أعلنت أجهزة الأمن النرويجية الخميس 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي أن الهجوم بقوس الرماية الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص يحمل مؤشرات "عمل إرهابي".
وقال جهاز الاستخبارات النرويجي في بيان إن "الأحداث التي وقعت في كونغسبرغ تبدو في هذه المرحلة عملاً إرهابياً لكن التحقيقات ستحدد مزيداً من التفاصيل حول الدوافع التي تقف وراءها".
مخاوف من التطرف
وأعلنت الشرطة أن الدنماركي الذي نفّذ هجوماً بقوس الرماية، اعتنق الإسلام وأن الشرطة كانت على اتصال معه بسبب مخاوف من تطرّفه.
وقتل خمسة أشخاص، هم أربع نساء ورجل، تتراوح أعمارهم بين 50 و70 سنة، وأصيب شخصان آخران بجروح الأربعاء في بلدة كونغسبرغ، في هجوم هو الأكثر دموية في النرويج منذ عقد.
وقال المسؤول في الشرطة أولي بريدروب سيفيرود للصحافيين "نتحدث عن شخص اعتنق الإسلام"، مضيفاً "كانت لدينا في السابق مخاوف من التطرف".
وأوضح سيفيرود أن المشتبه فيه البالغ 37 سنة، اعترف خلال استجوابه.
وأضاف "تشمل التحقيقات معرفة ما إذا كان الهجوم إرهابياً".
والتقارير التي تربطه بالتطرف تعود إلى ما قبل هذا العام، وفق سيفيرود، وتابعت الشرطة آنذاك الأمر. وأضاف "لم نتلقَّ أي تقرير بشأنه في 2021 إنما قبل ذلك".
وشدد على أن الشرطة "متأكدة نسبياً بأنه تصرف فردي".
وعمليات القتل قلما تحدث في النرويج.
حملة رفض وتنديد
وهذه الحادثة من أكثر الهجمات دموية في الدولة الاسكندنافية منذ أن قتل أندريس بيرينغ بريفيك 77 شخصاً في 2011. ثم في 2019، أطلق متطرف يميني النار داخل مسجد.
وعقب هجوم الأربعاء، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن إنها تلقّت "بحزن بالغ" أنباء "الهجوم المروّع" في بلدة كونغسبرغ جنوب شرقي النرويج.
وقدمت فريدريكسن "أعمق مشاعر التعاطف مع الضحايا وذويهم".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على "تويتر"، إنه شعر "بالصدمة والحزن إزاء الأنباء المأساوية الواردة من النرويج".
ومن المقرر أن يمثل المشتبه فيه أمام قاضٍ الخميس أو الجمعة للنظر في توقيفه، حسبما أعلن محاميه لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال المحامي فريدريك نيومان في وقت سابق للصحافيين، إن موكله "يقدم الشرح بالتفصيل ويتحدث ويتعاون مع الشرطة".
لم يتم الكشف رسمياً عن أسماء الضحايا، لكن أحد الجرحى هو شرطي كان خارج الدوام وصودف وجوده في متجر كان من الأماكن المستهدفة.
لحظات مروّعة
وتساءلت الشرطة النرويجية عن أسباب مرور نصف ساعة قبل أن تتمكن العناصر من إلقاء القبض على المشتبه فيه.
أُبلغت الشرطة بالهجوم عند الساعة 6:13 مساء بالتوقيت المحلي (16:13 ت غ) وألقي القبض على المشتبه فيه الساعة 6:47 مساء.
وقالت شاهدة عيان تُدعى هانسين إنها سمعت ضجة، ثم رأت امرأة تحاول الاحتماء "ورجلاً يقف عند الزاوية حاملاً أسهماً في جعبة على ظهره وقوساً بيده".
وأضافت "في ما بعد، شاهدت أشخاص يفرون للنجاة بأرواحهم، بينهم امرأة ممسكة بيد طفل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام سهماً أسود وقد استقر في أحد الجدران وعدداً من الأسهم الشبيهة بتلك المستخدمة في منافسات، ملقاة أرضاً.
وقالت الشرطة الخميس إن المشتبه فيه استخدم أسلحة أخرى.
ومساء الأربعاء، علّقت رئيسة الوزراء إرنا سولبرغ على الهجوم بالقول إن "هذه الأحداث تهزّنا".
هجمات سابقة
وهذا آخر يوم لسولبرغ في السلطة، إذ ستتخلّى الخميس عن منصبها لزعيم "حزب العمل" يوناس غار ستور الذي فاز في الانتخابات التشريعية التي جرت في 13 سبتمبر (أيلول) الماضي.
والشرطة في النرويج غير مسلحة عموماً، لكن بعد الهجوم أمرت مديرية الشرطة الوطنية بتسليح عناصرها على مستوى البلاد.
النرويج، وهي في العادة بلد هانئ، شهدت في السابق هجمات نفّذها يمينيون متطرفون.
ففي 22 يوليو (تموز) 2011، أقدم أنديرس بيرينغ بريفيك على قتل 77 شخصاً من خلال تفجير قنبلة قرب مقر الحكومة النرويجية في أوسلو قبل أن يفتح النار على تجمع للشبيبة العمالية على جزيرة أوتويا.
وفي أغسطس (آب) 2019، أطلق فيليب ناتسهاوس النار في مسجد يقع في ضواحي أوسلو قبل أن يسيطر عليه المصلّون. ولم يتسبّب يومها بأي إصابات خطيرة. وكان أقدم قبل ذلك على قتل أخته بالتبنّي الآسيوية الأصل بدافع عنصري.
كما أحبطت البلاد مخططات عدة لشنّ هجمات متطرفة.