هؤلاء هم الحاصلون على الجنسية السعودية

رحب كتاب ومثقفون سعوديون بالخطوة التي أقدمت عليها الرياض بتجنيس عدد من الخبراء في التخصصات المختلفة، واعتبروا الاستثمار في الكفاءات جزءاً من نهج الدول المتقدمة. 

وقالت عضو مجلس الشورى السعودي لطيفة الشعلان "إن علينا استذكار تجارب الدول الغربية الكبرى الناجحة في تجنيس الكفاءات"، مشيرة إلى أن السعودية مهتمة بدعم التنمية وبتعزيز البيئة الجاذبة للاستثمار، وهي "اتخذت قراراً لا رجعة فيه تجاه الانفتاح الثقافي على العالم وتعزيز الأنسنة وقيم الحداثة بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية تماشياً مع رؤية السعودية 2030".

واعتبر العضو السابق في المجلس أيضاً فهد بن جمعة نقل الخبرات واكتسابها عاملاً مهما في "رفع الانتاجية وتحسين جودة الخدمات"، وأن ذلك من شأنه تعزيز المنافسة بين الأيدي العاملة "نحو التميز ويخلق المزيد من المتميزين في البلاد"، مشيراً إلى أن العقول المهاجرة هي التي عظمت تقدم البلدان المتقدمة.

وبحسب الأسماء المعلنة المتداولة لمن مُنحوا الجنسية السعودية فإنها شملت عدداً من الكفاءات المتميزة من ذوي الخبرات والتخصصات النادرة ممن لهم سجل حافل بالعطاء داخل السعودية وخارجها في مجال اختصاصهم. وبلغ عدد الأسماء المتداولة حتى الآن 40 اسماً متنوعي الاهتمامات والأعراق والمذاهب والنطاق الجغرافي. 

أذكياء وماليون

ومن بين الممنوحين سيدة صُنفت ضمن أذكى 30 شخصاً على قيد الحياة، هي مناهل ثابت مؤسس ورئيس شركة SmartTips Consultants، ورئيس مؤسسة Brain Trust " الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" ورئيس مؤسسة IQ العالمية ونائب رئيس شبكة الذكاء العالمية WIN ونائب مدير معهد كيمياء الدماغ والتغذية البشرية ونائب رئيس أكاديمية الموهوبين.

كما شملت القائمة أسماء لامعة في الاستثمار مثل إيهاب خليل، الذي تمتد خبرته في مجال الاستشارات المالية 20 عاماً، كما لديه خبرة في مجال الأسهم المغلقة وتمويل الشركات واستراتيجيات الاستثمار وتقييم وهيكلة الاستثمارات. وصالح رميح، صاحب الخبرة في مجال البنوك، حيث إنه قضى 18 عاماً يعمل في Deutsche Bank كمدير تنفيذي لــ Goldman Sachs  لندن. بحسب "الاقتصادية" السعودية.
بين الأسماء كذلك محمد علي جودت، الذي عمل بعد تخرجه في كبرى شركات البرمجيات مثل  IBM،Microsoft، وGoogle  في مناصب قيادية. ففي شركة Google شغل منصب نائب الرئيس لمدة سبعة أعوام لقطاع الأسواق الناشئة. 

وترى الكاتبة السعودية أمل الهزاني أنه "كلما زاد عدد المبدعين، كانت المخرجات أفضل، خصوصاً ونحن نعيش ثورة علمية تتسابق الدول في أخذ أكبر حصة من منتجاتها". وفي اعتقادها أن "منح الجنسية هو بالدرجة الأولى عمل سياسي، هبة، من صاحب القرار لتحقيق مصلحة وطنية، والإنسان المبدع أغلى ما يمكن أن تحظى به أي دولة، مهما كانت".

إلى ذلك كان بين الأسماء التي منحت الجنسية عمرو عوض الله، الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ستانفورد في 2007، وهو رائد أعمال في مجال التقنية وعالم الكمبيوتر، والشريك المؤسس لشركة كلاوديرا الرائدة عالمياً في توفير منصة لهندسة البيانات والتعلم الآلي. بدأ الدكتور عمرو العمل في كلاوديرا منذ 11 عاماً في وادي التقنية الأميركية Silicon Valley  وقادها لتصبح شركة مدرجة في البورصة تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار، وتوظف أكثر من ثلاثة آلاف مهندس وعالم. وانضم الدكتور عمرو أخيراً إلى شركة Google  كنائب رئيس علاقات المطورين. 

لم تخل الأسماء الممنوحة الجنسية لها بصمتها الواضحة محلياً، مثل عاصف ساجد، الذي أسهم في تشكيل البرامج الاستراتيجية لوزارات العدل والعمل والتجارة. كما سخر شبكة معارفه وخبراته لتوجيه 40 من رواد الأعمال السعوديين الشباب لتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحويلها إلى مشاريع ناجحة، والتي أوجدت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من 400 فرصة عمل جديدة ونمت إيرادات تزيد على 500 مليون ريال.

