أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس التونسي قيس سعيد أبلغ نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، أمس السبت، بأن قرارات مهمة ستصدر عما قريب، فيما يشهد حزب "النهضة"، الكتلة الأكبر في البرلمان، انقسامات بشأن قيادته.
وقالت الرئاسة الجزائرية في صفحتها على "فيسبوك"، إن تبون بحث هاتفياً التطورات في تونس مع سعيد، الذي طمأنه بأن "تونس تسير في الطريق الصحيح لتكريس الديمقراطية والتعددية وستكون هناك قرارات مهمة عن قريب".
وعكة صحية
من جهة أخرى، أعلن مستشار رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي أن الأخير أصيب بوعكة صحية غير خطرة، السبت.
وأوضح أحمد قعلول لوكالة الصحافة الفرنسية، أن رئيس البرلمان والمسؤول الثاني في البلاد "لم يدخل المستشفى ولا يعاني من أي شيء خطر".
وأضاف قعلول، وهو وزير سابق، "أصيب بوعكة صغيرة في وقت سابق من اليوم وتوجه إلى عيادة طبية للخضوع لفحص. وخلال الفحص قيل له إنه لا يعاني من أي شيء خطر. وصف له أحد الأطباء بعض الأدوية وقد عاد إلى منزله".
وأضاف "السيد الغنوشي متعب بعض الشيء في هذه المرحلة". وقال إن الغنوشي الثمانيني يعمل "16 إلى 18 ساعة في اليوم" منذ إعلان سعيد توليه السلطة التنفيذية وتجميد البرلمان.
أزمة "النهضة"
وفي السياق، قالت مصادر من حزب "النهضة"، لوكالة "رويترز" السبت، إن الغنوشي أجل انعقاد اجتماع مجلس الشورى الذي يمثل أعلى سلطة في الحزب لأجل غير مسمى.
وألقت الأزمة السياسية بظلالها على "النهضة" وتبادل أعضاء الاتهامات داخل الحزب بشأن استراتيجيته وأداء قيادته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الحزب هو الأقوى والأكثر تنظيماً في تونس منذ الثورة، حيث لعب دوراً في دعم الحكومات الائتلافية المتعاقبة وفقد مزيداً من الأنصار والتأييد خلال الانتخابات الأخيرة مع ركود الاقتصاد وتراجع الخدمات العامة.
وقالت ثلاثة مصادر حزبية، إن الغنوشي أرجأ السبت اجتماعاً لمجلس الشورى، أعلى سلطة داخلية في الحزب، قبل ساعة فقط من الموعد المقرر لانعقاده.
وأضافت المصادر أن عشرات من أعضاء الحزب الشبان وبعض زعمائه، ومن بينهم برلمانيون طالبوا الغنوشي بالاستقالة.
وقاد الغنوشي "النهضة" على مدى عقود، بما في ذلك من منفاه في بريطانيا قبل الثورة، وبعد ذلك عاد لاستقبال صاخب في مطار تونس العاصمة وترشح للانتخابات لأول مرة في 2019، وفاز بمقعد في البرلمان وأصبح رئيساً للبرلمان.
وكان سعيد أعلن تدابير استثنائية قضت بتجميد أعمال البرلمان لـ30 يوماً، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه وتولي السلطة التنفيذية بنفسه. وندد "النهضة" بالقرارات الرئاسية واصفاً إياهاً بـ"الانقلاب على الثورة والدستور".
البيت الأبيض
ذكر البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان حث الرئيس سعيد، السبت، على رسم خطة للعودة السريعة "للمسار الديمقراطي".
وأعرب سوليفان خلال اتصال استمر ساعة مع الرئيس التونسي، عن دعمه "الديمقراطية التونسية القائمة على الحقوق الأساسية، والمؤسسات القوية والالتزام بسيادة القانون"، حسب بيان أصدره البيت الأبيض.
وأشار البيان إلى أن الاتصال "ركز على الحاجة الماسة للقادة التونسيين لرسم الخطوط العريضة لعودة سريعة إلى المسار الديمقراطي لتونس".
وأضاف بيان البيت الأبيض أن "هذا يتطلب سرعة تشكيل حكومة جديدة برئاسة رئيس وزراء مؤهل، من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد التونسي والتعامل مع جائحة كوفيد-19".
وضع قاض تحت الإقامة الجبرية
على صعيد تونسي آخر، قال راديو "موزاييك إف إم"، إن قوات الأمن التونسية وضعت قاضياً مثيراً للجدل تحت الإقامة الجبرية.
وتتهم جماعات حقوقية في تونس القاضي بشير العكرمي بأنه قريب من الإسلاميين ويخفي ملفات متعلقة بالإرهاب منها ملفان عن اغتيال معارضين علمانيين بعد الثورة.
ويأتي وضع العكرمي تحت الإقامة الجبرية بعد أن تعهد الرئيس قيس سعيد الذي جمد البرلمان وأقال رئيس الوزراء، بأن يقود حملة من دون هوادة لمكافحة الفساد المستشري في كل القطاعات.