تسببت تصريحات نُسبت إلى وزير الدولة لشؤون الإعلام الأردني صخر دودين بإثارة كثير من الجدل والانتقاد، بعدما قال إن الأردن لا يمتلك دبابات وصواريخ لمواجهة إسرائيل.
وأكد دودين في تصريحاته أن عمان تمارس الضغط على تل أبيب دبلوماسياً، وأنها تتبنّى وتمتلك القوة الناعمة وتقوم بمقاربات دبلوماسية وسياسية للضغط على الجانب الإسرائيلي.
وطالب نواب في البرلمان ومواطنون أردنيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بإقالة الوزير على اعتبار أن حديثه حمل إساءة إلى الجيش الأردني وانتقاصاً من قدراته القتالية، فيما اعتبر آخرون أن هذه التصريحات مناقضة للمواقف السياسية الرسمية التي تؤكد يومياً مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتعظّم من شأن الدور الأردني في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
القوة الناعمة
إلا أن الوزير دودين أوضح لاحقاً أن ثمة مغالطات أعقبت تصريحاته في ما يتعلق بتصدّي الأردن للهجمة الشرسة التي يتعرّض لها المقدسيون جراء الانتهاكات الإسرائيلية. وأكد أن ما قصده في تصريحاته هو أن "الأردن ينتهج سياسة القوة الناعمة والمقاربات الدبلوماسية والسياسية للضغط على الجانب الإسرائيلي لوقف الممارسات التي يقوم بها، ولا يستخدم الصواريخ والدبابات في ظل وجود معاهدة السلام، فالأردن على مرّ تاريخه دولة تحترم معاهداتها ومواثيقها".
الصدام الأردني الإسرائيلي حتمي
في المقابل، رأى مراقبون أن توضيح دودين بمثابة "تبرير وترقيع، وإنكار لتاريخ الجيش الأردني الذي خاض معارك مع الإسرائيليين عام 1948 في فلسطين وانتصر عليهم في معركة الكرامة عام 1968".
وفي السياق، توقّع أستاذ العلوم السياسية حسن البراري أن "الصدام الأردني - الإسرائيلي حتمي"، لافتاً إلى أن "الحديث عن الجيش ليس من اختصاص وزير الإعلام ولا من صلاحياته، كما أن مراكز الدراسات صنفت الجيش الأردني في المرتبة السابعة عربياً".
ووصف البراري تصريحات دودين بأنها "إضعاف لقوة الردع الأردنية"، مشيراً إلى أن "عمان أدركت متأخرة أفضلية حلّ الدولتين، وأن ما تقوم به اسرائيل يشكّل خطراً محدقاً على الأمن القومي الأردني"، ومتحدثاً عن "انكشاف البلاد استراتيجياً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ظهور ملكي عسكري
وبعد ساعات من تصريح دودين المثير للجدل، خرج رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ببيان قال فيه إن "الجيش الأردني قادر على مواجهة أي تهديد".
وأكد الحنيطي أن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأردنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يمكّنها من التعامل مع أي مستجدات تطرأ على الساحتين المحلية والإقليمية بمختلف المستويات ومواجهة كل أشكال التهديد على الواجهات الحدودية وبالقوة، وأي مساعٍ يُراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة".
وظهر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بعد أيام على متن دبابة من طراز "سينتارو" دخلت الخدمة حديثاً ضمن كتيبة الدبابات الثالثة الملكية. وبدا أن الصور التي نشرها الديوان الملكي الأردني للملك عبدالله برفقة ولي العهد، بمثابة ردّ على تصريحات الوزير ومحاولة للتخفيف من وطأة الانتقادات.
وأعلن الديوان الملكي أن "إدخال دبابة سينتارو إلى الخدمة ضمن لواء المدرعات، يأتي في إطار خطط التحديث والتطوير التي تنفّذها القوات المسلحة الأردنية، وبتوجيهات ملكية لتوفير كل أنواع الأسلحة والمعدات، لرفع الجاهزية لمواجهة مختلف التحديات والدفاع عن حدود الوطن".
وسبق أن قاد الملك عبدالله عام 2019 مناورات عسكرية ضخمة باسم "سيوف الكرامة"، أغضبت إسرائيل، إذ جاءت ردّاً على إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو آنذاك مخطط ضم غور الأردن.
قدرات الجيش الأردني
ويبدو أن صدى هذه التصريحات وصل إلى تل أبيب، إذ كتب الإعلامي الإسرائيلي إيدي كوهين سلسلة تغريدات على موقع "تويتر"، سخر فيها من المملكة وقدرات جيشها القتالية، مذكّراً بتغريدة سابقة له قال فيها إن "الجيش الإسرائيلي قادر على احتلال الأردن خلال ثلاث ساعات بدبابتين".
وتسببت هذه التصريحات بتسليط الضوء على قدرات الجيش الأردني وتجهيزاته، إذ يحتل المرتبة رقم 74 على قائمة أقوى جيوش العالم التي تضم 133 دولة، وفق موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي عام 2021.
ووفقاً للموقع الأميركي، يصل عدد جنود الجيش الأردني إلى 170 ألف عنصر، منهم 65 ألفاً من قوات الاحتياط.
وتمتلك القوات الجوية الأردنية 260 طائرة حربية، من بينها 46 مقاتلة و74 طائرة هجومية، إضافة إلى طائرات الشحن العسكري وطائرات التدريب.
كما تمتلك 134 مروحية، بينها 47 مروحية هجومية، و1321 دبابة و2547 مدرعة، إلى جانب 461 مدفعاً ذاتي الحركة و72 مدفعاً ميدانياً، و88 منصة إطلاق صواريخ متعددة.