أظهرت وثيقة داخلية للأمم المتحدة أن تحليلاً غير منشور أجرته وكالات في الأمم المتحدة وجماعات إغاثة يقدر أن نحو 350 ألف شخص في منطقة تيغراي المضطربة في إثيوبيا يعيشون وضع المجاعة.
وأكد دبلوماسي إثيوبي كبير في نيويورك اشترط عدم ذكر اسمه أن الحكومة تشكك في التحليل وتشكك في أساليب المسح وتتهم التصنيف بالافتقار إلى الشفافية وعدم إجراء مشاورات كافية مع السلطات المعنية.
وجاء في الوثيقة التي اطلعت "رويترز" على نسخة منها، "بالنسبة إلى خطر المجاعة، لوحظ أن الحكومة الإثيوبية تشكك في الأرقام الواردة في التحليل غير المنشور للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، خصوصاً الاعتقاد أن ما يقدر بنحو 350 ألف شخص في مختلف أنحاء تيغراي يعيشون في مجاعة عند المرحلة الخامسة وفقاً للتصنيف".
وأضافت أن التحليل خلص إلى أن الملايين في تيغراي يحتاجون إلى "غذاء عاجل ودعم زراعي ومعيشي للحيلولة دون الانزلاق أكثر نحو المجاعة".
وقد عقدت اللجنة الدائمة بين الوكالات التي تضم رؤساء ما لا يقل عن 18 منظمة بعضها تابع للأمم المتحدة، اجتماعاً، الإثنين 7 يونيو (حزيران).
وسبق أن حذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة في مذكرة أرسلها إلى مجلس الأمن، 25 مايو (أيار) الماضي، من وجود "خطر جدي بحدوث مجاعة" في إقليم تيغراي بإثيوبيا "إذا لم تتم زيادة المساعدات خلال الشهرين المقبلين"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، "من الواضح أن الأشخاص الذين يعيشون في تيغراي يواجهون الآن زيادة كبيرة في انعدام الأمن الغذائي نتيجة الصراع، وأن أطراف النزاع يُقيدون الوصول إلى الغذاء".
وبموجب قرار يعود للعام 2018، يتعين على الأمم المتحدة إرسال تنبيه إلى مجلس الأمن عندما يُهدد صراع ما بحدوث مجاعة في أي منطقة أو دولة.
وأُعلنت المجاعة مرتين خلال العقد المنصرم إحداها في الصومال عام 2011، والأخرى في جنوب السودان عام 2017، بحسبما يوضح التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وتستخدم وكالات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة والحكومات والأطراف المعنية الأخرى هذا التصنيف للعمل معاً لتقييم موقف ما.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، اندلع القتال في تيغراي بين القوات الحكومية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي كانت الحزب الحاكم في المنطقة. وتدخلت قوات من دولة إريتريا المجاورة في الصراع دعماً للحكومة الإثيوبية.
وأسفر العنف في تيغراي عن مقتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف في المنطقة الجبلية التي يعيش فيها ما يربو على خمسة ملايين شخص.