مع تسارع تفشي المتحورة "أوميكرون"، يلقي وباء "كوفيد-19" بظله للسنة الثانية على التوالي على ملايين الأشخاص الذين يتطلعون السبت، 25 ديسمبر (كانون الأول) للاجتماع مع أقربائهم وتبادل هدايا عيد الميلاد وسط قيود وتحذيرات، وللسنة الثانية على التوالي تنعكس طفرة الإصابات على احتفالات عيد الميلاد عبر العالم من سيدني إلى إشبيليا.
خيبة أمل
ففي بيت لحم حيث ولد السيد المسيح وفق التقليد المسيحي، يبدي أصحاب الفنادق خيبة أملهم بعدما كانوا ينتظرون تدفق السياح والزوار، فبعد قضاء العيد، العام الماضي، في ظل إغلاق تام، عادت إسرائيل وأغلقت حدودها هذه السنة أيضاً، وكما في 2020، سيقتصر قداس منتصف الليل على دائرة صغيرة من المصلين يمكنهم حضوره بناء على دعوة حصراً.
وفي الفاتيكان، سيحضر الآلاف قداس عيد الميلاد التقليدي الذي يحييه البابا فرنسيس، في كاتدرائية القديس بطرس في روما، مقارنة مع 200 شخص فقط العام الماضي، وسيعطي البابا، السبت، بركته إلى المدينة والعالم من ساحة القديس بطرس.
وإن كانت القيود تنتشر في العالم مع فرض هولندا الحجر وإلغاء مسارح "برودواي" عروض عيد الميلاد وفرض إسبانيا مجدداً إلزامية الكمامات في الخارج، فإن التجمعات ستكون أسهل بصورة عامة منها العام الماضي.
أجمل هدية
ويستعد ملايين الأميركيين للتنقل داخل الولايات المتحدة، حتى لو أن موجة "أوميكرون" تخطت الحد الأقصى لتفشي المتحورة "دلتا" من قبل، وأن المستشفيات تكتظ بالمرضى، غير أن السفر قد يكون معقداً للعديد من الأميركيين، بعدما أعلنت شركة الطيران الكبرى للرحلات الداخلية "يونايتد" إلغاء 120 رحلة بسبب الإصابات في صفوف طواقمها.
وفي أستراليا، سمح باستئناف السفر داخلياً لأول مرة منذ بدء تفشي الوباء، ما يحيي أجواء الاحتفالات على الرغم من تسجيل البلد حصيلة قياسية من الإصابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون أن شهادة تلقيح ستكون أجمل هدية تحت شجرة عيد الميلاد، وقال، "على الرغم من أن الوقت المتاح لشراء الهدايا بات معدوداً نظرياً، هناك شيء رائع يمكن إهداؤه لعائلتكم وللبلاد برمتها، وهو تلقي هذه الجرعة، سواء كانت الأولى لكم أو الثانية، أو الجرعة المعززة، حتى تكون احتفالات العام المقبل أفضل من هذه السنة".
"جد الصقيع"
وفي موسكو، طلب الرئيس فلاديمير بوتين من "ديد موروز" أو "جد الصقيع"، أي "سانتا كلوز" الروسي، أن يساعد روسيا على تحقيق مشاريعها، وذلك في ظل التوتر المخيم مع الدول الغربية حول مسألة أوكرانيا، وقال بوتين، "آمل ألا يكتفي بإعطائنا هدايا، بل أن يحقق مشاريع البلد وكل مواطن"، شاكراً "ديد موروز" لمساعدته على أن يكون رئيساً.
وفيما كان الناس يأملون في استعادة حرياتهم بفضل اللقاحات، جاء تفشي المتحورة "أوميكرون" الشديدة العدوى ليلقي بظله على أجواء الأعياد هذه السنة.
شهادة تلقيح
غير أن إغلاق الحدود والقيود المفروضة لن تمنع مزلاجاً شهيراً تجره الرنة من أن يجوب العالم كما في كل سنة، بعدما فتحت كندا له مجالها الجوي، شرط أن يبرز شهادة تلقيح واختبار "كوفيد-19" نتيجته سلبية، هذا ما أكده وزير النقل في أوتاوا عندما أعطى الضوء الأخضر للموكب.
وأبدت أستراليا الحرص نفسه، فأعلنت هيئة السلامة الجوية أن "مراقبينا الجويين سيرشدون بابا نويل بسلامة تامة في المجال الجوي الأسترالي، باستخدام تقنيتنا للمراقبة لمتابعته مرتين في الثانية"، وقالت، "سمح له بالتحليق على ارتفاع 500 قدم حتى يتمكن من ملامسة السطوح وتسليم هداياه بسرعة وتكتم. فمزلاجه السحري ليس طائرة عادية".