في إطار التقارب العربي واستعادة العلاقات الثنائية التي تشهدها المنطقة أخيراً، يسعى اليمن وقطر إلى ترميم علاقاتهما الدبلوماسية عقب سنوات من القطيعة، التي جاءت في سياق الأزمة الخليجية التي طرأت في يونيو (حزيران) 2017، والتي طوت صفحاتها أخيراً، بانعقاد قمة العلا في السعودية والتي أفضت إلى تقارب خليجي متنامٍ كانت له امتدادات دولية نشهدها اليوم.
وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الخميس، قراراً بتعيين أول سفير لبلاده لدى دولة قطر منذ نحو 6 سنوات.
وقضى القرار بتعيين المتحدث الرسمي باسم الحكومة، راجح بادي، سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى دولة قطر، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وهذه المرة الأولى التي تعين فيها الحكومة اليمنية سفيراً لها لدى الدوحة، منذ قرارها إلى جانب السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات معها مع بداية ما عرف بالأزمة الخليجية في يونيو (حزيران) 2017، حتى انتهاء المقاطعة في 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، بصدور بيان القمة الخليجية الـ41 بمدينة العلا السعودية، معلناً عن نهاية الأزمة.
وحسب الوكالة، فقد أدى السفير بادي اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي، في العاصمة السعودية الرياض التي تقيم فيها القيادة اليمنية بصورة مؤقتة منذ بدء الحرب.
وأشارت الوكالة إلى أن هادي "وضع السفير بادي أمام الأهداف والأولويات التي ينبغي على كل دبلوماسي يمثل بلده في هذه المرحلة أن يسعى إليها، والتي تتمثل في تعرية ممارسات قوى التمرد الانقلابية الحوثية".
مهام العودة
بدوره، قال السفير اليمني لدى قطر، راجح حسين بادي، في حديث لـ"اندبندنت عربية"، إن أولى المهام التي يسعى إلى الاضطلاع بها في مهمته الجديدة، تتمثل في "استعادة علاقات البلدين وتفعيل زخمها التاريخي بين الشعبين انطلاقاً من الحرص الحقيقي المتبادل بين قياديتي البلدين السياسية، وتعزيز وثائق عُرى الأخوة في إطار التلاحم الخليجي والعربي وطي صفحة الخلافات والشوائب التي اعترت هذه العلاقات في الفترة السابقة".
ووصف بادي قطر بالدولة "المهمة والمحورية في المنطقة"، مشيراً إلى أن "العلاقات اليمنية - القطرية تاريخية ونسعى إلى إعادة زخمها ودورها الطبيعي".
أولويات المهمة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبادي هو أول سفير لليمن منذ بدء الحرب، حيث اقتصر التمثيل الدبلوماسي اليمني على تعيين قائم بالأعمال، ولهذا فأولوية السفير الجديد تتمثل في "إعادة العلاقات الثنائية وتعزيزها، وتوجيهات الرئيس كانت واضحة بالعمل في هذا الإطار، بخاصة أن هناك جالية يمنية كبيرة تقيم في قطر منذ عشرات السنين وتحظى باحترام ورعاية كريمة من الشعب القطري، وكان الرئيس حريصاً عليها، وهو يوجه دائماً بالاهتمام بها وتلبية مطالبها".
تفعيل الدعم
تطرق بادي إلى الدور القطري المأمول في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني جراء الحرب وتداعياتها الإنسانية المريعة. وقال إن "هناك الكثير من المشاريع الحيوية التي نفذتها قطر في اليمن، وهي بحاجة للمتابعة وتفعيل أعمالها مثل المحطة الكهربائية في العاصمة المؤقتة عدن، وأيضاً المستشفى الجامعي الكبير الذي تم وضع حجر الأساس لإنشائه في مدينة تعز وتعثرت أعماله، كما لا ننسى الدعم القطري للسلك الدبلوماسي اليمني وتكفلها بدفع رواتب أعضائه منذ انطلاق عاصفة الحزم".
ووفقاً للسفير اليمني فإن لدى قطر "عدداً من المنظمات الخيرية العاملة في اليمن التي نسعى إلى تعزيز وتطوير أعمالها بإشراف الحكومة، جنباً إلى جنب مع الجهود الخيّرة للأشقاء في دول التحالف العربي"، مؤملاً أن تواصل الدوحة "دعمها الإنساني والتنموي ودعم الشرعية اليمنية لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران".
وعقب الأزمة الخليجية وإعلانها مع كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين أعلن اليمن مطلع مارس (آذار) الماضي، استئناف العلاقات الثنائية بينهما، بعد توقفها أكثر من 3 سنوات، على خلفية الأزمة الخليجية، وذلك بعد زيارة قام بها وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك إلى الدوحة، وقام خلالها باستئناف العمل من السفارة اليمنية.
وطيلة فترة الأزمة الخليجية، قامت السفارة السودانية برعاية مصالح الجالية اليمنية في قطر.