أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن مواقف إدارة الرئيس الأميركي جو بادين تجاه الصراع العربي - الإسرائيلي "تمنح إسرائيل الوقت اللازم لاستكمال ضمها الضفة الغربية"، وذلك في أقوى موقف تجاه سيد البيت الأبيض الذي يؤكد تأييد حل الدولتين ورفض الاستيطان والإجراءات الأحادية.
وقال أحمد الديك، رئيس ديوان وزير الخارجية الفلسطيني لـ "اندبندنت عربية" إن سياسية واشنطن تقوم على "إدارة الصراع بدل حله بسبب اقتصارها على الأقوال وليس الأفعال"، مضيفاً أن "إسرائيل لا تُلقي بالاً للمناشدات النظرية دون ضغوط عملية".
مطالبات فلسطينية
وطالب الديك إدارة الرئيس الأميركي "باتخاذ إجراءات عملية تجبر إسرائيل على وقف الاستيطان، وقضم الأراضي، والتنكر لحل الدولتين حتى لا تخسر مصداقيتها"، مضيفاً أن "بيانات الإدانة غير كافية إن لم تقترن بإجراءات عملية، لأن إسرائيل أصبحت تتعايش مع المناشدات النظرية، وتواصل ضمها الزاحف للضفة الغربية".
وأوضح الديك أن إسرائيل تعمل حالياً على تنفيذ 40 مشروعاً استيطانياً في الضفة الغربية، ومن بينها إقامة مستوطنة فوق مطار قلنديا شمال القدس. وكانت تلك المستوطنة التي بدأت إسرائيل بإقامة بنيتها التحتية، محور مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، حيث دعا بلينكن، بينيت إلى "ضرورة تجنب الإجراءات أحادية الجانب التي تزيد التوترات، بما في ذلك تعزيز الاستيطان". لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رد عليه بأنه لم يوافق بعد على إنشاء المستوطنة، وذلك بعد إقرارها من بلدية القدس الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
كما أجلت لجنة إسرائيلية مساء الاثنين 6 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الإقرار النهائي لبناء المستوطنة، وقالت إنه يتوجب أن تفحص وزارة البيئة الإسرائيلية المكان أولاً، فيما يُعتقد أن التأجيل أتى نتيجةً للضغوط الأميركية على تل أبيب.
من رموز السيادة
ويعتبر الفلسطينيون مطار قلنديا الذي يعود إنشاؤه إلى قبل مئة عام، من رموز سيادة دولة فلسطين، ويرفضون المساس به، وإقامة مستوطنة فوق أراضيه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقع المطار داخل القدس ويفصله عن بقية أحياء المدينة، الجدار العازل، على الرغم من أن تلك الأحياء تابعة للقدس، ويحمل قاطنوها هويات سكان المدينة.
ويشكل إقامة المستوطنة فوق أراضي المطار حاجزاً بين تلك الأحياء، ويمنع التواصل بين أحياء القدس التي يطالب الفلسطينيون بها عاصمةً لدولتهم.
وتبلغ مساحة المطار الذي بقي يعمل للرحلات الداخلية في إسرائيل حتى عام 2000، كيلومترَين اثنَين، وكانت إسرائيل احتلته في عام 1967، حيث كان قبلها مطاراً دولياً يربط فلسطين بالعالم خلال الحكم الأردني للضفة الغربية.
وكانت البلدية الإسرائيلية في القدس أقرت الأسبوع الماضي إقامة مستوطنة على أرض مطار القدس تضم تسعة آلاف وحدة استيطانية، ومساحات للفنادق ومناطق للمباني العامة والتجارية.
وعبر رئيس بلدية القدس موشيه ليئون عن سعادته بالمخطط الجديد، واعتبره "جزءاً من البرامج التي أقودها وأعززها، وأعمل على تقليص الفجوات وإيجاد حلول سكنية للشباب من كل القطاعات، هذه هي الطريقة الصحيحة لتحسين نوعية حياة السكان".
وعقب زيارتها إلى رام الله وتل أبيب، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن رفض بلادها التوسع الاستيطاني يعود إلى عقود ماضية، لكنها شددت على أن الوضع "وصل إلى منعطف حرج، ويُقوض جدوى حل الدولتين عن طريق التفاوض".
يؤجل ولا يلغي
ويرى مدير المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحيّة، خليل الشقاقي، أن "موقف إدارة بايدن يعمل على تأجيل إقامة مشاريع استيطانية ضخمة لسنة أو سنتين فقط، لكنه لا يلغيها"، مضيفاً أن "الرئيس الأميركي لا يمتلك الإرادة السياسية للضغط على إسرائيل وإلزامها وقف الاستيطان، والاعتراف بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967".
وقال الشقاقي لـ "اندبندنت عربية" إن الرئيس الأميركي لديه القدرة السياسية على "اتخاذ خطوات عملية ضد إسرائيل، لكنه لا يستطيع تحمل تداعيات ذلك الداخلية"، مشيراً إلى أن "الحزبَين الديمقراطي والجمهوري يتنافسان على خدمة إسرائيل". وأضاف الشقاقي أن بايدن "يتبنى مواقف أضعف ضد إسرائيل من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما"، معتبراً أن "مواقف الرئيس السابق دونالد ترمب المؤيدة بشدة لتل أبيب أسهمت في ذلك، ورفعت سقف الدعم الذي تخصصه الإدارات الأميركية لإسرائيل".