بعدما أطلع الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان توم وست حلف شمال الأطلسي على محادثات بلاده مع حركة "طالبان"، عبّر عن قلق الولايات المتحدة إزاء زيادة هجمات تنظيم "داعش - ولاية خراسان" في أفغانستان واستمرار وجود تنظيم "القاعدة" هناك.
وأجرى وست، الذي تحدّث إلى الصحافيين عبر الهاتف من بروكسل، مشاورات بخصوص "خريطة طريق" إزاء الاعتراف بالحكومة التي شكّلها الإسلاميون في أفغانستان بعد استيلائهم على السلطة وانسحاب الولايات المتحدة في أغسطس (آب) الماضي.
وقال وست، الاثنين 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، "عبّرت حركة طالبان بشكل واضح وصريح عن رغبتها بتطبيع العلاقات مع المجتمع الدولي من أجل استئناف المساعدات وعودة المجتمع الدبلوماسي الدولي إلى كابول وتخفيف العقوبات. لا يمكن للولايات المتحدة أن تقدم أياً من هذه المسائل وحدها".
وهذه الإفادة الرسمية الأولى للصحافيين من جانب وست منذ أن تولّى منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
نجاح "طالبان" ضد "داعش"
وكشف وست، الذي من المقرر أن يزور باكستان والهند وروسيا، أن واشنطن تجهز للجولة المقبلة من المحادثات مع "طالبان" في الدوحة، لكنه لم يحدد موعداً لها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع اقتراب فصل الشتاء، خرجت أفغانستان التي تعاني من فقر مدقع، من حرب شاملة إلى أزمة إنسانية. فالملايين يواجهون جوعاً متزايداً وسط ارتفاع حاد لأسعار المواد الغذائية وجفاف واقتصاد في حالة انهيار، يغذيها نقص حاد في السيولة وعقوبات مفروضة على قادة الحركة وقطع للمساعدات المالية.
وتواجه "طالبان" زيادة في الهجمات التي يشنها خصمها الأيديولوجي، تنظيم "داعش - ولاية خراسان"، وهو فرع تابع لتنظيم "داعش".
وقال وست إن واشنطن "قلقة بشأن تصاعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان، ونريد أن تنجح طالبان ضده. في ما يتعلق بالجماعات المسلحة الأخرى... ما زال لتنظيم القاعدة وجود هناك يثير قلقنا بشدة".
وأضاف أن وجود الأخير "موضوع يشغلنا باستمرار في حوارنا مع الحركة".
سفارة واشنطن في كابول
ويطالب الاتفاق المبرم في 2020، الذي ينهي الوجود العسكري الأميركي، الذي استمر 20 عاماً في أفغانستان، "طالبان" بمنع تنظيم "القاعدة" من تجنيد أعضاء وجمع تبرعات وإقامة تدريبات أو التخطيط لشن هجمات.
ويرى مسؤولون أميركيون أن تنظيم "داعش" في أفغانستان يمكن أن يطور قدرته ليضرب خارج البلاد خلال ما بين ستة أشهر و12 شهراً، وأن "القاعدة" ربما يفعل ذلك في غضون عام أو عامين.
وأوضح وست أن واشنطن لا تبحث بجدية حالياً إعادة فتح سفارتها في كابول وتريد أن ترى "طالبان" "تؤسس سجلاً للسلوك المسؤول" قبل تقييم هذا الخيار.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية. لكنه قال إن إدارة الرئيس جو بايدن "لم تتخذ قراراً" بخصوص مقترحات لتخفيف أزمة السيولة تبحثها الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية.