باتت حركة طالبان، الجمعة، على مشارف كابول تقريباً، مواصلة تقدمها في أفغانستان، في وقت ستجلي فيه كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وجه السرعة مواطنيهما ودبلوماسييهما.
واستولت الحركة الجمعة 13 أغسطس (آب)، على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كيلومتراً فقط جنوب كابول، وباتت تسيطر على نحو نصف عواصم الولايات الأفغانية. وقد سقطت جميعها في أقل من ثمانية أيام.
دعم "قدر الإمكان"
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إثر اجتماع مع سفراء دول الحلف في بروكسل بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابول، أن الحلف سيدعم الحكومة الأفغانية "قدر الإمكان" و"سيُكيف" وجوده الدبلوماسي.
وأضاف ستولتنبرغ في بيان، أن "الحلفاء في الأطلسي قلقون للغاية للمستويات العالية من العنف التي تسبب بها هجوم طالبان، خصوصاً الهجمات على المدنيين وعمليات الاغتيال المحددة الهدف، والمعلومات التي تتحدث عن انتهاكات أخرى بالغة لحقوق الإنسان".
البنتاغون: كابول لا تواجه خطراً وشيكاً
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، أن كابول لا تواجه على ما يبدو "خطراً وشيكاً" على الرغم من التقدم السريع الذي حققه عناصر "طالبان".
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين إن "كابول لا تشهد راهناً أجواء خطر وشيك"، مع إقراره بأن الحركة "تحاول عزلها".
ولم يخف البنتاغون قلقه حيال الوضع الميداني، لكنه أكد أن القوات الأفغانية باتت تتحمل المسؤولية الآن.
وأضاف كيربي "لقد لاحظنا بقلق كبير سرعة تحركهم (طالبان) والمقاومة المحدودة التي واجهوها، وكنا صادقين جداً حيال ذلك".
وتابع "نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية، (واستطراداً) القيادة العسكرية، المطلوبة في الميدان".
وكرر المتحدث أن "على الأفغان فعلاً أن يقرروا... ليست هناك نتائج حتمية".
وأعلن كيربي وصول أوائل عناصر مشاة البحرية الأميركية إلى مطار كابول في إطار مهمة أصدر الرئيس جو بايدن، الخميس، أمراً بتنفيذها.
وقال كيربي إنه "يتوقّع وصول غالبية العناصر الثلاثة آلاف بحلول نهاية الأسبوع".
قندهار تخضع لـ"طالبان"
وسيطرت حركة طالبان، اليوم الجمعة، على قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ما يترك العاصمة فقط وبعض الجيوب حولها تحت سيطرة قوات الحكومة الأفغانية، في حين أكدت بريطانيا أن خيار العودة إلى هذا البلد الآسيوي مطروح إذا عاد إلى إيواء تنظيم "القاعدة" على نحو يهدد الغرب.
ورداً على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجدداً إلى أفغانستان، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، الجمعة لإذاعة "أل بي سي"، "سأترك الخيارات كافة مطروحة. إذا كان لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون (إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود)".
وأعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الجمعة، أنها بدأت عملية عسكرية لدعم إجلاء الرعايا البريطانيين من أفغانستان.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إنه بدأت "العملية بيتنغ" للدعم العسكري لسحب الرعايا البريطانيين والأفراد المخولين لذلك في أفغانستان. وقد يشمل ذلك أيضاً "استخدام طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني إذا لزم الأمر".
وأعلن متحدث باسم "طالبان" عبر حساب موثق على "تويتر" أنه "فُتحت قندهار بالكامل". مضيفاً أنهم وصلوا إلى "ساحة الشهداء في المدينة". وقد أيد أحد سكان المدينة هذه المزاعم بقوله لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات الحكومية يبدو أنها انسحبت جماعياً إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر أمني أفغاني بأن حركة طالبان سيطرت، الجمعة، على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، بعد ما سمحت للجيش والمسؤولين السياسيين والإداريين بمغادرة المدينة.
وقال مسؤول أمني بارز لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "أُخليت لشكركاه وقرروا وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإجلاء" الجيش والمسؤولين المدنيين. وكانت حركة طالبان أعلنت في وقت سابق استيلاءها على المدينة.
كذلك، أعلن زلماي كريمي، الناطق باسم حاكم ولاية غور في وسط البلاد، للوكالة، أن عناصر الحركة سيطروا، صباح الجمعة، من دون أن يواجهوا مقاومة، على شغشران عاصمة هذه الولاية.
