تتوقع القاهرة الانتهاء من إجراء توسعات في قطاعات عديدة بالمجرى الملاحي لقناة السويس الرابط بين البحرين الأبيض والأحمر خلال عام ونصف عام تقريباً بعد حادث السفينة البنمية التي سدت المجرى 6 أيام في مارس (آذار) 2021.
وتوقع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، أسامة ربيع، أن تنتهي أعمال التوسعة في قطاعات عديدة من القناة في يوليو (تموز) 2023. مشيراً إلى أن العمل بدأ منذ يوليو 2021. ومؤكداً أن تمديد القناة سيسمح بزيادة قدرتها الاستيعابية، بواقع ست سفن تسير في قافلتين شمالاً وجنوباً. وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة "رويترز".
وقبل نهاية مارس 2021، وفي النقطة 151 بقناة السويس، تعطلت حركة التجارة العالمية بشكل شبه تام، بعد أن توقفت حركة الملاحة بقناة السويس لمدة اقتربت من الأسبوع بعدما جنحت سفينة الحاويات "إيفرغيفن"، التي كانت ترفع علم دولة بنما، والتابعة للخط الملاحي الياباني "إيفرغرين"، وعلى متنها نحو 19 ألف حاوية، وتوقفت معها حركة ما يقرب من 400 سفينة وقتها، قبل أن تنجح فرق الإنقاذ البحري بالقناة بمساندة دولية في تعويم السفينة الجانحة في 29 مارس 2021، وطلبت القناة من الشركة المالكة للسفينة تعويضات بلغت 916 مليون دولار، إلا أنه بعد مفاوضات أولية خفض المبلغ لنحو 550 مليون دولار، لتغادر السفينة البنمية بعد 100 يوم من الاحتجاز في يوليو 2021.
استراتيجية تطوير طموحة
من جانبه، قال المتحدث الرسمي لقناة السويس، جورج صفوت، إن مجلس إدارة القناة اعتمد استراتيجية تطوير طموحة عقب أزمة السفينة البنمية الجانحة. موضحاً لـ"اندبندنت عربية" أن الاستراتيجية بدأت في يوليو 2021 ومقدر لها عمل 24 شهراً تنتهي في منتصف عام 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أن نتائج أعمال التوسعة خلال الـ6 أشهر الماضية "جيدة ومرضية"، إذ بلغت معدلات التكريك بمشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة 7.6 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه بمشروع ازدواج القناة بالبحيرات المرة الصغرى المحدد بالكيلو 122 (ترقيم القناة) إلى الكيلو 132 (ترقيم القناة). مشيراً إلى إزالة ما يقرب من 1.1 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة من المياه بمشروع التوسعة والتعميق من الكيلو 132 إلى الكيلو 162.
ولفت صفوت إلى أن تطوير القطاع الجنوبي يستهدف ازدواج المنطقة من الكيلومتر 122 إلى الكيلومتر 132 بطول 10 كم، إضافة إلى توسعة وتعميق منطقة الكيلومتر 132 وحتى الكيلومتر 162، بعرض 40 متراً جهة الشرق، وعمق 72 قدماً مما سيؤدي إلى زيادة الأمان الملاحي بنسبة 28 في المئة.
تابع المتحدث الرسمي لقناة السويس، أن الاستراتيجية لا تعتمد على تطوير القطاع الجنوبي فحسب. مشيراً إلى أعمال تطوير أخرى بالتزامن مع إنشاء سلسلة من الجراجات على القناة الجديدة، إضافة إلى تطوير الجراجات القديمة، بما يسمح بزيادة قدرة القناة على مواجهة حالات الطوارئ المحتملة، وذلك بالتوازي مع تطوير 16 محطة مراقبة موجودة على طول القناة.
التوجه نحو التحول الرقمي
وزاد أن التطوير يمتد ليشمل تحديث وتطوير الأسطول البحري للهيئة، والحفاظ على أصول الهيئة وزيادة ربحية شركاتها وتعظيم الاستفادة منها، فضلاً عن تعزيز التوجه نحو التحول الرقمي في كل معاملات الهيئة وخدماتها. مشيراً إلى أن المجرى الملاحي نجح في العبور بسفينة الركاب (COSTA DIADEMA) كأول تجربة إرشاد عن بعد العام الماضي، إضافة إلى العبور الأول لمنزلق مواسير يتجاوز طوله 600 متر للمرة الأولى في تاريخ الملاحة بالقناة، فضلاً عن عبور أكبر سفينة حاويات في العالم، وهى السفينة (EVER ACE) التي تصل حمولتها إلى 240 ألف طن.
وقبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلنت قناة السويس تحقيق إيرادات قياسية عام 2021، فوفقاً لتقرير رسمي أكدت الهيئة الوصول بالإيراد السنوي للقناة في 2021 إلى نحو 6.3 مليار دولار أميركي، وبلغت الحمولات الصافية التي عبرت القناة نحو 1.27 مليار طن.
وأشارت إلى أن حركة الملاحة بالقناة خلال 2021 شهدت عبور 20694 سفينة من الاتجاهين، مقابل عبور 18830 سفينة خلال 2020 بفارق 1864 سفينة بنسبة زيادة قدرها 10 في المئة. كما بلغ إجمالي الحمولات الصافية 1.27 مليار طن مقابل 1.17 مليار طن خلال 2020 بفارق 100 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 8.5 في المئة.
وأضاف التقرير أن عائدات قناة السويس في عام 2021 زادت بنحو 12.8 في المئة من حصيلة إيراداتها بالدولار، حيث سجلت عائدات القناة 6.3 مليار دولار مقابل 5.6 مليار دولار خلال 2020، بزيادة قدرها 720 مليون دولار.