كما منحت السعودية الجنسية لعمر ماونس ياغي، رافداً لمجال البحوث المتقدمة بوصفه عالم كيمياء يعمل حالياً بمركز الأبحاث الشهير لورنس بيركلي وبروفيسور في قسم الكيمياء في جامعة كاليفورنيا بيركلي. وهو المدير المؤسس لمعهد بيركلي العالمي للعلوم وكان قد أسس عدة مختبرات في جامعات مختلفة وفي اليابان وفيتنام. وصنف ضمن ألمع عشرة علماء ومهندسين في الولايات المتحدة لعام 2006، وحصل على جائزة برنامج الهيدروجين من وزارة الطاقة الأميركية لإسهاماته البارزة في مجال تخزين الهيدروجين.

متخصصون في ريادة الأعمال

من الشخصيات الممنوحة إحسان حق، الحاصل على شهادة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في 2013، وهو الآن أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر في جامعة روتشستر ويشغل حالياً منصب المدير المؤقت لمعهد جورجن لعلوم البيانات.

وهنالك جمشيد منير، الحاصل على شهادة الدكتوراه في إدارة سلاسل التوريد من الجامعة الملكية في لندن، وعمل في مناصب قيادية في شركات استشارية عالمية مثل Arthur Andersen وKPMG  وقد عمل في السعودية لمدة 15 عاماً في عدة شركات متقلداً مناصب قيادية. وكان من أهم إنجازاته تحسين وتطوير طرق الإنتاج، والمساهمة الفاعلة في استراتيجية تحويل عمليات النظام القضائي، وتضمين أفضل الممارسات العالمية ضمن العمليات الإدارية وتحديد الاستراتيجية ونموذج التشغيل والهيكل التنظيمي لتمكين تنفيذ التحول الرقمي بين عديد من الصناعات في السعودية. كما رشح لأفضل عشرة مديرين في الشرق الأوسط وأفريقيا 2018.

مهندسون ومفكرون

وحصل على الجنسية إياد سباعي، الذي ولد ونشأ في المملكة العربية السعودية، وتخرج بدرجة التميز من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وحصل على ماجستير في الذكاء الاصطناعي من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في دفعتها الأولى. مثل المملكة في عدة مسابقات عالمية مثل مسابقة كأس التخيل لمايكروسوفت في 2008 و2009.

كما عمل في شركة أرامكو السعودية قبل أن ينتقل إلى السويد، حيث اكتسب خبرة عالمية ضمن عدة شركات في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والبيانات الضخمة لأكثر من عشرة أعوام. واليوم هو ضمن 2 في المئة من عالمي البيانات الأكثر تميزاً في العالم بحسب ترتيب "كاجل"، ويعمل كرئيس علم البيانات في شركة لوجستيات متميزة في السويد. يطمح إياد لمزيد من التميز في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة خلال الأعوام المقبلة.

وتناولت صحيفة "الشرق الأوسط" مجموعة أخرى من الشخصيات الدينية والأكاديمية التي أسهمت في رفد المكتبات العربية بعدد من الإنتاجات والمؤلفات والبحوث في العلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي.

وذكرت أن القائمة ضمت كلاً من مصطفى تسيريتش عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي ورئيس العلماء والمفتي العام في البوسنة والهرسك سابقاً، وحسين الداودي رئيس المجلس الاسكندنافي للعلاقات عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي،

ومحمد نمر السماك الأمين العام للجنة الإسلامية - المسيحية للحوار، عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي، والمفكر اللبناني رضوان نايف السيد الباحث في دراسات الفكر الإسلامي عضو المجلس الأعلى في رابطة العالم الإسلامي وحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في حقل الدراسات الإسلامية.

كما ضمت القائمة المؤرخ العراقي عبدالله صالح عبدالله، ومحمد الحسيني أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان وأحد علماء المذهب الشيعي.

وعرف المفكر الحسيني بنبذ الطائفية ودعم الأطروحات الوسطية وقاوم تسييس الطائفة الشيعية، حيث أشار الحسيني عقب تجنيسه في حسابه بـ"تويتر" إلى أن حصوله على الجنسية هو ولاء وانتماء ومسؤولية أحملها على عاتقي لتحقيق رؤية 2030 وخدمة السعودية،

وعرض الحسيني صورة سلامه على الملك السعودي سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وشكرهم ودعا الله أن يوفقه لخدمة السعودية.

