قُتل سبعة مدنيين في الأقل، بينهم ثلاثة أطفال جراء قصف لقوات النظام على بلدة في شمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد 18 يوليو (تموز).
وتتعرض مناطق عدة في محافظة إدلب منذ يونيو (حزيران) لقصف متكرر من قوات النظام، فيما ترد الفصائل المسلحة باستهداف مواقع سيطرة قوات دمشق في مناطق محاذية، على الرغم من سريان وقف لإطلاق النار في المنطقة منذ أكثر من عام.
وقال المرصد إن أربع نساء وثلاثة أطفال قُتلوا مساء السبت في بلدة إحسم في ريف إدلب الجنوبي. وكان المرصد أفاد في حصيلة سابقة عن مقتل خمسة مدنيين بينهم طفلان.
تهنئة بالزواج
شاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية في إحسم، مسعفين يعملون بعد منتصف الليل تحت الأضواء الكاشفة لانتشال جثة امرأة من تحت أنقاض سقف منزل منهار. وقد لفوا الجثة ببطانية ونقلوها بعدها إلى سيارة إسعاف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ناجٍ من العائلة، إن زواراً كانوا مجتمعين في المنزل لتهنئة فرد من العائلة بزواجه.
وجاء القصف بعد ساعات من تأدية بشار الأسد اليمين الدستورية لولاية رئاسية رابعة من سبع سنوات. وتعهد في خطابه السبت بـ"تحرير" المناطق التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام.
وقُتل السبت ستة مدنيين، بينهم ثلاثة قاصرين ومسعف، جراء سقوط صاروخين أطلقتهما قوات دمشق على قرية سرجة في جنوب محافظة إدلب.
خرق وقف إطلاق النار
وتقصف قوات النظام إدلب بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة. وقتل تسعة مدنيين في الأقل في الثالث من يونيو الحالي، خمسة منهم من عائلة واحدة، في إبلين، في حصيلة هي الأكثر دموية منذ دخول وقف إطلاق النار، أعلنته موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المسلحة، حيز التنفيذ في مارس (آذار) 2020.
وجاء وقف إطلاق النار الذي ما زال صامداً على الرغم من الخروقات، عقب هجوم واسع على المنطقة شنته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، ودفع نحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مسلحة أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية. ويقطن في تلك المنطقة نحو ثلاثة ملايين شخص نصفهم من النازحين.
وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.