يُعدّ عسل النحل من أكثر الأغذية الشعبية على الموائد المصرية لفوائده المتعددة، بل يلجأون إليه أحياناً بغرض التداوي ولتقوية المناعة خلال أزمة فيروس كورونا، الأمر الذي جعل مبيعاته بأنواعها المختلفة تتضاعف داخل الأسواق في الأقاليم المصرية كافة.
يقول عبد المنعم عثمان، مرشد زراعي متخصص في إنتاج العسل الأبيض، إن "عملية إنتاج العسل تحتاج إلى عمل جماعي سواء من القائمين على المنحل أو النحل داخل الخلايا. ففي البداية، يخرج النحل العامل من الخلية للبحث عن أزهار غنية بالرحيق كالبرسيم والكزبرة والريحان، يمتص الرحيق من تلك الأزهار، ليخزّنها في معدته، وغالباً ما تنتقل النحلة الواحدة بين 50 و100 زهرة خلال الجولة الواحدة خارج الخلية، بعدها تجري عمليات تكسير جزيئات السكر المعقدة إلى سكريات بسيطة وصحية".
تسليم الرحيق
يضيف عثمان أن النحل العامل يعود بشكل جماعي إلى الخلية ومعدة كل منها تعج بالرحيق المجموع من الزهور، ويضع العامل منها الرحيق في الخلية الأصغر، بينما يبتلع الصغير الرحيق السكري في عملية تدعو إلى التأمل في تلاحم العمل المنظم بينها، كذلك تعمل إنزيمات النحل الصغير على تكسير جزيئات السكر داخل الخلية، بعدما يمرر الرحيق من واحدة إلى أخرى حتى ينخفض معدل الماء الموجود في السكر بنسبة تُقدّر بـ20 في المئة، وعندها آخر نحلة تقوم بتقيؤ الرحيق الجاهز في إحدى خلايا أقراص العسل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتابع، "بعد أن يصبح الرحيق عسلاً، يقوم النحل بإغلاق خلية أقراص العسل بمادة سائلة من بطونه، التي تصبح مع الوقت شمع العسل. بعد كل تلك الخطوات، يأتي دور النحالين في ارتداء البدل الواقية لاستخراج خلايا العسل، لتصفية الخام منها للتكرير والتعبئة".
ألوان عسل النحل
عن سؤال "اندبندنت عربية" حول تنوع ألوان عسل النحل، أجاب أحمد مصطفى، باحث في مركز البحوث الزراعية بمحافظة أسيوط جنوب مصر، أن "لون عسل النحل يتوقف على الزهرة التي تناول منها الرحيق، فعسل النحل ذو اللون الأحمر نتاج زهرة البرسيم، أما ذو اللون الأسود الغامق، فنتاج رحيق زهرة الشمر وحبة البركة، وذو اللون الفاتح نتاج زهرة الريحان والموالح". وأشار إلى أن "التعرف إلى العسل المغشوش لا يجري إلا بالمعالجة الكيماوية داخل المعامل التي تكشف عن عناصره"، لافتاً إلى أن "الوصفات الشعبية كافة التي تميّز العسل الجيد والعسل المغشوش المزود بالمياه غير مجدية". وذكر أن "موسم جمع العسل يبدأ في شهر يونيو (حزيران) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، بينما يتراوح سعره ما بين 50 و150 جنيهاً مصرياً (3 و9 دولارات).
الفوائد الصحية والعلاجية
يوضح أحمد المحمدي، المتخصص في التغذية، أن "عسل النحل له دور مهم في علاج مشكلات الجهاز الهضمي والقولون وتعزيز وظائف المناعة وتحفيز الجسم بالطاقة اللازمة من دون سمنة، وهو مضاد حيوي قوي ضد الالتهابات"، لافتاً إلى أنه "يسهم في علاج مشكلات مرضى ارتجاع المريء ويقي من أمراض الأورام المختلفة". وأشار إلى أن "عسل النحل يحتوي على كثير من المعادن والفيتامينات الضرورية للجسم وعلى رأسها فيتامين أ وب 9، وكذلك على الكاروتين والبروتينات، كما يضم المواد المضادة للأكسدة التي تحمي الجسم من التعرض للأمراض المختلفة"، وذكر أنه خلال جائحة كورونا لعب عسل النحل دوراً مهماً في تقوية مناعة البعض عبر تناوله بشكل منتظم، مما جعل مبيعاته تتضاعف منذ بداية الأزمة الصحية".