ارتفعت أسعارالنفط بعد يومين من الخسائر، بدعم عودة شهية المستثمرين للمخاطرة، بينما تترقب السوق إشارات من رئيس البنك المركزي الأميركي، بشأن رفع أسعار الفائدة.في وقت يأتي الارتفاع في وقت يجد فيه بعض منتجي النفط صعوبة في رفع مستوى إنتاجهم من الخام.
وصعد خام برنت 26 سنتا ، إلى 81.13 دولار للبرميل، بعد انخفاضه 1 في المئة في الجلسة السابقة.وساعد ضعف الدولار في دعم الأسعار ، إذ يجعل ذلك النفط أرخص لحائزي العملات الأخرى. وكانت أسعار النفط قد غيرت اتجاهها أمس لتدخل الخانة السلبية، خلال آخر التعاملات مع تداولات الأسبوع، وذلك بفعل ارتفاع الدولار، وتجدد القلق بشأن الارتفاع العالمي السريع في الإصابات بمتحورة "أوميكرون" من فيروس كورونا. وكانت أسعار الخام تتداول داخل النطاق الأخضر في بداية جلسة أمس، حيث أدى تعطل الإمدادات في كازاخستان وليبيا إلى تعويض المخاوف الناجمة عن تزايد الإصابات بالوباء.
مكاسب أسبوعية
وارتفعت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن عطلت الاحتجاجات في كازاخستان خطوط القطارات، وأضرت بالإنتاج في تنجير أكبر حقول النفط في البلاد، بينما أدّت صيانة خط أنابيب في ليبيا إلى خفض الإنتاج من 1.3 مليون برميل يومياً العام الماضي إلى 729 ألف برميل يومياً.
وحقق الخامان القياسيان برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية بنحو 5.1 و5 في المئة على التوالي، خلال الأسبوع الأول من العام.
واستمد النفط أيضاً الدعم من ارتفاع الطلب العالمي، وارتفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في ديسمبر (كانون الأول) 70 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق، وهو ما يقل كثيراً عن الزيادة المسموح بها بموجب اتفاق "أوبك+"، البالغة 253 ألف برميل يومياً، والذي أعاد الإنتاج الذي تم خفضه في 2020 عندما انهار الطلب في ظل إغلاقات كورونا.
وبلغ معدل امتثال دول "أوبك"، وعددها 13 دولة، بتعهدات اتفاق المجموعة وحلفائها لخفض الإنتاج 127 في المئة خلال ديسمبر الماضي، من 120 في المئة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتخفف "أوبك" وحلفاؤها، في المجموعة المعروفة باسم "أوبك+"، تدريجياً تخفيضات الإنتاج التي تم الاتفاق عليها في عام 2020 مع تعافي الطلب الذي انهار في ذلك العام، غير أن كثيراً من صغار المنتجين لا يستطيعون زيادة الإنتاج، كما أن آخرين يخشون من ضخ كميات كبيرة خشية تجدد الانتكاسات بفعل الجائحة، بحسب وكالة "رويترز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ارتفاع الدولار
ارتفع الدولار الأميركي الذي يُعد ملاذاً آمناً، الاثنين، إذ دفعت بيانات التوظيف الأحدث بعض بنوك "وول ستريت" إلى رفع تقديراتها بشأن السرعة التي سيرفع بها مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة هذا العام.
وتلقى الدولار دعماً من تقرير التوظيف الصادر يوم الجمعة، إذ أشار إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة كانت عند، أو بالقرب من الحد الأقصى للتوظيف.
وترفع قوة الدولار تكلفة النفط لحائزي العملات الأخرى، وهو ما قال المتعاملون إنه يضغط على أسعار الخام. وزاد مؤشر الدولار بنسبة 0.2 في المئة إلى مستوى 95.92 نقطة.
قرارات "أوبك+"
واتفق "أوبك+، التحالف الذي يضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين آخرين، الأسبوع الماضي، على إضافة 400 ألف برميل أخرى من الإمدادات يومياً في فبراير (شباط) المقبل والسير في خطط زيادة الإنتاج الشهرية المطبقة، وهو ما تفعله كل شهر منذ أغسطس (آب).
وعكس قرار "أوبك+"، الذي تقوده السعودية وروسيا، بالاستمرار في الزيادة التدريجية المقررة، تلاشي القلق من فائض كبير في الربع الأول من العام الحالي، فضلًا عن الرغبة في تقديم إرشادات متسقة للسوق.
كما يشير القرار إلى أن الفارق بين الإمدادات الفعلية والإمدادات الموعودة قد يتسع ما لم يعوض كبار المنتجين العجز.
ضغط على الأسعار
لكن ارتفاع حالات الإصابة بوباء "كورونا" شكل ضغطاً على أسعار النفط، فعلى الرغم من أن الدراسات الأولية أظهرت انخفاض خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو دخول المستشفيات بسبب "أوميكرون" بالمقارنة بمتحورة "دلتا" السابق عليه، وجدت شبكات الرعاية الصحية في إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها نفسها في ظروف شديدة الصعوبة.
ومن ناحية أخرى، قال المحللون في "آر بي سي كابيتال"، إنه إذا غزت روسيا أوكرانيا، فقد تتعطل صادرات النفط الروسي لأوروبا، ما سيدفع أسعار النفط للارتفاع.
