في أول تعليق رسمي للحكومة اليمنية الشرعية على الانتصارات التي حققتها الجبهة المناهضة للحوثي في شبوة، قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن ذلك تم لعوامل عدة منها استنزاف الميليشيات خلال السنتين الماضيتين.
وأضاف: "نُبارك الانتصارات الكبيرة التي حققها أبطال ألوية العمالقة والجيش الوطني والمقاومة بدعم من تحالف دعم الشرعية، والتي تكللت بتحرير مديرية عين، واستكمال تطهير كامل مديريات محافظة شبوة من ميليشيات الحوثي الإرهابية، بعد عشرة أيام من إطلاق العملية العسكرية".
وعلل الإرياني الانتصار السريع قائلاً: "الاستنزاف الكبير للمخزون البشري لميليشيات الحوثي الإرهابية وعتادها العسكري المنهوب من معسكرات الدولة خلال العامين الماضيين، والضربات الموجعة التي وجهها صقور الجو في تحالف دعم الشرعية لأوكارها ومعاقلها، أسهم في الانهيارات غير المسبوقة في صفوف الميليشيات بجبهات محافظتي شبوة ومأرب".
عمالقة شبوة
وكانت "ألوية العمالقة"، قد أعلنت أمس الاثنين، تحرير جميع مديريات محافظة شبوة، (جنوب شرقي اليمن) من قبضة ميليشيات الحوثي في عمليات وصفها مراقبون بالنوعية، استطاعت إنجاز مهمتها في وقت قياسي لا يتعدى عشرة أيام في منطقة ذات تضاريس متنوعة.
وفي بيان نشرته قيادة قوات العمالقة، قالت فيه "تعلن قيادة ألوية العمالقة استكمال المرحلة الثالثة من عملية إعصار الجنوب بتحرير مديرية عين (أقصى مديرية تابعة لمحافظة شبوة وتحاذي محافظتي مأرب والبيضاء) في اليوم العاشر من العمليات، وبذلك تم تحرير جميع مديريات محافظة شبوة بالكامل".
وحررت العمالقة خلال الساعات الـ24 الماضية مناطق، الساق والمجبجب وذهبا ومنوا وشقير ومطّي ودرب الفلاحين، وقاعدة اللواء 153مشاة أو ما يسمى بمعسكر الدبابات، وجبال نجد مرقد والفليحة في مديرية عين وغيرها.
معركة واسعة
وقال وضاح الدبيش، الناطق الرسمي باسم القوات المشتركة التي تضم ألوية العمالقة، لـ"اندبندنت عربية"، "نهنئ الشعب اليمني ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بهذا الانتصار العظيم، الذي تم خلال عشرة أيام في مسرح عمليات قتالي كبير، وفي تضاريس جغرافية متنوعة، وهو انتصار يدل على تضافر الجهود مع قوات التحالف العربي التي نثمن دورها الأخوي البارز والمشهود".
وأضاف "كما نثمن دور وإخلاص الرجال في ألوية العمالقة وتوحد رؤيتهم وقرارهم وهدفهم".
وأشاد الدبيش بما وصفه "دعم أبناء بيحان الذين سهلوا مهمة ألوية العمالقة أثناء المعارك".
التحركات المقبلة
وفي معرض رده على وجهة قوات العمالقة في المرحلة المقبلة كونها الآن تقع على المشارف الجنوبية لمحافظة مأرب، قال إن "تحركات القوات هي محل قرار عسكري لن نكشف عنه، وهو قرار بيد غرفة العمليات في التحالف العربي".
واستدرك الدبيش بالقول "لكن ما أؤكده لك بأن قادم الأيام ستشهد تطورات لصالح الشعب اليمني، وهناك أمور طيبة مبشرة ستسر شعبنا وأن هذه الميليشيات منهزمة ومنهارة، وأثبتت أنها أوهن من بيت العنكبوت، لا تستطيع أن تصمد ولو لأيام متى ما تضافرت الجهود وتوحدت الكلمة وتناسينا خلافاتنا، وأؤكد لك أن هذه الميليشيات في أضعف مراحلها".
