قال صانع السياسة المخضرم بينوا كوريه، في خطاب ألقاه الجمعة 10 سبتمبر (أيلول) الحالي، إن العملات المستقرة والتمويل اللامركزي ستتحدى نماذج أعمال البنوك، ويجب على السلطات النقدية أن تتصرّف بسرعة أكبر لتطوير الأصول الرقمية الرسمية.
تعليقات كوريه، وهو مسؤول كبير في بنك التسويات الدولية وعضو سابق في المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، تسلّط الضوء على القلق المتزايد بين السلطات المالية بشأن الطفرة في العملات المشفرة وغيرها من الابتكارات المالية الرقمية.
وقال كوريه إن الشركات المالية اللامركزية والعملات المستقرة، تُعتبر مخزناً للقيمة في سوق الأصول الرقمية وتشكل تهديداً لمؤسسات الإيداع والوسطاء مثل البنوك. وذكر في مؤتمر يوروفي، وهو منصة أوروبية لتبادل وجهات النظر بين القطاعين العام والخاص حول التنظيمات المالية والاتجاهات التي تؤثر في القطاع المالي، إن البنوك المركزية والجهات الرقابية المالية "تواجه الآن أسئلة عاجلة حول كيفية الرد".
وأضاف كوريه، في خطاب أطلق عليه اسم العملة الرقمية للبنك المركزي نقلته "فاينانشال تايمز"، "المستقبل يبدأ اليوم. يجب أن يتصرّفوا بينما لا يزال النظام الحالي قائماً، وأن يتحركوا الآن".
وحث كوريه الذي يقود الأبحاث حول العملات الرقمية للبنك المركزي لبنك التسويات الدولية، صانعي السياسات على تسريع استجابتهم لتهديد العملات المشفرة، وتسريع عملهم على الأصول الرقمية المدعومة من صانعي السياسات الوطنيين، وإلا فإنهم سيواجهون فقدان دورهم الرئيس في النظام المالي.
البنوك المركزية بطيئة الاستجابة
وقال كوريه، "لقد حان الوقت بالنسبة إلى البنوك المركزية للمضي قدماً. سيستغرق طرح العملات الرقمية للبنك المركزي أعواماً، في حين أن العملات المستقرة والأصول المشفرة موجودة بالفعل. وهذا يجعل البدء أكثر إلحاحاً اليوم".
وتابع أن البنوك المركزية والهيئات التنظيمية بحاجة إلى النظر في الدور الذي ستلعبه البنوك بعد ظهور العملات الرقمية للبنك المركزي ودور الوسطاء في النظام المالي الرقمي، فضلاً عن الآثار المترتبة على تصميم هذه الأصول الجديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن البنوك المركزية تنظر إلى الشركات المالية التقليدية على أنها جزء من البنية التحتية الجديدة للمدفوعات بالعملة الرقمية. وخاطب الحضور قائلاً: "العملات العالمية المستقرة ومنصات ديفي (التمويل اللامركزي هو شكل من أشكال التمويل القائم على بلوك تشين لا يعتمد على الوسطاء الماليين المركزيين، مثل السمسرة أو البورصات أو البنوك لتقديم الأدوات المالية التقليدية، وبدلاً من ذلك يستخدم العقود الذكية على بلوك تشين، وأكثرها شيوعاً هو إيثريوم)، وهي شركات التكنولوجيا الكبرى سوف تتحدى نماذج البنوك".
وتوصف البنوك المركزية بأنها بطيئة في الاستجابة لتحدي "بيتكوين" والأصول الرقمية الخاصة الأخرى، على عكس صانعي السياسات في الاقتصادات النامية، حيث بلغت المشاريع حول العملات الرقمية المدعومة من البنك المركزي مرحلة متقدمة.
وفي الصين، دخلت النسخة الرقمية من "رنمينبي" بالفعل مرحلة تجريبية، وستُطرح في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في بكين كجزء من تجربة الحكومة مع العملات المشفرة المركزية.
في المقابل، أطلق البنك المركزي الأوروبي مرحلة التحقق في مشروع اليورو الرقمي في يوليو (تموز) من هذا العام، ولم يقرر البنك المركزي الأميركي ما إذا كان سيمضي قدماً بنسخة رقمية من الأصول الاحتياطية الرئيسة في العالم.
وفي السلفادور، بدأ تطبيق عملة "بيتكوين" رسمياً إلى جانب الدولار الأميركي عبر محفظة البلاد الرقمية (تشيفو)، كما تستعد دول مثل أوكرانيا وبنما لإطلاق عملاتها المشفرة رسمياً في البلاد.