ويحتشد عشرات الآلاف من القوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا استعداداً لما تقول واشنطن وكييف إنه قد يكون غزوا، وذلك بعد ثماني سنوات من سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وتنفي روسيا اعتزامها غزو أوكرانيا وتقول إنها ترد على ما تصفه بالسلوك العدواني والاستفزازي من جانب حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا التي تطمح إلى الانضمام للحلف.
منصات التنقيب الأميركية
بدأت شركات الطاقة الأميركية العام الجديد من خلال الاستمرار في إضافة منصات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي بعد زيادة عدد الحفارات في عام 2021 بعد عامين من التراجع. وقالت شركة خدمات الطاقة "بيكر هيوز"، في تقريرها الصادر يوم الجمعة، إن عدد حفارات النفط والغاز، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، ارتفع بنحو حفارتين إلى 588 في الأسبوع المنتهي في 7 يناير (كانون الثاني)، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2020.
إنتاج النفط الليبي
على صعيد متصل تعافى إنتاج النفط الخام الليبي إلى حوالى 900 ألف برميل في اليوم بعد اكتمال صيانة خط الأنابيب في حقول نفط الواحة الشرقية، لكن حوالى 300 ألف برميل يومياً من الإنتاج لا يزال مغلقاً مع استمرار الحصار في حقول النفط الغربية الرئيسية في ليبيا. ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من انخفاض إنتاج النفط الخام إلى أدنى مستوى له في 14 شهراً عند 729 ألف برميل في اليوم، وفقاً لبيان صادر عن المؤسسة الوطنية للنفط المملوكة للدولة. وفي 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، تم إغلاق خط الأنابيب الذي يربط حقلي سماح والظهرة بمحطة السدر البالغة 350 ألف برميل في اليوم للإصلاح، مما تسبب في انخفاض الإنتاج بنحو 200 ألف برميل في اليوم. اكتملت أعمال الإصلاح بحلول 7 يناير، وقالت المصادر لـ "بلومبيرغ"، إن الإنتاج تعافى بالكامل بحلول 10 يناير.وكان خط الأنابيب البالغ قطره 32 بوصة والذي ينقل النفط الخام من حقلي سماح والظهرة إلى ميناء السدر، قد تعرض للعديد من التسريبات خلال العام الماضي بسبب هشاشته. لكن حقول النفط الرئيسية في جنوب غربي ليبيا، وهي الشرارة والفيل والوفاء وحمادة، ومحطة نفط الزاوية البالغة 300 ألف برميل في اليوم، أُغلقت جميعها منذ 20 ديسمبر (كانون الأول) بعد حصار من قبل وحدة من حرس المنشآت البترولية. وقالت مصادر إن هذا الحصار لا يزال قائماً وإن المؤسسة الوطنية للنفط لا تزال تتفاوض مع حرس المنشآت البترولية والوزارة لإنهاء الحصار.وقامت مجموعة مسلحة تابعة لـ "حرس المنشآت البترولية"، بإغلاق حقول النفط الأربعة وخط الأنابيب الذي يربط الشرارة بمحطة الزاوية النفطية، بسبب نزاع مع المؤسسة الوطنية للنفط.في ذلك الوقت، قالت المؤسسة الوطنية للنفط إن الحصار سيؤدي إلى خسارة أكثر من 300 ألف برميل في اليوم، مما دفعها إلى إعلان القوة القاهرة لحماية هذه المنشآت.
الفراغ السياسي
منذ الحرب الأهلية عام 2011 أصبحت صناعة النفط في البلاد تحت رحمة الجماعات التي تتنافس للسيطرة على الأصول القيمة، مع شن هجمات مسلحة على خطوط الأنابيب الرئيسية ومنشآت الإنتاج. وقالت "أس آند بي غلوبال بلاتس أناليتيكس"، المزود المستقل للمعلومات والأسعار القياسية والتحليلات لأسواق الطاقة والسلع، إن المخاطر على توقعاتها لعام 2022 البالغة 1.1 مليون برميل في اليوم آخذة في الارتفاع يومياً بسبب الانقطاعات الأخيرة وأيضاً بسبب عدم الاستقرار السياسي. وقالت في مذكرة حديثه: "لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق بين برلمان الشرق والحكومة المؤقتة في طرابلس لإعادة جدولة انتخابات 24 ديسمبر، مما يزيد من مخاطر نشوب صراع سياسي أو عسكري على عائدات النفط". ولم يتضح بعد موعد إجراء الانتخابات بعد إلغائها يوم 24 ديسمبر.وكانت لجنة الانتخابات فى البلاد قد اقترحت تأجيل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التى طال انتظارها حتى 24 يناير الجاري. لكن العديد من المحللين قالوا إنه من غير المرجح إجراء انتخابات هذا الشهر حيث لا تزال حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة ورئيس وزرائها عبد الحميد دبيبة يجرون محادثات مع مجلس النواب في شرق البلاد لتحديد موعد جديد للانتخابات. وكانت الانتخابات الأخيرة في ليبيا في عام 2014 وأسفرت عن حكومتين متنافستين، وبعد ذلك كان إنتاج النفط الخام أقل من 500 ألف برميل في اليوم لمدة عامين تقريباً. في حين دمرت الحرب الأهلية والهجمات الإرهابية والمتشددة الجزء الأكبر من البنية التحتية القديمة في ليبيا، إلى جانب الإهمال على مدى العقد الماضي.