أطباء وعلماء ورياضيون

الجنسية السعودية منحت أيضاً لمجموعة من الأطباء، منهم عماد محمد تليجة استشاري الأمراض المعدية الحاصل على البورد الأميركي في الأمراض المعدية وشهادة الإدارة والقيادة للأطباء من كنجز فند في بريطانيا وشهادة الاستشارات الصحية الدولية من جامعة ليفربول، وشهادة التميز في الرعاية الصحية جي أي هيلكير، وعدد من الشهادات الصحية الأخرى، وفاروق عويضة استشاري جراحة القلب الذي أجرى أكثر من 5 آلاف عملية قلب مفتوح إضافة لأكثر من 20 بحثاً علمياً خلال فترة عمله مع مركز سعود البابطين.

وورد في القائمة عماد الدين ناجح عزت كنعان رئيس قسم الأمراض العصبية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ويُعد أحد أشهر جراحي الأعصاب على مستوى العالم، وخالد حموي نائب المدير للتميز السريري في التجمع الصحي الأول بالشرقية واستشاري الباطنة وزراعة الكلى، ومحمد غياث جميل استشاري العناية المركزة وحاصل على البورد الأميركي في العناية المركزة والأمراض الصدرية واضطرابات النوم، وأنشأ أول وحدة عناية مركزة تلفزيونية عن بعد للعناية بالمرضى عن بعد، وأنشأ أول مشروع للتهوية المنزلية للمرضى الذين يعانون من قصور تنفسي مزمن، كما أنشأ ونفذ أول دورة علمية لتجهيز الأطباء بشكل جيد للعناية بالمرضى المتوفين دماغياً، وذلك لزيادة عدد المستفيدين من زراعة الأعضاء.

وهناك أيضاً وليد خالد رشيد استشاري أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية ونخاع العظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومصطفى عبدالله صالح ولديه مساهمات بالارتقاء بصحة الطفولة وحاصل على الدكتوراه في الطب من جامعة أوبسلا السويدية 1990، والدكتوراه من جامعة الخرطوم السودانية 1982.

وفي مجال التعليم، مُنحت الجنسية السعودية لمجموعة من الشخصيات، من بينهم أنصر مراح الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وله 11 براءة اختراع مسجلة و3 أخرى قيد التسجيل وحاصل على عدة جوائز تميز، ومحمد عبد العزيز مصطفى حبيب الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وله 24 براءة اختراع مسجلة و20 براءة اختراع قيد التسجيل، وحصل على عدة جوائز تميز، وبيكر يلباس الأستاذ بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وله أكثر من 13 كتاباً مؤلفاً و26 براءة اختراع مسجلة.

وحصل على الجواز السعودي كذلك سمير مكيد أستاذ تقنيات التصنيع الحديثة وتصميم الأجهزة والمكائن الدقيقة والمواد الذكية والميكاترونيكس، وأيمن حلمي الملح أستاذ هندسة الحاسب الآلي وتصميم وتصنيع واختبار الأنظمة الرقمية والدوائر الإلكترونية هائلة التكامل،

وبسام العلي أستاذ الكيمياء الصناعية والمحفزات المتجانسة وغير المتجانسة، وصلاح الدين محمود أحمد الكتاتني أستاذ هندسة البترول وآبار النفط والطرق المثلى في حفرها وزيادة إنتاجيتها وتنظيفها واستخدام الذكاء الصناعي في ذلك، ومحمد أحمد نصر الدين محمود أستاذ هندسة البترول وزيادة إنتاجية وكفاءة حقول النفط والغاز.

كما ضمت القائمة الهادي محمد عقون أحد المخترعين في براءة الاختراع الرئيسية المخصصة لشركة "بوينغ". وموسى قاري سيد المتخصص في الطب النووي والكيمياء الإشعاعية.

وصدرت الموافقة على تجنيس ثلاثة لاعبين لكرة القدم وهم عبد الفتاح بن آدم بن أحمد محمد، ومختار بن علي عبدالله شيخ، وهارون بن موسى بن كمارا، وفقاً لصحيفة "الرياضية" السعودية.

خطاط الكعبة

وأعلنت السعودية أخيراً شروعها في "تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على الوطن في المجالات المختلفة". وفي أول طليعة المشمولين أربع كفاءات وهم خطاط كسوة الكعبة المشرفة وشيخ خطاطي مكة مختار عالم، والمؤرخ الدكتور أمين سيدو، والباحث الدكتور محمد البقاعي، والمؤرخ الدكتور عبد الكريم السمك وسمعان العاني، أحد أبرز رواد الإخراج المسرحي.

وينص النظام السعودي على منع ازدواج الجنسية مما يعني عدم السماح للشخص بحمل جنسية بلده الأصلي مع الجنسية السعودية.

وقد ذكرت وكالة الأنباء السعودية الأسبوع الماضي أن المنح يأتي في أعقاب مرسوم ملكي قضى بمنح الجنسية لعدد من أصحاب الكفاءة الذين سيساهمون في نمو المملكة في إطار خططها الإصلاحية الطموحة.