بعد أقل من 24 ساعة على استهداف حافلة السياح بمحافظة الجيزة في مصر، داهمت الشرطة المصرية منزلين يقطن بهما أفراد من حركة "حسم" الإرهابية، المنبثقة عن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين (المصنفة إرهابية في مصر)، إذ قتل 12 عضواً من الحركة الإرهابية في تبادل إطلاق النار، حسب ما أعلنت وزارة الداخلية المصرية، مساء الأحد.
استهداف الحافلة، بالقرب من الأهرامات بالجيزة، أسفر عن إصابة 17 شخصاً من جنوب أفريقيا، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، حتى الآن، ولم تشر وزارة الداخلية إلى وجود صلة بين المداهمة والاعتداء.
استهداف حافلة سياحية
الاعتداء يشبه آخر وقع في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نتج عن انفجار عبوة بدائية الصنع كانت مخبأة بجوار سور في شارع المريوطية بالجيزة، استهدف حافلة سياحية كانت تقل 14 سائحاً فيتنامياً، مما أسفر عن وفاة 2، وإصابة 10 من السائحين.
وحسب بيان وزارة الداخلية، فإنه تمّ رصد "اتخاذ مجموعة من عناصر حركة (حسم الإرهابية) إحدى الشقق السكنية بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وكراً لتصنيع العبوات المتفجرة"، ولدى مداهمة الشقة، "بادرت تلك العناصر بإطلاق النيران تجاه القوات، التي تعاملت معها على الفور، ما أسفر عن مصرع سبعة من تلك العناصر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقامت قوات الأمن بمداهمة شقة أخرى في دائرة قسم الشروق (شرقي القاهرة)، إذ "أكدت المعلومات وجود عدد من عناصر مجموعة التنفيذ التابعة إلى الجماعة الإرهابية (الإخوان المسلمين)، ما أدى إلى مصرع خمسة (من شاغليها) عثر بحوزتهم على بنادق آلية وذخيرة".
وأشار بيان الداخلية، إلى أن "المعلومات، التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية تفيد بصدور تكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي بالخارج لعناصر حركة حسم المسلحة التابعة لها، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية خلال الفترة المقبلة".
يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية، أدرجت حركتي "حسم" و"لواء الثورة" ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، في فبراير (شباط) 2018، كما تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حالياً، تصنيف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية".
الخلايا النائمة والعمليات الاستباقية
وحسب اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، في حديثه لـ"اندبندنت عربية"، فإن "الخلايا النائمة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية كثيرة، إذ لم يهرب جميعهم إلى الخارج بعد الإطاحة بحكم الجماعة من مصر في يوليو (تموز) 2013، بل ظلوا مختبئين في الداخل، يتغذون على دعم من هم بالخارج، ويخضعون لمخططاتهم".
وأشار الخبير العسكري، إلى أنه "يصعب الوصول إلى الخلايا المختفية داخل أماكن سكنية، إلا عندما يكون هناك تعاون بين المواطنين وجهات الأمن".
وقال مظلوم، إن "نحو 90% من العمليات الاستباقية التي تشنها قوات الشرطة ضد هذه الخلايا تتم بمساعدة المواطنين ممن يلحظون تحركات مريبة من أعضاء هذه الخلايا"، مشيداً بقرار "الدولة المصرية بشأن ضرورة إبلاغ المواطنين عند تأجير شقة لأي شخص، لأنه أمر مهم في تتبع هذه الخلايا".
ولفت الخبير العسكري، إلى أن "جماعة الإخوان المسلمين وعناصرها التابعة دائماً ما يشنون عملياتهم في أعقاب أي نجاح لمصر، في محاولة لتقديم صورة سيئة".
كأس الأمم الأفريقية
وربط مظلوم "استهداف حافلة السياح باستضافة مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية، الشهر المقبل، خصوصاً أن الهجوم تزامن مع الكشف عن تميمة البطولة، لذا فالهدف هنا هو الإضرار بصناعة السياحة قبيل حدث رياضي كبير ومهم من خلال إظهار أن مصر ليست آمنة".
وتؤكد أجهزة الأمن المصرية أن "حركة حسم التي ظهرت في العام 2016 منبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين، وتبنت الحركة بعض الهجمات الدامية، التي استهدفت قضاة وضباط شرطة".
وفي سيناء تواصل قوات الجيش المصري عملياتها ضد الجماعات التكفيرية، إذ أعلنت القوات المسلحة المصرية، الجمعة الماضية، القضاء على 47 تكفيرياً، وتدمير 385 عبوة ناسفة، في شمال ووسط سيناء.
وحسب المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي، فإن ذلك "يأتي في إطار استكمال جهود القوات المسلحة والشرطة لمكافحة الإرهاب على كل الاتجاهات الاستراتيجية لمصر، وإن الجهود خلال الفترة الماضية أسفرت عن قيام القوات الجوية باستهداف وتدمير 29 مخبأ وملجأ تستخدمها العناصر الإرهابية، وتدمير 97 سيارة دفع رباعي (4 على الاتجاه الشمالي الشرقي، و54 على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، و39 على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي)".
