استعدادات مكثفة تجري في مدينة الأقصر (جنوب مصر) للاحتفالية العالمية المرتقبة في افتتاح طريق المواكب الملكية المعروف بطريق الكباش، الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر، وسيحوّل المدينة إلى متحف أثري مفتوح بعد تعثر دام 72 عاماً. كما حرصت وزارة السياحة المصرية أن توظف تلك الاحتفالية في الترويج للقطاع، الذي تكبد خسائر فادحة خلال العامين الماضيين جراء انتشار جائحة كورونا.
الكباش... طريق الإله
وأطلق المصريون القدماء على طريق الكباش، اسم "وات نثر" أي طريق الإله، وأقيم بهدف استيعاب مراسم الأعياد والاحتفالات الفرعونية المختلفة، ويربط بين معبدي الكرنك والأقصر بـ1200 تمثال يزن الواحد منها 7 أطنان منحوتة من الكتل الصخرية، على هيئتين، الأولى جسم ورأس كبش وبها يرمز للمعبود آمون رع، والأخيرة لجسم أسد ورأس إنسان يرمز إلى قوة وحكمة الفرعون الحاكم.
وقال أحمد العربي، مدير معبد الأقصر لـ"اندبندنت عربية"، "إن مشروع طريق الكباش شهد تعثراً منذ 72 عاما من اكتشاف أول تماثيل في الطريق على يد الأثري المصري الراحل زكريا غنيم في مارس (آذار) عام 1949، إلا أن المشروع تعطل بسبب حجم التعديات من قبل الأهالي، إلى أن جاء عام 2004 وتقرر تطوير مدينة الأقصر وتحويلها إلى أكبر متحف مفتوح، ومع اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 أجهض استكمال المشروع".
وأشار إلى "أن الحكومة المصرية قررت إحياء مشروع الكباش عبر إعطاء الضوء الأخضر للأجهزة التنفيذية بضرورة إنجازه، ما أسهم في إزالة التعديات العشوائية، ليشهد الطريق وما يضمه بعد ذلك عملية ترميم واسعة للتماثيل التي كانت تعاني الشقوق، كما جرى تزويده ببانوراما ضوئية متطورة إلى جانب متحف مفتوح يعرض القطع التي جرى العثور عليها في حرم الطريق، مع تقديم خدمات ترفيهية وإرشادية متطورة للسائحين، روعي فيها تسهيل زيارة ذوي الاحتياجات الخاصة عبر عدة مدارج، بتكلفة إجمالية تجاوزت المليار جنيه مصري (حوالى 63 مليون دولار أميركي)".
أعياد المراكب المقدسة
وكشف محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، لـ"اندبندنت عربية"، "أن اللمسات النهائية للحفل العالمي لافتتاح طريق الكباش سيجرى الانتهاء منها خلال الساعات المقبلة"، مشيراً إلى "أن الشهر الماضي شهد بروفات مكثفة لقرابة 500 شاب، سيشاركون في مواكب الاحتفال التي ستستخدم فيها المراكب المقدسة على غرار أعياد الأوبت القديمة التي كانت تقام سنوياً في طيبة، ويجري خلالها إعادة تنصيب الملوك أو الاحتفال بالانتصارات، ومن ضمن طقوسها أنها كانت تحمل مراكب ثالوث طيبة القديمة (آمون وموت وخونسو) من معبد الأقصر إلى الكرنك على أكتاف الكهنة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، "أنه جرى تصميم مسرح مهيب داخل معبد الأقصر الذي سيشهد حفل أوركسترا غنائياً بقيادة المايسترو نادر عباسي على هامش افتتاح الطريق، سيقدم معزوفات غنائية تتضمنها بعض جداريات معبد الأقصر"، مؤكداً "أن هذا الحفل سيعيد الاعتبار للمدينة، ونأمل أن يفوق حفل الكباش، نظيره الذي جرى في نقل المومياوات الملكية إلى متحف الحضارة"، مشيراً إلى "أنه تمت دعوة كافة سفراء الدول العربية والأجنبية وممثلي وكالات الأنباء وشركات السياحة العالمية، كما سيجري بث احتفالية الافتتاح على منصات عدة".
وذكر سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق "أن هذه الاحتفالية تعد نجاحاً حقيقياً للحكومة المصرية التي عقدت العزم على إنجاز طريق الكباش من دون أن تعبأ بأي صعوبات أو تحديات خلال جائحة كورونا التي ضربت العالم"، مؤكداً "أنها تعكس قوة مصر الناعمة من خلال حضارتها لتضع الأقصر على رأس المقاصد السياحة في العالم بعد أن جرى تطويرها، بما تمتلكه من مقومات تراثية وفنية ثرية".
تطوير شامل
يقول مصطفى ألهم محافظ الأقصر، "إن الأجهزة التنفيذية أنهت كافة استعدادتها للحفل التاريخي لافتتاح طريق الكباش الفرعوني، وحرصت الدولة خلال الـ6 سنوات الماضية على توفير كافة سبل الدعم لتطوير المدينة بشكل متكامل، مشيداً بحالة الاهتمام العالمية التي يحظى بها الافتتاح في 25 نوفمبر الحالي (تشرين الثاني)، وانعكست في تحسن نسب الإشغال السياحي في فنادق المدينة كافة".