أعلنت قطر عن تعيين سالم بن مبارك آل شافي سفيراً لقطر لدى القاهرة، الخطوة التي تأتي بعد أكثر من شهر من تحرك مصري مماثل، حين أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الـ23 من يونيو (حزيران) الماضي، قراراً بتعيين عمرو كمال الدين بري الشربيني سفيراً لدى الدوحة، وهو السفير الأول بعد أربع سنوات من القطيعة التي أنهتها "قمة العلا" التي عُقدت بالسعودية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشملت قرارات أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الخميس، التي تأتي في إطار تحرك البلاد نحو تحسين العلاقات مع بعض دول المنطقة، تعيين خالد محمد الدوسري سفيراً لدى ليبيا، إضافة إلى تعيين الشيخ محمد بن ناصر آل ثاني سفيراً لدى تركيا، وعلي يوسف الملا سفيراً لدى جمهورية قبرص.
وكانت الدوحة أغلقت سفارتها في ليبيا عام 2014، وسط توترات سياسية وتصاعد العنف في البلاد التي انقسمت بين إدارتين متنافستين في الشرق والغرب، حين أغلق كثير من البعثات الأجنبية في ليبيا أبواب مقارها.
ومنذ انتهاء القتال في ليبيا الصيف الماضي، قبلت الفصائل المتنازعة حكومة وحدة جديدة مفوضة بتوحيد المؤسسات والإعداد لانتخابات عامة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وتأتي القرارات الدبلوماسية للدوحة بعد نحو سبعة أشهر من قمة العلا التي أنهت قطيعة بدأت من الخامس من يونيو 2017، بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، إثر خلاف يتعلق بسياسات الأخيرة تجاه جيرانها في المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووقعت مصر ودول مجلس التعاون الخليجي على "بيان العلا" الذي تضمن بنوداً عدة، تنص على الترابط والتكامل بين دول الخليج في مختلف التحديات والقضايا وتعزيز دورها الإقليمي والدولي. واتفقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر خلال القمة على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وروابط السفر مع قطر.
وأعلنت القاهرة والدوحة "استئناف العلاقات الدبلوماسية" بينهما منذ يناير. وذكرت الخارجية المصرية، في بيان، أن "البلدين تبادلا مذكرتين رسميتين، إذ اتفقا بموجبهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما". وأوضح البيان أن الاتفاق جاء "اتصالاً بالخطوات التنفيذية في إطار تنفيذ الالتزامات المتبادلة الواردة ببيان العلا".
وسبق تبادل السفراء بين القاهرة والدوحة تحرك مماثل من جانب الرياض، حين قدم الأمير منصور بن خالد بن فرحان، في الـ22 من يونيو الماضي، نسخةً من أوراق اعتماده سفيراً للسعودية لدى قطر.
كما سبق ذلك، تبادل زيارات بين وزيرَي خارجية البلدين، إذ زار وزير الخارجية المصري قطر في منتصف يونيو، للمرة الأولى منذ سنوات، وأجرى مباحثات مع نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي، تلقى الرئيس المصري دعوةً من أمير قطر، لزيارة الدوحة، وذلك ضمن رسالة خطية نقلها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال زيارته القاهرة، إذ أجرى مباحثات موسعة حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، وناقش مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.
ووفق بيان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، ففي أعقاب تلقيه دعوة أمير قطر، أعرب الرئيس المصري عن ترحيب بلاده بالتطورات الأخيرة في مسار العلاقات المصرية - القطرية. مشيراً إلى التطلع لتحقيق التقدم في هذا الشأن في مختلف المجالات، وبما يخدم أهداف ومصالح الدولتين والشعبين، وكذلك الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية.
كما أكد حرص مصر على تحقيق التعاون البناء، ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ لسياستها، وذلك "في إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة، مع تركيز الجهود لتحقيق الخير والسلام والتنمية لشعبَي البلدين، وكذلك التكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي".