في حادثةٍ صادمة، طُلب من أفراد عائلات مرضى توفوا جراء إصابتهم بـ"كوفيد 19" أن يتعرفوا إلى أقاربهم وأحبائهم في كومةٍ هائلة من الجثث التي لُفت في أكياسٍ بلاستيكية ورُميت في ثلاجة الموتى في مستشفى حكومي في الهند.
وتعرض مستشفى "ثيني كاي فيلاكو" الحكومي Theni K Vilakku الواقع في مقاطعة تاميل نادو الجنوبية لوابلٍ من الانتقادات الحادة بعد أن عبر أفراد العائلات عن صدمتهم بعدما طلب منهم الطاقم العامل في المستشفى يوم الثلاثاء الدخول إلى ثلاجة الموتى والبحث في أكوامٍ من الجثث المتراكمة للتعرف إلى أقربائهم.
وأكد عمدة المقاطعة بالاجي ناثان لـ"اندبندنت" وقوع الحادثة ووصفها بالـ "وضع مؤسف".
وانتشرت صور أكثر من 11 جثة معبأة بشكلٍ فضفاض في أكياسٍ بلاستيكية وتُركت على أرض المشرحة واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي.
وشوهدت العائلات تستلم الجثث بنفسها من دون ارتداء أي ملابس واقية في تعارضٍ فاضح لبروتوكول وزارة الصحة للتعامل مع جثث المتوفين جراء فيروس "كوفيد 19".
وأشار ناثان إلى أنه في العادة يُسمح لشخصٍ واحد الدخول إلى المشرحة للتعرف إلى الجثة. بيد أنه في هذه الحادثة، ومع وجود كومة من الجثث التي تعود إلى الليلة السابقة، سمح ثلاثة أفراد من طاقم العمل بدخول الأقارب إلى المشرحة.
وصرح ناثان لـ"اندبندنت" قائلاً: "من المؤسف بأن فردين من طاقم عمل المشرحة وأحد الحراس سمحوا بدخول أفراد العائلة إلى المشرحة. فهي غرفة صغيرة للغاية". وتابع قائلاً: "إنها هفوة ارتكبها عناصر الأمن في المشرحة. تُنقل الجثث المرتبطة بفيروس كورونا من وقت إلى آخر خلال ساعات النهار ولكن الصور التي التُقطت تعود إلى الصباح الباكر بعد تراكم الجثث خلال الليل."
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووجد تحقيق أُجري في الحادثة بأن ثلاثة أفراد من طاقم العمل أخطأوا التصرف. وأوقف عنصر الحراسة الذي كان يداوم في ذلك الوقت عن العمل فيما اتُخذت إجراءات إدارية بحق العامليْن الآخرين في المشرحة.
ويذكر أن الموجة المدمرة الثانية من فيروس كورونا بدأت تنحسر على ما يبدو في الهند بعد ارتفاعٍ جنوني سجل أكثر من 400 ألف إصابة يومياً.
وما زالت البلاد تسجل أكثر من 100 ألف إصابة يومية بالفيروس وأكثر من 3000 حالة وفاة بحسب التقارير الواردة يوم الثلاثاء. وأصبحت مقاطعة تاميل نادو المساهم الأكبر في رفع مجموع الإصابات في البلاد مع تسجيلها 26500 إصابة يوم الثلاثاء.
وعبر ناثان عن أسفه جراء طريقة التعامل مع الجثث. وقال إن العائلات تُمنع عموماً من الاقتراب من الجثث في الحالات العادية. وأضاف أن المستشفى يقوم حالياً بتوسعة المشرحة وتبني نظام رفوف لتحمل المزيد من الجثث بطريقة منظمة.
ويشهد المستشفى الذي يضم 700 سرير لمرضى "كوفيد" معدل وفيات يبلغ بين 10 و12 وفاة يومياً. وبحسب عمدة المقاطعة، يستقبل المستشفى يومياً حوالى 60 مصاباً محتملاً بـ"كوفيد 19" إضافة إلى 30 حالة مؤكدة.
ومع إزهاق الجائحة المزيد من الأرواح، انتشرت صور ومشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي لمحارق جثث مكتظة ومثقلة تعمل على مدار الساعة.
ووسط الارتفاع الحاد في الحالات في أبريل (نيسان) الماضي، اجتاحت صور الجثث الملقاة في مرافق مستشفى مواقع التواصل الاجتماعي من مستشفى الدكتور بي أر أمبيدكار التذكاري Dr BR Ambedkar Memorial Hospital في رايبور عاصمة ولاية تشاتيسغار.
وفي ولاية أوتار براديش، وُجدت جثث نصف محروقة لضحايا "كوفيد 19" تطفو في نهر الغانج فيما عُثر على المزيد من الجثث المدفونة في الرمال على ضفاف النهر. وكُشفت الجثث النصف محروقة والمغطاة بالأكفان الصفراء بفعل الأمطار والرياح العاتية مما أحدث صدمة كبيرة في أنحاء الهند.
© The Independent