبحت قطعة أزياء حقيقية، بعد أن كانت حقائب الرجال قديماً تقتصر على النفعية منها.

وأسهم في توسع سوق الحقائب الرجالية ذات الماركات العالمية الاهتمام الذي أبداه النجوم باقتنائها. وكونها عملية وخفيفة الوزن. ولم يعد حمل حقيبة اليد حكراً على السيدات أو تشبهاً بهن.

وعلى الرغم من أنها أخذت حيزاً كبيراً في الموضة العصرية فإنها تعتبر متأخرة جداً في تنوعها عن حقائب النساء، كتميز وتنوع قطع الثياب التي ترتديها المرأة نسبة للرجل. كذلك الأمر بالنسبة لتنوع الألوان والأشكال المبتكرة، إذ تبدو حقيبة الرجل كلاسيكية نوعاً ما.

وأصبحت الحقائب الرياضية متعارفاً عليها ومقبولة جداً في أوساط الشباب، وكذلك الرسمية التي تحمل بشكل جدي مثل حقائب رجال الأعمال، وأخيراً الحقائب التي تحمل بطرق مختلفة، على كتف واحدة أو على الظهر أو في اليد.

هل يحب الرجال الحقيبة؟

بعض الرجال لا يزالون يشعرون بالحرج من حمل حقيبة اليد، وآخرون يرفضون الفكرة كلياً، كونها "غير رجالية"، وآخرون يجدونها طبيعية وحلاً مناسباً لحمل متعلقاتهم الشخصية.

يقول نايف عواد، إنه كان يحمل في أوائل التسعينيات حقيبة رسمية، وكان الناس يسمونها "شنطة سمسونايت" لأنها كانت العلامة الأشهر، يحمل فيها أوراقه وكتاباً ودفتراً وأقلاماً ومفكرة وبعض الملفات من وإلى العمل والبيت. وفي أواخر التسعينيات استغنى عنها وبات يضع بعض الملفات داخل حقيبة اللابتوب، إلى أن أصبحت كامل الملفات محفوظة في اللابتوب، والذي تدريجياً ترك في المنزل، وأصبح نايف مكتفياً اليوم بهاتفه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول إن كل شيء يريده موجود على جواله... "مكتبتي ومكتبي ومواعيدي ومتابعاتي وتسليتي في هذا الجهاز". يتابع نايف الأخبار والبورصة، ويشتري ويبيع، ويتابع بريده الإلكتروني، ويتواصل مع أولاده في الخارج، ويقرأ الكتب، ويشاهد البرامج، ويلعب الشطرنغ، ويستمع إلى الموسيقى على جواله.

وسيم قزعون من جهته لا يطيق حمل الحقيبة، على الرغم من اضطراره أحياناً إلى حمل عدة أغراض وملفات، وغالباً ما يستخدم حقيبة اللابتوب، أو يحمل الملفات بيده. يقول إنه أثناء سفره يضطر إلى استخدام حقيبة صغيرة. ويفضل تلك التي توضع حول الخصر لوضع جواز سفره وبطاقات الائتمان وبعض الأغراض الصغيرة التي يحتاج إليها. وأحياناً يكتفي بحقيبة الكاميرا. ويضيف أن الخصائص والتطبيقات التي تضاف على مدار الوقت إلى الجوال جعلت الاستغناء عن الحقيبة سهلاً.

حقيبة الزوجة

روي الريف يقول إنه لا يحتاج إلى حقيبة ما دامت زوجته معه، فهو يضع شاحن الهاتف والمفاتيح والدواء ومحفظة النقود في حقيبتها. يضيف، "حقائب زوجتي كبيرة جداً، قد تسعني أنا أيضاً فيها. وأحياناً أحملها عنها إذا صودف أن اشترينا بعض الأغراض ووضعناها بها". لم يحتج روي لحقيبة لحمل أغراضه إلا في السفر، ويخبر أنها أسهل في المطارات وأثناء التنقل في الخارج. ويفضل الحقيبة الكروس الصغيرة جداً لوضع الغرض اللازم "باسبور، تذكرة السفر إذا كانت مطبوعة، وتأمين السفر، وبطاقات الاعتماد، والدواء، وعملة الدولة، والدولار".

ولا يهمه لون أو شكل الحقيبة، وكل ما يهمه ألا يفقدها، لذا يفضل أن تبقى معلقة على كتفه.

