قُتل سوداني، الأحد، بالرصاص، خلال تظاهرات مناهضة للعسكريين، وفق ما أفاد أطباء، تزامناً مع بدء موفد الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيارة للبلد.
ويشهد السودان احتجاجات مستمرة منذ أن نفّذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلاباً في 25 أكتوبر (تشرين الأول).
ويزور خبير حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أداما دينغ، السودان، حتى الخميس، في زيارة كان مقرراً إجراؤها الشهر الماضي، لكنها تأجّلت بناءً على طلب السلطات السودانية.
وأعلن الممثل الخاص للأمم المتحدة، فولكر بيرتس، عبر "تويتر"، الأحد، أنه التقى خبير حقوق الإنسان الأممي أداما دينغ "في مستهل زيارته الرسمية الأولى إلى السودان".
وقال مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيان هذا الأسبوع، "سيجتمع دينغ مع مسؤولين كبار في الحكومة السودانية، وممثلين لمنظمات المجتمع المدني، ومدافعين عن حقوق الإنسان، ورؤساء وكالات الأمم المتحدة، ودبلوماسيين".
رصاصة طائشة
وقال مسعفون، إن مريضاً كان يقف في شرفة مستشفى قُتل برصاصة طائشة أطلقتها قوات الأمن في السودان يوم الأحد، في حين يواصل المحتجون حملة على مدى أربعة أشهر ضد الحكم العسكري.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية التي تدعم حركة الاحتجاج، إن الرجل (51 عاماً) أصيب بطلق ناري أثناء محاولته استنشاق الهواء وسط سحابة من الغاز المسيل للدموع في مدينة بحري على الضفة المقابلة من النيل قبالة الخرطوم.
ويرفع الحادث عدد القتلى الذين سقطوا منذ بدء الاحتجاجات إلى 82 قتيلاً. ولم تصدر الشرطة بياناً حول الحادث حتى الآن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وكالة "رويترز"، إن قوات الأمن أطلقت، في الاحتجاجات التي جرت في الخرطوم، الأحد، الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، واستخدمت مدافع المياه لتفريق المحتجين، وأمكن سماع دوي إطلاق نار.
وأضافت أن بعض المحتجين نقلوا بعيداً على متن دراجات نارية وهم ينزفون.
القصر الرئاسي
وتمكن المحتجون من الوصول إلى مسافة تقل عن 500 متر من القصر الرئاسي الذي يخضع لحراسة مشددة للمرة الأولى في أكثر من شهر. وجرت احتجاجات أيضاً في مدينة أم درمان المجاورة ومدن أخرى في أنحاء السودان، بينها القضارف والأبيض.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الآلاف احتشدوا في العاصمة الخرطوم، الأحد، حاملين أعلام السودان وصور متظاهرين قُتلوا خلال الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة.
وأضافت أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع، وأصابت عدداً من المتظاهرين الذين كانوا متجهين نحو القصر الرئاسي، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع أيضاً في ضاحية أم درمان وفي شمال الخرطوم.
وأدّى استيلاء الجيش على السلطة في أكتوبر إلى إعاقة عملية انتقالية تم التفاوض عليها بين القادة العسكريين والمدنيين في أعقاب إطاحة الرئيس عمر البشير عام 2019.
وفي حين تنفي السلطات باستمرار إطلاق النار على المتظاهرين، نقلت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن شهود تفاصيل استخدام قوات الأمن لـ"الذخيرة الحية"، وإطلاقها قنابل الغاز المسيل للدموع "مباشرة" على الحشود بشكل يمكن أن يؤدي إلى مقتل متظاهرين في حال إصابتهم من مسافة قريبة.
تجمع لمناصري نظام البشير
من جهة أخرى، تجمع الأحد، عشرات من مناصري نظام الرئيس السابق عمر البشير أمام مجمع المحاكم وسط الخرطوم، وحملوا لافتات كُتب عليها "لا لتسييس العدالة"، كما حملوا صوراً لبعض رموز نظام البشير على رأسهم وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور.
وداخل المجمع تجري محاكمة غندور ومعه تسعة من قادة حزب المؤتمر الوطني المنحل بتهمة محاولة قلب النظام. وكانت السلطات السودانية قد أعلنت في يوليو (تموز) 2020 إحباط محاولة انقلابية يقودها عسكريون ومدنيون.
وقالت عائلة غندور، الشهر الماضي، إنه بدأ إضراباً عن الطعام في السجن مع عدد من مسؤولي النظام السابق.