بعد أكثر من شهر على التحديات التي خاضتها إسرائيل في عدوانها الأخير على غزة، كشفت تل أبيب أن المواجهات مع حركة "حماس" أظهرت تنظيماً يتمتع بقدرات قتالية ودفاعية متطورة وعالية، تجاوزت مسألة وصفه بالتنظيم.
واعتبر الجيش الإسرائيلي "حماس" تحدياً جديداً له في أي مواجهات مستقبلية، بعدما واجهت وحدة المدرعات في الجيش الإسرائيلي الحوامة، التي أطلقتها الحركة من قطاع غزة وهي تحمل صاروخاً ذا رأس متفجر في حال أصاب المدرعة يدمرها تماماً. كما أن هذه القطعة العسكرية تهدد منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ.
واعترفت إسرائيل أن الحركة تمكنت من تدمير مركبة عسكرية مأهولة بعد إصابتها بصاروخ ألقي من الحوامة وكان مزوداً برأس متفجر.
حوامة مجهزة بصاروخ
وأوضح تقرير إسرائيلي حول الموضوع أنه "لم يكن معروفاً استخدام حماس لحوامة مجهزة بصاروخ. في الماضي، علم عن تطويرات عسكرية في قطاع غزة، لكن التطوير الجديد يدل على تقدم في تطور صناعات السلاح لدى الحركة. فالحوامة المسلحة هي نسخة للطائرة غير المأهولة المسلحة بالصواريخ والتي تستخدمها جيوش ومنظمات مثل حزب الله".
وكشف التقرير أن منظومة القبة الحديدية أظهرت فشلاً في المواجهة الأخيرة مع غزة. إذ لم تتمكن من إسقاط نسبة كبيرة من الصواريخ التي تعرضت لها إسرائيل. وبحسب خبراء إسرائيليين، فإن الرأس المتفجر في الحوامة مزدوج، أي يضم عبوتين. العبوة الأولى تشغل الدرع المتفاعل، الذي يفترض أن يعطل من خلال الانفجار اختراق الرأس المتفجر. وعندها تخترق العبوة الثانية الدرع من دون عراقيل.
وفي ادعاء الإسرائيليين، فإن هذا السلاح من النوع الذي يركب على قذائف مضادة للدروع من إنتاج الاتحاد السوفياتي سابقاً، "آر.بي.جي 29". وتتوقع إسرائيل استخدام "حماس" الحوامة بشكل كبير بعد إقامة الجدار حول قطاع غزة. ويرى معدو التقرير أن الاستخدام المكثف لمئات الحوامات التي تلقي مواد متفجرة أو تستخدم كحوامات انتحارية، من شأنه أن يصبح سلاحاً إشكالياً في كل مواجهة مستقبلية مع القطاع.
وتبين لإسرائيل، بعد مراقبة جهود "حماس" في تطوير قدراتها العسكرية، أن المعدات الأساسية التي تستخدمها في صناعة معداتها القتالية والدفاعية تأتي من الخارج عبر المعابر من إسرائيل. وتدعي إسرائيل أنها ضبطت الأسبوع الماضي عبر أحد المعابر 172 رزمة شملت عتاداً عسكرياً، حاولت الحركة تهريبها تحت غطاء مدني. ومن ضمن هذه البضائع قطع أساسية لصناعة الحوامة، كما تبين أن معظم العتاد طلبته الحركة عبر الإنترنت من مواقع تجارية مثل "علي بابا".
الليزر بديل القبة الحديدية
بعد عملية "الحديقة المغلقة" في غزة والكميات الكبيرة من الصواريخ التي سقطت على إسرائيل، حسمت تل أبيب فشل القبة الحديدية، وبدأت الأجهزة الأمنية البحث عن منظومة بديلة لمواجهة الصواريخ، وقد يكون الليزر هو البديل. إذ تجد القبة الحديدية صعوبة في اعتراض الصواريخ أو قذائف الهاون التي يعتبر زمن طيرانها قصيراً نسبياً. والمعضلة في هذه المنظومة أن كل صاروخ اعتراضي (وهو من نوع تمير) يكلف نحو 70 ألف دولار. أما ثمن صاروخ قسام فهو بضع مئات من الدولارات وثمن غراد نحو 1500 دولار.
وبحسب أمنيين إسرائيليين، فإنه حين يكون لدى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" صواريخ يمكنها أن تصل حتى الخضيرة، فإن القبة الحديدية ليست جواباً كافياً. وحتى لو أنتجت في السنوات المقبلة أربع أو خمس قبب حديدية أخرى توفر انتشاراً وتغطية أفضل لكل إسرائيل، من الجنوب حتى الشمال، فإنها لن تتمكن من الصمود في وجه صليات من عشرات آلاف صواريخ غراد يصل مداها حتى 40 كيلومتراً، إذا ما أطلقها "حزب الله" في أثناء حرب مع لبنان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أما المنظومتان البديلتان في إسرائيل، وهما العصا السحرية، المعروفة أيضاً باسم مقلاع داوود، وتستهدف اعتراض صواريخ أثقل، حتى 200 كيلومتر، فما تزال في مرحلة تجريبية وكذلك منظومة حيتس، وهما غير جاهزتين للاستخدام الحالي.
وأعلن في إسرائيل أن العصا السحرية، دخلت قبل حوالي السنة مجال التفعيل وكانت أولى أعمالها أمام صاروخَيْ أرض أرض أطلقا في يوليو (تموز) 2018 من سوريا من قبل عناصر إيرانية، وفشلت في اعتراضهما. أحد صواريخ الاعتراض دمر ذاتياً، أما الثاني فسقط في سوريا. وثمن كل صاروخ اعتراض يصل إلى مليون دولار. أما منظومة حيتس 2 التي طوّرت في التسعينيات في الصناعة الجوية بمساعدة البنتاغون، وتستهدف اعتراض صواريخ سكود، فيبلغ ثمن كل صاروخ اعتراض 3 ملايين دولار. وكانت استخدمت في الماضي ضد صاروخ من سوريا، ولكن إسرائيل لم تعلن إذا ما نجحت أم لا. لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية والبنتاغون قررا تطويره لحيتس-3 للتمكن من مواجهة صواريخ شهاب الإيرانية، التي يصل مداها حتى 1200 كيلومتر. ويعمل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية حالياً على تطوير منظومة الليزر.