آدم الجردي لا يحب الحقائب، ويقول إنها تذكره بالمدرسة، حيث كان يحمل جميع كتبه كي لا ينسى أحدها في المنزل. ويرى أن حمل حقيبة اليد لا تناسب الرجل كثيراً، ويعتبر الأمر إذا زاد على حده يصبح تشبهاً بالنساء، وأن الرجل يستطيع الاكتفاء بحقيبة واحدة لحمل أغراضه إذا اضطر الأمر، وأنه لا يفهم كيف يكون لرجل 20 حقيبة مختلفة لمجاراة الموضة!

الحياة في حقيبة

شربل بولس يحب الحقائب كثيراً. وهو شغوف بالطبيعة، وغالباً ما يحمل حقيبة على ظهره فيها ما قد يحتاج إليه في الطبيعة، مثل "سكاكين، وكبريت، وأكياس نايلون، وبطانية صغيرة، وإسعافات أولية، وبعض الحبال، وبسكويت محلى ومملح، وضوء وشاحن وكمامات..."، هذا في الأيام العادية، أي من دون التخطيط لمشوار في الطبيعة، وتبقى جاهزة دوماً في السيارة لأي طارئ. أما في حال خطط للأمر فيزيد الكثير من اللوازم.

كما يحمل روي حقيبة أخرى يضعها على كتفه، "مثل السيدات، فيها عطر وشاحن ومزيل العرق وفرشاة ومعجون أسنان ومشط ومقص ومبرد أظافر ومقص صغير ودفتر وقلم لتدوين الملاحظات، ودواء الضغط، ومرطب للشفاه، إضافة إلى محفظة النقود والبطاقات". ويعتبر أن الأمر يتعلق بالنظافة الجسدية والاهتمام الشخصي، ويخبر أنه لطالما احتاج إلى هذه الأغراض سواء في عمله أو في زيارة ما، أو في مكان عام.

لا يبدل روي حقيبته إلا إذا أصبحت غير صالحة للاستخدام، كما لا يجد أي حرج في ذلك على الإطلاق. يقول إن بعض أصدقائه لديهم حقائب عديدة تتناسب مع أحذيتهم وثيابهم وأحزمتهم، ولكن روي يرى أنه تبديد غير ضروري للمال. ويعتبر أن الرجل قادر على الاكتفاء بحقيبة أو اثنتين لأن نقل الأغراض من حقيبة إلى أخرى يومياً "عمل مُضنٍ". ويضيف أن الجوال بتطبيقاته جعل بعض الناس قادرين على الاستغناء عن حقائبهم لأن الغرض منها للعمل وحمل الأوراق والمستندات، "لكن الهاتف لا يستطيع أن يشحن ذاته، لذا أحمل في حقيبتي شاحناً له، ولا يستطيع حمل قارورة عطر أو فرشاة الأسنان، لذا أجد أن الحاجة إلى الحقيبة لن تنتهي، وأنا شخصياً لا تكفيني جيوب الثياب لوضع أغراضي التي أحتاج إليها على مدار اليوم".

الجوال لا يغني عن الحقيبة

عام 2018 أصدر كريستيان لوبوتان أول حقيبة يد للرجال الذين هم في حال تنقل دائم، من الجلد الأسود مع اللمسة الحمراء المشهورة لديه، تحمل على الكتف والظهر وفي اليد. ويخبر عبدالله الجبلي عن هذه الحقيبة بشغف، ويقول إن الحقيبة الرجالية المرتبة عنوان آخر للأناقة. وهو يقتني الحقائب والساعات بالاندفاع نفسه، ويختارها متناغمة. يضيف، "ليس مهماً لتناغم اللوك أن يكون من الماركة ذاتها أو الشكل أو اللون"، فهو يفضل التنويع على طريقة المزج والتطابق mix and match، ويجد أن اللون الأسود للحقائب يتماشى مع كل الثياب.

ولا يربط عبدالله بين هدف الحقيبة وهدف الجوال، ويقول إن تطور التكنولوجيا قد خفف عبئاً في حمل الأوراق والملفات واللابتوب، لكنه لا يغني أبداً عن الحاجة للحقيبة، لأن حقيبة الرجل برأيه ضرورية تماماً مثل حقائب المرأة، "كما للمرأة أغراضها ومتعلقاتها الشخصية وماكياجها وعطرها كذلك للرجل أغراضه الخاصة بكل بساطة".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات