تصدّر قرار إحالة فريق عمل مسلسل "الطاووس" على التحقيق مواقع التواصل الاجتماعي، عبر هاشتاغ "إدعم مسلسل الطاووس" الذي انتشر بين عدد كبير من صنّاع الفن المصري والعربي.
يدور مسلسل "الطاووس"، الذي يجسّد بطولته جمال سليمان وسميحة أيوب وسهر الصايغ ومحمد عادل وجمال عبد الناصر وإخراج رؤوف عبد العزيز، حول واقعة اغتصاب فتاة فقيرة من قِبل أربعة شباب أثرياء، ومن ثم حدوث فضيحة كبيرة تصل إلى الرأي العام المصري.
أزمة مسلسل
وبينما يتصدّى محامٍ للدفاع عن الفتاة لاسترداد حقها، تحدث محاولات من قبل عائلات الشباب الأثرياء المغتصبين، لإنهاء القضية بكل الطرق المشروعة أو غير المشروعة. وقبل عرض المسلسل، ظهرت مطالبات بوقفه، متهمةً إياه بأنه يحمل إسقاطات على القضية الشهيرة في مصر المعروفة باسم "قضية الفيرمونت".
وأصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام المصري قراراً بالتحقيق مع المسؤولين عن إنتاج المسلسل ومسؤولي القنوات التي تعرضه. وجاء القرار حسبما ورد في بيان رسمي على خلفية تلقّي شكاوى عدة، حول استخدام لغة لا تتفق مع الأكواد، التي أصدرها المجلس، وتؤكد ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء إليها.
وأكد "الأعلى للإعلام"، في بيانه أنه ينحاز إلى حرية الفن وإطلاق طاقات الإبداع والتفرّد والقيم الجمالية، ولا يضع قيوداً من أي نوع على تلك المعاني النبيلة، لكنه يعمل في الوقت ذاته على تنقية الأجواء، ومنع الصور التي تسيء للفن المصري الأصيل.
وأشار المجلس إلى أن احترام المشاهدين من أولويات الأعمال الفنية الهادفة، حفاظاً على الهوية وتماسك الأسر والابتعاد عن أي صورة تشوّهها، والامتناع عن الحض على العنف اللفظي والجسدي، وأن تتبنّى الأعمال الدرامية محتوى إيجابياً يحترم القيم المتعارف عليها. وعلى الرغم من قرار التحقيق، فإن المسلسل ما زال يعرض حتى الآن.
وفي الوقت الذي التزم صناع ونجوم المسلسل الصمت، قال المخرج رؤوف عبد العزيز في تصريح مقتضب لـ "اندبندنت عربية" إن المسلسل "لا يمثل أي إسقاط على قضية شهيرة في أحد الفنادق"، مؤكداً أن هذا "غير صحيح" وأنها مجرد إشاعات فقط".
حملات غاضبة
ومنذ عرض الإعلان التشويقي للمسلسل، دُشنت حملة غاضبة، تطالب بوقفه ومحاكمة صناعه، بزعم أن الدعاية استغلت مأساة فتاة الفيرمونت، ابنة الفنانة المصرية نهى العمروسي، التي أصدرت بياناً عبر مستشارها القانوني المحامي طارق العوضي، طالبت فيه النائب العام المصري، وكل الجهات المختصة بوقف عرض المسلسل، وعدم الربط بين أحداثه وبين ما تعرّضت له ابنتها من مأساة في القضية الشهيرة، المتهم فيها عدد من أبناء رجال أعمال ومشاهير بتنظيم حفلات جنس جماعي.
ووجّه بيان الفنانة العمروسي ومستشارها القانوني إلى النائب العام والمجلس الأعلى للإعلام ونقابة السينمائيين ونقابة المهن التمثيلية في مصر.
وقال المستشار القانوني للعمروسي في البيان، "تابعنا ببالغ الانزعاج ما نُشر على عدد من الصفحات الواسعة الانتشار على مواقع السوشيال ميديا من دعاية لمسلسل رمضاني يسمّى الطاووس، وقد استُخدمت صورة موكلتنا نازلي مصطفى كريم في الدعاية لهذا العمل، كما استُخدم اسم قضية الفيرمونت كدعاية رخيصة ومؤثمة قانوناً لهذا المسلسل، خصوصاً أن النيابة العامة حذّرت مراراً وتكراراً من تناول هذه القضية، إذ إنها ما زالت في مرحلة التحقيقات، ومن شأن ذلك التأثير في التحقيقات ومجراها. كما أن موكلتنا نازلي مصطفى كريم ليست هي فتاة الفيرمونت المجني عليها في القضية".
وأضاف البيان، "إزاء إصرار أصحاب هذه الصفحات على المضي في تلك الدعاية الرخيصة على حساب أجساد النساء وانتهاك خصوصيتهم ونشر صور خاصة من دون موافقة أصحابها في مخالفة صريحة للدستور والقانون، وعليه فإن مكتبنا يعلن أنه سيتقدّم بكل البلاغات والإجراءات القانونية لمواجهة ذلك الأمر. كما أننا نعتبر هذا البيان بلاغاً رسمياً إلى النيابة العامة والمجلس الأعلى للإعلام ونقابة المهن السينمائية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وصرّحت الفنانة نهى العمروسي عقب قرار المجلس الأعلى للإعلام ضد المسلسل، بأنها مع حرية الإبداع، مؤكدة أن اعتراضها فقط على الدعاية للعمل، واستخدام اسم ابنتها ضمن الحملة الدعائية، وترويج البعض أن المسلسل مقتبس من واقعة الفيرمونت.
وخرجت واقعة الاغتصاب إلى الواجهة في يوليو (تموز) من العام الماضي عبر حساب (Assault Police) أو شرطة الاعتداءات على "تويتر"، المتخصص في مناهضة وقائع التعدي على المرأة، الذي نشر أن الواقعة ترجع إلى 21 فبراير (شباط) 2014، حين تعرّضت فتاة للاغتصاب الجماعي على يد مجموعة من الشباب داخل فندق فيرمونت نايل سيتي بعد تخديرها، ثم وقّع كل منهم على جسدها بالحرف الأول من اسمه، إضافة إلى أنهم سجّلوا فعلتهم من خلال مقطع فيديو أرسلوه إلى أصدقائهم للتباهي، بحسب ما نشره الحساب الذي يتابعه أكثر من 170 ألف شخص.
وعقب نشر التفاصيل، تصدّر وسم "جريمة الفيرمونت" قائمة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، ونشر بعض المغردين صور المتهمين بالاغتصاب، وقالوا إنهم من عائلات ثرية وذات نفوذ، وإنهم يهددون كل من يحاول كشفهم، فيما ذكر القائمون على الحساب أنهم "تعرّضوا إلى تهديدات بالقتل، ما دفعهم إلى إغلاقه مؤقتاً".
وعلّقت إدارة فندق فيرمونت نايل سيتي على الواقعة بأنها تتابع ما جرى تداوله حول حادثة الاغتصاب التي قد تكون حصلت خلال حفل خاص عام 2014، معربة عن استعداد إدارة الفندق لتقديم الدعم والمساعدة، لأن من أولوياته المحافظة على أمن وسلامة ضيوفه والعاملين فيه.