ولم يبقَ تحت سلطة الحكومة سوى ثلاث مدن كبرى هي العاصمة كابول، ومزار شريف أكبر مدينة في الشمال، وجلال آباد (شرق).
السيطرة على بولي
وكذلك فرضت حركة طالبان سيطرتها، الجمعة، على مدينة بولي علم الرئيسة في محافظة لوغار، والواقعة على مسافة 50 كلم فحسب عن جنوبي كابول، وفق ما نقل مسؤول محلي.
وقال سعيد قريب الله سادات لوكالة الصحافة الفرنسية "طالبان تسيطر على كل المنشآت الحكومية في بولي علم... فرضوا سيطرة تامة والمعارك متوقفة حاليا".
اعتقال "أسد هرات" بعد سقوطها
قال عضو مجلس محلي، "إن مقاتلي طالبان احتجزوا محمد إسماعيل خان، القائد المعروف لجماعة مسلحة، اليوم الجمعة، بعد استيلائهم على مدينة هرات غربي البلاد".
وقال غلام حبيب هاشمي، عضو المجلس المحلي لـ"رويترز"، "إنه سُلم خان، الذي كان يقود المقاتلين ضد طالبان في الأسابيع الماضية، مع حاكم الإقليم ومسؤولي أمن بموجب اتفاق". وأضاف، "وافقت طالبان على عدم توجيه أي تهديد إلى مسؤولي الحكومة الذين يستسلمون أو إلحاق ضرر بهم".
وخان هو أحد أبرز قادة الحرب في أفغانستان ومعروف باسم "أسد هرات"، وحارب المحتلين السوفيات في الثمانينيات. كما كان عضواً مهماً في التحالف الشمالي الذي أطاحت قواته بدعم أميركي طالبان في 2001. وأكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "اعتقال خان".
وكانت "طالبان" سيطرت، الخميس، على هرات، ثالث مدن أفغانستان (غرب)، ما يُعد محطة رئيسة في هجومها عقب السيطرة على مدينة غزنة الاستراتيجية، التي جعلت عناصرها أقرب إلى كابول الواقعة على بعد 150 كيلومتراً منها.
وأفاد مسؤول أمني رفيع المستوى في المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الحركة "استولت على كل شيء"، موضحاً أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب إلى قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة، وذلك بهدف "تجنب مزيد من الأضرار في المدينة".
وعصر الخميس، سيطر عناصر "طالبان" على مقر الشرطة الرئيس، من دون مقاومة، ورفعوا رايتهم فوقه، وفق ما أفاد صحافي لوكالة الصحافة الفرنسية في المدينة.
وكتب الناطق باسم "طالبان"، ذبيح الله مجاهد، على "تويتر"، "فر العدو... سقطت عشرات الآليات العسكرية والأسلحة والذخيرة" في أيدي عناصر الحركة.
وكانت هرات، الواقعة على بعد 150 كيلومتراً من الحدود الإيرانية وعاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، محاصرة منذ عدة أسابيع فيما يدور قتال عنيف على أطرافها.
وسيطر مسلحو الحركة في الأسابيع الأخيرة على ما تبقى من المحافظة تقريباً، بما في ذلك إسلام قلعة، المركز الحدودي مع إيران، وهو الأهم في أفغانستان.
وبإضافة هرات إلى قائمة مدنها، يصبح في أيدي "طالبان" 11 عاصمة ولاية من ولايات البلاد.
غوتيريش يحذر
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، "طالبان" لوقف هجومها فوراً، محذراً من أن "الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة".
وقال غوتيريش للصحافيين "رسالة المجتمع الدولي لأولئك المنخرطين في الحرب يجب أن تكون واضحة: الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية نهج خاسر. هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى حرب أهلية طويلة أو لعزلة أفغانستان بشكل كامل".
واعتبر أن المعلومات عن انتهاكات لحقوق الأفغانيات يرتكبها عناصر "طالبان" تثير "الرعب".
وصرح غوتيريش للصحافيين "أنا قلق للغاية إزاء معلومات أولية مفادها أن (مقاتلي) طالبان يفرضون قيوداً صارمة على حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطرون عليها. من المرعب والمؤلم خصوصاً أن نرى الفتيات والنساء الأفغانيات يحرمن من حقوق اكتسبنها بعد جهد شاق".
سلامة دبلوماسيي إيران
وحثت وزارة الخارجية في إيران، الجمعة، حركة "طالبان" على ضمان سلامة دبلوماسييها والعاملين بقنصليتها في مدينة هرات.
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، على "تويتر"، "مع هيمنة طالبان على مدينة هرات، لفتنا نظرهم بقوة إلى ضمان سلامة وصحة الدبلوماسيين التامة وكذلك المنشآت الدبلوماسية".
