كشف مطّلعون على ما يدور في مقر رئاسة الوزراء البريطانية في "داونينغ ستريت"، أن رئيس الحكومة بوريس جونسون أمضى ساعاتٍ وهو في حال غضب، بعد نشر مزاعم عن زوجته كاري، في مقتطفات متسلسلة من كتاب يتناول سيرتها الشخصية، غير مرخّص له، ألّفه عضوٌ في مجلس اللوردات من حزب "المحافظين". وقد بلغ الأمر بجونسون حدّ أن هدّد باللجوء إلى إجراءاتٍ قانونية.
وعلمت "اندبندنت" أن رئيس الوزراء وصف كتاب اللورد أشكروفت، الذي تمّ نشره ضمن سلسلة حلقات في صحيفة "ديلي ميل"، بأنه تشهيري، وقال لأحد العاملين، أنه في صدد الحصول على استشارةٍ قانونية من محامين.
الكتاب الذي وُضع له عنوان: "السيّدة الأولى: دسيسة في بلاط كاري وبوريس جونسون" First Lady: Intrigue at the Court of Carrie and Boris Johnson، يزعم أن السيّدة جونسون تمارس نفوذاً على زوجها، وتالياً على القرارات التي تتّخذها الحكومة - على الرغم من أن متحدّثاً باسم كاري جونسون نفي ضلوعها في أيّ دور في الحكومة.
وأفادت المصادر بأن رئيس الوزراء البريطاني ركّز يوم الجمعة وخلال معظم عطلة نهاية الأسبوع الفائت، على طريقة محاربة الدعاية السيّئة التي تستهدف زوجته كاري، واصفةً إياه بأنه كان "مشتّت الذهن وشديد الغضب".
وفي وقتٍ كان يُعوّل فيه هذا الأسبوع، على أن يساهم الإعلان عن خطة رئاسة الوزراء لمعالجة تراكم حالات انتظار الاستشفاء في مرافق "خدمات الصحة الوطنية" (أن أتش أس) NHS، كي تكون إحدى الركائز الأساسية في "10 داونينغ ستريت" للعمل الهادف إلى إعادة تثبيت جونسون في رئاسة الوزراء ووضعه على مسار آمن، - لم يكن الكشف عنها يوم الاثنين ممكناً كما كان مخطّطاً له. وبدلاً من ذلك، تم نشرها يوم الثلاثاء مع تقارير تفيد بأنه جرى تأجيلها بسبب الخلافات القائمة بين رئاسة الحكومة ووزارة الخزانة، على أهداف الخدمات الصحّية والتمويل.
وكان وزير الصحّة البريطاني ساجد جاويد، قد نفى أن يكون هذا هو السبب، قائلاً إن الإرجاء تقرّر إفساحاً في المجال للجهود المبذولة الهادفة إلى الحصول على دعم الدوائر الحكومية في وايتهول وهيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" لهذا المسار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ردود الفعل على التقارير التي تحدّثت عن ممارسة السيّدة جونسون نفوذاً على زوجها رئيس الوزراء البريطاني جاءت متباينة. فالوزير جاويد كان من بين أولئك الذين اعتبروا أن المزاعم الواردة في كتاب اللورد أشكروفت ضدّ جونسون هي متحيّزة جنسياً، وقال في حديثٍ مع شبكة "سكاي نيوز" يوم الاثنين إنه كان يعتقد بأنه "يجب عدم التطرّق إلى موضوع شريكات السياسيّين".
تجدر الإشارة إلى أن رؤساء الوزراء البريطانيّين نادراً ما كانوا يعمدون خلال تولّيهم المنصب إلى اتّخاذ إجراءات قانونية. لكن في عام 1993، نجح السير جون ميجور في رفع دعوى بالتشهير ضد المجلة الساخرة "سكاليواغ" Scallywag ومجلة "نيو ستايتمان" New Statesman، بسبب نشرهما تقريراً زعم أنه كان على علاقة مع إحدى عاملات طاقم الطعام في مقر سكن رئيس الوزراء في "11 داونينغ ستريت". وقد اتّضح لاحقاً أن السير جون كان فعلاً على علاقة غرامية، لكن مع إدوينا كوري التي كانت زميلةً سياسية له في حزب "المحافظين" في فترة الثمانينيّات.
وفي عام 2012، استخدم بوريس جونسون شركة المحاماة "كوليير بريستو" Collyer Bristow للدفاع عنه في دعوى تشهير رفعها ضدّه زعيمٌ نقابي هو بوب كرو (الأمين العام للاتّحاد الوطني لعمّال النقل والبحرية والسكك الحديد). وقد نجح جونسون في إسقاط القضية.
ولدى الاتّصال بمقرّ رئاسة الحكومة طلباً للتعليق على الموضوع، وصف مسؤول في "10 داونينغ ستريت" ما يُحكى عن أن رئيس الوزراء يفكّر في القيام بإجراءٍ قانوني، بأنه "غير صحيح على الإطلاق"، وأن المتحدّث باسمه أكّد أنه "يركّز تركيزاً كاملاً على الوفاء بأولويات الناس".
لكن ناطقاً باسم دار النشر "بايتباك" Biteback التي نشرت كتاب اللورد أشكروفت، علّق على مسألة الإجراءات القانونية المحتملة بالقول: "إن ذلك من شأنه أن يساعد في زيادة مبيعات الكتاب في مختلف أنحاء العالم، وأن يساهم في الترويج الدولي له". وختم بالقول إنه "سيتم التبرّع بجميع حقوق المؤلّف للجمعيات الخيرية التي تقدّم الدعم لـ "خدمات الصحة الوطنية"".
© The Independent