زمام السيطرة
ومع تولي قوات العمالقة مهمة تحرير محافظة شبوة من قبضة الميليشيا الحوثية التي سيطرت عليها الأخيرة في سبتمبر (أيلول) الماضي، شهد مسرح العمليات العسكرية تحولات نوعية غيّرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ.
وكانت "العمالقة" قد أطلقت من صحراء رملة السبعين عملياتها قبل عشرة أيام، صوب مركز مديرية عسيلان التي تحررت ضمن المرحلة الأولى وخلال وقت قياسي، فيما تبعتها بتحرير مدينة العليا، ثاني كبرى مدن محافظة شبوة وحاضرة مديرية بيحان، وأهم معقل للميليشيات الحوثية في المنطقة كونها تحاذي محافظة البيضاء.
وهي السيطرة التي تنبئ عن تغيرات كبرى تجري في زمام المعارك العسكرية التي تخوضها الشرعية اليمنية ومعها التحالف العربي الداعم لها ضد الجماعة المدعومة من إيران، والتي وصفها محافظ شبوة المعين قبل عشرة أيام بـ"النصر الكبير"، فيما لزمت الميليشيات الصمت، ولم يصدر عنها تعليق بعد التطورات الميدانية الأخيرة.
من جانبه، أكد محافظ شبوة، عوض محمد عبد الله العولقي، أن دعم التحالف العربي كان الركيزة الأساسية في تحرير المحافظة جنوب البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المحافظ في تصريحات نقلتها عنه قناة الحدث الإخبارية "سنعلن خلال ساعات السيطرة الكاملة على محافظة شبوة، وأن عملياتنا العسكرية ضد الميليشيات لن تتوقف وستنتقل إلى مناطق أخرى"، مطالباً الحكومة اليمنية بدعم التنمية في المحافظة بعد طرد الميليشيات منها.
واليوم، بدأت ألوية العمالقة، بمشاركة قوات الجيش وطيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، بشن هجوم كثيف من ثلاثة محاور في مديرية عين تمكنت إثره من إسقاط كل تحصينات الميليشيات التي فرت عناصرها إلى عقبة ملعا.
الحوثي يخسر خط إمداده
وتكمن أهمية مديرية بيحان والقرى المحيطة بها في كونها مناطق تحكم وسيطرة، وتشرف على عديد من الطرق والممرات التي كانت تستخدمها الميليشيات الحوثية كشرايين إمداد وتعزيز قادمة من محافظة البيضاء الواقعة تحت سيطرتها، ومنها إلى جميع المديريات التي أسقطتها قبل أربعة أشهر.
كما تعد مناطق إمداد رئيسة للميليشيات لتعزيز قواتها التي تخنق محافظة مأرب المحاذية لها من جهاتها الجنوبية.
الميليشيا تتعثر في الرمال
وعلى مدى الأيام الماضية، لم تتوقف أرتال مقاتلي الحوثي من الزحف على امتداد الطريق الرابط بين محافظتي البيضاء وشبوة، على الرغم من القصف الجوي المركز الذي لم يتوقف أيضاً، مستهدفاً تحركات مقاتلي الميليشيا، وهو ما يفسر الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها معركة صحراء شرق اليمن التي تنام فوق بحار من الثروات النفطية، بعد أن عاودت الميليشيات الحوثية السيطرة عليها في سبتمبر الماضي، التي سبق أن خسرتها في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وشكلت عودتها انتكاسة عسكرية فادحة التكلفة للشرعية اليمنية، أتاحت لمسلحي الجماعة المتشددة الاتجاه غرباً ثم التمدد شمالاً نحو مأرب، ليتمكنوا إثر ذلك من التهام أربع مديريات في المحافظة النفطية، وهي العبدية وحريب والجوبة وجبل مراد، وهو ما ينذر بسقوط محافظة "الملكة بلقيس" أهم المعاقل العسكرية والسياسية والاقتصادية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
ولم يصدر أي تعليق من الميليشيات حول الانتكاسة الأخيرة، إلا أن حسين العزي، القيادي في الجماعة، نشر على حسابه في "تويتر" بعد إعلان تحرير مديرية عين تغريدة أكد فيها أن الحرب الكبرى لم تبدأ بعد.