وفي وقت سابق، كتب رسول موسوي، المسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية، على "تويتر"، "دبلوماسيونا وكذلك دبلوماسيو الدول الثلاث الأخرى التي لها تمثيل في هرات في أمان وصحة ممتازة وليست لديهم مخاوف". وقال موسوي، المدير العام لشؤون غرب آسيا بوزارة الخارجية الإيرانية، في تغريدة سابقة، "سيطرت قوات طالبان على إدارة هرات. القنصل العام والدبلوماسيون وموظفو القنصلية... ما زالوا داخل المبنى".
وكتب يقول، "قوات الأمن تلتزم بضمان الأمن الكامل للقنصلية العامة ودبلوماسييها والعاملين فيها".
مؤشرات لـ"كارثة إنسانية"
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جيران أفغانستان إلى إبقاء الحدود مفتوحة، بعدما أدى تقدم "طالبان" إلى تفاقم الأزمة في البلاد.
وقال متحدث باسم المفوضية في إفادة صحافية في جنيف، "عدم القدرة على البحث عن الأمان قد يهدد أرواح مدنيين لا حصر لها. المفوضية مستعدة لمساعدة السلطات الوطنية على توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية حسب الحاجة".
وقال متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إن نقص الغذاء في أفغانستان "مريع للغاية" ومتفاقم، مشيراً إلى أن الوضع يحمل كل مؤشرات كارثة إنسانية.
الدنمارك والنرويج تغلقان سفارتيهما
وأعلنت الدنمارك والنرويج، الجمعة، أنهما ستغلقان سفارتيهما في كابول في الوقت الحالي مع إجلاء الموظفين بسبب تدهور الوضع الأمني في أفغانستان.
وقال وزير الخارجية الدنماركي جيبي كوفود للصحافيين، "قررنا إغلاق سفارتنا مؤقتاً في كابول"، مضيفاً أن الإجلاء سيتم بالتنسيق بشكل وثيق مع النرويج التي تشترك معها في المجمع نفسه.
وقالت وزيرة خارجية النرويج، إينه سوريد، في وقت لاحق، إن أوسلو ستغلق سفارتها وتجلي دبلوماسييها والموظفين المحليين وأقاربهم من الدرجة الأولى.
عزلة دولية
وحذر الاتحاد الأوروبي حركة "طالبان"، الخميس، من أنها ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة من خلال العنف، وذلك في الوقت الذي يوسع المتمردون سيطرتهم في أفغانستان.
وقال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بيان، "إذا استُولي على السلطة بالقوة... فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان". وأضاف، "يعتزم الاتحاد الأوروبي مواصلة شراكته ودعمه الشعب الأفغاني. لكن الدعم سيكون مشروطاً بتسوية سلمية وشاملة، واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بمن فيهم النساء والشباب والأقليات".
وشدد على أنه "من الضروري الحفاظ على المكاسب الكبيرة التي حققتها النساء والفتيات خلال العقدين الماضيين بما فيها الوصول إلى التعليم". ودعا البيان إلى "الوقف الفوري للعنف الدائر"، وحض "طالبان" على استئناف محادثات السلام مع الحكومة في كابول.
وأضاف، "الاتحاد الأوروبي يدين الانتهاكات المتزايدة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها طالبان وفي المدن".
وقال بوريل، إن الكتلة التي تضم 27 بلداً شجعت أيضاً السلطات في كابول "على تسوية الخلافات السياسية وزيادة تمثيل جميع الأطراف والتعامل مع طالبان من منظور موحد".
وجاء البيان بعد انسحاب القوات الأفغانية من مدينة هرات، ثالث كبرى مدن البلاد، في مواجهة هجوم "طالبان" الذي تمكنت من خلاله من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد عقب انسحاب القوات الأجنبية.
أميركا لا تزال تدعم أمن واستقرار أفغانستان
قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن وزيري الدفاع والخارجية الأميركيين تحدثا مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، الخميس، وأبلغاه بأن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الأمن والاستقرار في أفغانستان في مواجهة عنف حركة طالبان.
وأضافت في بيان أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، أبلغا غني أن واشنطن تخفض وجودها المدني في كابول في ضوء "تطور الوضع الأمني" وستزيد وتيرة رحلات الهجرة للأفغان الذين ساعدوا الجهود الأميركية في أفغانستان.
وذكر البيان أن الوزيرين قالا أيضاً إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على علاقات دبلوماسية وأمنية قوية مع الحكومة الأفغانية.
