كشف عن أن ديفيد كاميرون حصل على 10 ملايين دولار (7.2 مليون جنيه) من شركة "غرينسيل" المصرفية قبل انهيارها.
وتظهر وثائق اطلع عليها برنامج " بانوراما" الذي تبثه القناة التلفزيونية الأولى التابعة لـ "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، بأن رئيس الوزراء المحافظ الأسبق ديفيد كاميرون تلقى 4.5 مليون دولار (3.3 مليون جنيه استرليني) من عائدات الأسهم التي امتلكها في الشركة عام 2019، كما تقاضى مليون دولار (720 ألف جنيه استرليني) كراتب سنوي لقاء عمله "مستشاراً" بدوام جزئي، علاوة على مكافأة بلغت 700 ألف دولار (504.66 مليون جنيه استرليني).
وكانت الشركة ألحقت خسائر فادحة بالمستثمرين ودافعي الضرائب في المملكة المتحدة في أعقاب انهيارها.
يشار إلى أن كاميرون أخذ يتصدر عناوين الأخبار ذات العلاقة بشركة "غرينسيل" المصرفية، بعدما تبين أنه كان يستغل علاقاته الوثيقة مع أعضاء في مجلس الوزراء الحالي من أجل إقناعهم بضمان قروض شركة "غرينسيل" من طريق أموال دافعي الضرائب.
بيد أنه أخفق في محاولاته تلك مع أن "غرينسيل" قد أعطيت في نهاية المطاف تسهيلات للحصول على قرض آخر خاص بـ "كوفيد-19".
وإذ تمت تبرئة كاميرون من تهمة انتهاك أي من قواعد عمل جماعات الضغط في إطار قضية "غرينسيل"، فقد اعتبر نواب أن القضية أظهرت "نقصاً كبيراً في القدرة على تقويم الأمور".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت أنجيلا راينر، وهي نائب زعيم حزب العمال، "إنه لأمر في منتهى السخافة أن يتقاضى ديفيد كاميرون 10 ملايين دولار لقاء سنتين ونصف السنة من العمل بدوام جزئي لدى شركة انهارت، في خطوة تنطوي على المجازفة بآلاف الجنيهات الاسترلينية من أموال دافعي الضرائب".
وأضافت أن "تبرئة ديفيد كاميرون من ارتكاب أي مخالفة تبرهن على أن القواعد التي يفترض أن تنظم عمل جماعات الضغط غير مناسبة تماماً للغرض الذي وضعت من أجله. لقد خلقت نوعاً من الغربان المتوحشة حيث تسود شريعة الغاب، ويشعر المحافظون في هذه الأجواء أن هناك قاعدة تنطبق عليهم، وثانية لمن عداهم من دون استثناء".
وتابعت نائب زعيم حزب العمال، "إن هذا النظام يضر أكثر مما ينفع من خلال إضفاء ستار من الشرعية لتفشي المحسوبية والفساد والنشاط المراوغ لجماعات الضغط، الأمر الذي يلوث ديمقراطيتنا في ظل بوريس جونسون وحزب المحافظين".
وأردفت راينر، "سيمنع حزب العمال رؤساء الوزراء السابقين تولي أي وظائف لدى جماعات الضغط بعدما يغادرون مناصبهم، وسنقوم بإصلاح النظام الحالي المتصدع ونستبدل به لجنة النزاهة والأخلاق التي ستستأصل الفساد".
وزادت، "هذه مبالغ لا يستطيع كثير منا حتى أن يتخيلوها، لكنها كانت بالنسبة إلى ديفيد كاميرون مجرد عمل بسيط بدوام جزئي ينجزه باستعمال معارفه من المحافظين، كي يحقق لنفسه مكاسب مالية كبيرة".
في المقابل، قال متحدث باسم ديفيد كاميرون إنه "تصرف بحسن نية في كل الأوقات، ولم يكن هناك أي خطأ في أي من الإجراءات التي قام بها".
وتابع المتحدث معتبراً أن رئيس الوزراء الأسبق "لم يحصل على شيء يشبه المبالغ التي أوردها برنامج بانوراما".