نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، الخميس 23 ديسمبر (كانون الأول)، إن مئات من أفراد قوات المظليين الروسيين سيجرون تدريبات قرب حدود أوكرانيا خلال أيام، وذلك وسط تصاعد المواجهة بين موسكو والغرب بسبب تطلعات كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وسوف يشارك نحو 1200 جندي وأكثر من 250 مركبة وطائرة حربية في التدريبات التي ستكون مقسمة بين منطقة تدريب بالقرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014، وإقليم كراسنودار القريب.
ونقلت "إنترفاكس" عن الوزارة القول، إن القوات ستحاكي عملية استيلاء على منطقة في إطار هجوم واسع.
وحشدت روسيا عشرات الآلاف من جنودها قرب حدود أوكرانيا، وطالبت بعدم قبولها عضواً في حلف شمال الأطلسي، كما طالبت بعدم نشر أسلحة هجومية على أراضي أوكرانيا أو دول أخرى مجاورة.
شروط أميركية للحوار
في غضون ذلك، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الخميس، أن الولايات المتحدة مستعدة "لبدء حوار دبلوماسي" مع روسيا "اعتباراً من بداية يناير (كانون الثاني)"، لكن ضمن شروط، وذلك في أول رد فعل على المؤتمر الصحافي السنوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف المسؤول أن البيت الأبيض مستعد للتفاوض بشكل ثنائي أو متعدد من خلال "عدة قنوات"، موضحاً أنه لم يتم تحديد موعد الاجتماع الأول ومكانه.
وقال، "ثمة نقاط أثارتها روسيا ونرى أننا نستطيع مناقشتها، (مقابل) نقاط أخرى يعلم (الروس) أننا لن نقبل بها البتة". وشدد على "وجوب أن يقوم أي حوار على مبدأ المعاملة بالمثل، أي أن تطرح مخاوفنا أيضاً على الطاولة".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن "التحالف (العسكري) يبقى مستعداً لإجراء حوار بنّاء مع روسيا"، وفق ما أورد بيان نشره الجانب الأميركي الخميس بعد مشاورات بين الرجلين.
من جهته، تابع المسؤول في البيت الأبيض، "نواصل من كثب متابعة التحركات المقلقة للقوات الروسية وعمليات الانتشار على الحدود مع أوكرانيا". وأكد أن الولايات المتحدة وحلفاءها يستعدون في الوقت نفسه لفرض "عقوبات شديدة" في حال هاجمت موسكو أوكرانيا.
وقال بوتين في وقت سابق خلال مؤتمره الصحافي السنوي التقليدي، "آمل في أن يسمح لنا أول رد فعل إيجابي (من الولايات المتحدة) بإعلان بدء المفاوضات (في جنيف) في يناير بالمضي قدماً".
وكان الرئيس الروسي شدد لهجته الثلاثاء بإثارة رد "عسكري وتقني" إذا لم يضع خصومه الغربيون حداً لسياساتهم التي تشكل تهديداً.
"مواجهة التحديات"
من جهته، فإن الاتحاد الأوروبي يريد التثبت من صون مصالحه في أي محادثات روسية - أميركية أطلسية.
ومع ارتفاع حجم المخاطر، اتفق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأربعاء، على أن "أي نقاش حول الأمن الأوروبي" مع روسيا "سيكون بالتنسيق وبمشاركة الاتحاد الأوروبي"، بحسب بيان صادر عن بروكسل.
وشدد الجانبان خلال محادثة هاتفية على "أهمية استخدام القنوات الدبلوماسية والمنتديات الدولية والإقليمية المعنية، مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لمواجهة هذه التحديات"، بحسب نص البيان الذي أصدره مكتب بوريل.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في وقت سابق، إنه من المتوقع أن تُجرى في يناير أول محادثات روسية- أميركية وروسية- أطلسية حول الضمانات الأمنية التي تُطالب بها موسكو على خلفية الأزمة مع أوكرانيا.
وقد شدد بلينكن وبوريل على "الحاجة إلى عمل منسق لدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، وأكدا مجدداً أن "أي عدوان عسكري روسي آخر ضد أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة" على روسيا، وفقاً لبيان أصدره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مطالب "غير مقبولة"
وتوقعت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا كارين دونفريد، الثلاثاء، أن يبدأ الحوار مع روسيا في يناير، لكنها نبهت إلى أن بعض مطالب موسكو "غير مقبولة".
وقالت "لن يكون هناك محادثات حول الأمن الأوروبي من دون الأوروبيين"، مضيفة "قُلنا بوضوح إننا سنقوم بذلك مع حلف" شمال الأطلسي، في وقت بدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفضل حواراً مع الولايات المتحدة.
واتهمت الولايات المتحدة مجدداً روسيا، الأربعاء، بمواصلة "التصعيد" على حدود أوكرانيا، مكررة تحذيرها من "أي عدوان" على هذا البلد.
وأعلن بوريل، في وقت سابق الأربعاء، أن التكتل الأوروبي يعوّل على الولايات المتحدة وحلف الأطلسي للدفاع عن مصالحه في المفاوضات مع روسيا حول الأمن الأوروبي.
وكتب بوريل في بيان أن "الاتحاد الأوروبي سيتعاون مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لتكون مصالحه ممثلة في أي محادثات محتملة مع روسيا حول الأمن الأوروبي".
"أمن أوروبا مهدد"
ويتهم الغربيون روسيا بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا بعدما حشدت عشرات آلاف الجنود على حدود هذا البلد، وذلك على خلفية ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 ودعمها الانفصاليين في شرق البلاد.
وقال بوريل "اليوم أمن أوروبا مهدد". وتوعد بأن الاتحاد الأوروبي سيرد "مع شركائه وحلفائه" في "شكل حازم على أي انتهاك جديد لسيادة أوكرانيا"، داعياً في الوقت نفسه إلى الحوار والتفاوض.
وكتب "أي محادثات فعلية حول الأمن في أوروبا لا بد من أن تستند إلى التزامات وواجبات من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة، الدعامتين الحقيقيتين للبناء الأمني الأوروبي. وأن محادثات كهذه يجب أن تكون جامعة وأن تأخذ في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف المشاركين ومصالحهم".
وقدمت روسيا الأسبوع الماضي مشروعي معاهدتين، أحدهما موجه إلى الولايات المتحدة والآخر إلى حلف شمال الأطلسي، يلخصان مطالبها لوقف التصعيد.
وتطالب المقترحات بمنع توسع الحلف، لا سيما ليشمل أوكرانيا، وبالحد من التعاون العسكري الغربي في أوروبا الشرقية وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن تُفرض تدابير مماثلة على روسيا.