قوات أميركية وبريطانية تساعد في عمليات الإجلاء
من ناحية أخرى، نشرت الولايات المتحدة 3000 جندي في مطار كابول لتأمين إجلاء قسم من موظفي سفارتها في أفغانستان التي سيتقلص عديدها في ظل تقدم حركة طالبان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس.
كذلك، كشف الناطق باسم الوزارة، نيد برايس، أن واشنطن ستسرع في إجلاء المترجمين والمساعدين الأفغان الآخرين للجيش الأميركي في ضوء احتمال تعرضهم لخطر الانتقام إذا ما استولت "طالبان" على السلطة. وأضاف "نريد تقليص وجودنا المدني في كابول في ضوء تطور الوضع الأمني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال عن جو بايدن الذي أمر بانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، بعد قرابة 20 عاماً، "هذا الرئيس يعطي الأولوية قبل كل شيء لسلامة وأمن الأميركيين الذين يخدمون في الخارج".
وأشار برايس إلى أن السفارة ستبقى مفتوحة في موقعها الحالي و"ستواصل القيام بمهمات أساسية"، من دون أن ينفي التقارير التي تفيد بإمكان نقلها إلى مطار حامد كرزاي الدولي.
وتابع أن الولايات المتحدة تنظم رحلات يومية لإجلاء مترجمين أفغان وغيرهم من الأشخاص الذين ساعدوا الجيش الأميركي ويخشون على حياتهم بسبب تقدم "طالبان".
وخلال الأسبوعين الماضيين، نقلت الرحلات الأولى إلى الولايات المتحدة 1200 من أولئك الأشخاص وأفراد عائلاتهم الذين سيحصلون على تأشيرة هجرة خاصة. وأكد نيد برايس أن عددهم "سيزداد بسرعة".
وكان البيت الأبيض كشف في يوليو (تموز) أن نحو 20 ألف أفغاني خدموا إلى جانب القوات الأميركية، طلبوا نقلهم إلى الولايات المتحدة.
وأوضح برايس "هذا ليس تدخلاً عسكرياً جديداً في النزاع في أفغانستان"، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أيضاً أنها لن تستخدم مطار كابول لشن ضربات على "طالبان".
من جانبها، أعلنت الحكومة البريطانية نشر نحو 600 جندي بشكل مؤقت في أفغانستان لمساعدة موظفي سفارتها في كابول على مغادرة هذه الدولة.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان، "لقد أعطيت الإذن بنشر جنود إضافيين لدعم الوجود الدبلوماسي في كابول، ومساعدة الرعايا البريطانيين على المغادرة، وتعزيز نقل أفغان خاطروا بحياتهم سابقاً خلال خدمتهم إلى جانبنا".
وأضاف أن "أمن الرعايا والعسكريين البريطانيين والموظفين الأفغان السابقين هو على رأس أولوياتنا. يجب أن نبذل ما بوسعنا لضمان سلامتهم".
وأوضحت وزارة الدفاع البريطانية أن العسكريين سينتشرون في أفغانستان لمدة "قصيرة المدى" بسبب "العنف المتزايد والبيئة الأمنية المتدهورة بسرعة".
وأشارت إلى أنه قُلص عدد الموظفين العاملين في السفارة البريطانية في كابول، حيث يركز الفريق الصغير المتبقي على تقديم الخدمات القنصلية والتأشيرات لأولئك الذين يحتاجون إليها لمغادرة البلاد بسرعة.
وكانت الخارجية البريطانية قد أوصت، الجمعة، جميع الرعايا البريطانيين بمغادرة أفغانستان "في أقرب وقت ممكن". وسيوفر الانتشار العسكري البريطاني "قوة حماية ودعماً لوجيستياً" لنقل الرعايا البريطانيين المتبقين عند الاقتضاء، وفقاً لوزارة الدفاع.
وستعمل القوة البريطانية أيضاً على تسريع برنامج إعادة توطين الأفغان الذين ساندوا الجنود البريطانيين في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين.
وقالت الوزارة "هذا سيساعدنا على ضمان أن المترجمين وموظفين أفغاناً آخرين خاطروا بحياتهم للعمل إلى جانب القوات البريطانية في أفغانستان يمكن نقلهم إلى بريطانيا في أسرع وقت ممكن".
"سياسة متهورة"
انتقد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الرئيس جو بايدن، الخميس، بسبب سياسته "المتهورة" تجاه أفغانستان.
وقال ماكونيل في بيان، "أفغانستان تتجه نحو كارثة هائلة ومتوقعة ويمكن تفاديها"، معتبراً أن "إدارة بايدن هبطت بالمسؤولين الأميركيين إلى درجة مناشدة المتطرفين... لتجنب سفارتنا بينما يستعدون للسيطرة على كابول".
مجلس الأمن الدولي يناقش بياناً يندد بـ"طالبان"
قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يناقش مسودة بيان تندد بهجمات حركة طالبان على المدن والبلدات، وتهدد بفرض عقوبات بسبب انتهاكات وأعمال تهدد السلم والاستقرار في أفغانستان.
ويتعين أن يوافق أعضاء المجلس الخمسة عشر جميعاً على البيان الرسمي، الذي أعدت مسودته إستونيا والنرويج، وفقاً لـ"رويترز".
وتؤكد المسودة أيضاً "أن إمارة أفغانستان الإسلامية غير معترف بها في الأمم المتحدة، وتعلن أنه (المجلس) لا ولن يدعم إقامة أي حكومة في أفغانستان تُفرض بالقوة العسكرية، أو عودة إمارة أفغانستان الإسلامية".
وتقول المسودة "يندد مجلس الأمن بأشد العبارات الممكنة بالهجمات المسلحة لقوات طالبان على مدن وبلدات في أنحاء أفغانستان، فيما أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى المدنيين".
وتؤكد المسودة أيضاً أن المجلس مستعد "لفرض عقوبات إضافية على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، أو انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بمن فيهم الضالعون في هجمات استهدفت مدنيين، وعلى الأفراد أو الكيانات المشاركين أو الداعمين لأعمال تهدد السلم أو الاستقرار أو الأمن".
تسريع عملية السلام ووقف الهجمات
ودعا مبعوثون من الولايات المتحدة والصين وروسيا ودول أخرى، الخميس، إلى تسريع عملية السلام في أفغانستان، باعتبار ذلك "مسألة ملحة للغاية" وإلى وقف فوري للهجمات على عواصم الأقاليم والمدن في أفغانستان.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عقب محادثات في قطر، حيث التقى المبعوثون مفاوضين عن الحكومة الأفغانية وممثلين لـ"طالبان".
وجدد البيان التأكيد أن العواصم الأجنبية لن تعترف بأي حكومة في أفغانستان "تُفرض من خلال استخدام القوة العسكرية".
ودعا البيان إلى "وقف أعمال العنف والاعتداءات على الفور على عواصم المحافظات والمدن الأخرى"، وحث الجانبين على اتخاذ خطوات للتوصل إلى تسوية سياسية ووقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن.
وعبر المشاركون في محادثات الدوحة، الذين شملوا أيضاً باكستان والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، عن التزامهم المساعدة في إعادة الإعمار لدى التوصل إلى تسوية سياسية "قابلة للتطبيق بعد مفاوضات حسن النية بين الجانبين".
من جانبه، قال متحدث باسم حركة طالبان إن السقوط السريع للمدن الكبرى في أفغانستان يشير إلى ترحيب الأفغان بالحركة، كما نقلت وكالة "رويترز". وأضاف المتحدث "لن نغلق الباب أمام المسار السياسي".
تعهّد فرنسي
تعهدت فرنسا بذل "جهد استثنائي" في سبيل استضافة شخصيات أفغانية مهددة، لالتزامها الدفاع عن حقوق الإنسان، لافتة كذلك إلى أنها ستكون من بين الدول الأوروبية الأخيرة التي ستستمر في إصدار تأشيراتها في كابول، وفق ما قالت الرئاسة لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأورد قصر الإليزيه، "في ضوء دعم فرنسا الدائم شخصيات المجتمع المدني الأفغاني من فنانين وصحافيين وحقوقيين حيواتهم في خطر بسبب الالتزام بحرية التعبير والرأي أو حقوق الإنسان، ثمة جهد استثنائي قائم لتسهيل وصولهم إلى الأراضي الفرنسية".
وأضافت الرئاسة أن "فرنسا تحافظ على قدرتها لجهة إصدار تأشيرات دخول (إلى أراضيها) في كابول، وستقوم دولتان أوروبيتان أخريان فقط بالأمر نفسه".
وأوضحت باريس أنها استقبلت منذ مايو 625 أفغانياً عملوا مع الفرق الفرنسية التي وجدت في أفغانستان. ولفت الإليزيه إلى أن فرنسا التي لجأت في السنوات الأخيرة إلى مدنيين معينين محلياً لمساعدة قواتها وأفرادها المنتشرين في أفغانستان، قد استقبلت 550 شخصاً مع أسرهم بين عامي 2013 و2015، و800 آخرين في 2018 و2019.