لم تمضِ إلا أسابيع قليلة على إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس قراراً بقانون حول تنظيم منح جواز السفر الدبلوماسي، وربط سحبه "بفقدان الصفة الوظيفية التي حِيزَ بموجبها"، حتى سحبت السلطات الفلسطينية جواز السفر الدبلوماسي من القيادي المفصول من حركة فتح ناصر القدوة.
وخلال تجديده جواز سفره فوجئ القدوة الموجود حالياً في فرنسا بمنحه جواز سفر عادياً، وتغيير مهنته من "وزير سابق إلى طبيب أسنان".
ورفض القدوة في حديث لـ"اندبندنت عربية" سحب جواز سفره الدبلوماسي، واعتبر القرار "غير شرعي"، وأبدى خشيته من منع إسرائيل دخوله إلى الضفة الغربية "إذا لم يتم إدخال تلك التغييرات على الحاسوب الإسرائيلي الفلسطيني المشترك".
قانون جديد
وينص القانون الجديد على منح الوزراء الحاليين والسابقين جواز السفر الدبلوماسي إلى جانب 28 فئة أخرى، لكنه أتاح سحبه "بفقدان الصفة الوظيفية التي حِيزَ بموجبها" أو"تهديد السلم الأهلي ومناصرة جهة أجنبية ضد دولة فلسطين".
لكن القدوة نفى أن تكون مهنة طب الأسنان مهنته، وهو لم يكن يوماً عضواً في نقابتها، على الرغم من حصوله على شهادتها الجامعية.
وبدأ القدوة عمله الدبلوماسي عام 1986 في بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة قبل أن يترأسها من عام 1991 وحتى 2003، ومن ثم تولى وزارة الخارجية بين عامي 2003 و2005.
في المقابل، رفض مسؤول رفيع في الخارجية الفلسطينية التعليق على سحب جواز السفر الدبلوماسي من القدوة، مضيفاً أن ما "حصل معه كان من خارج الوزارة". وتتولى وزارة الخارجية الفلسطينية إصدار جواز السفر الدبلوماسي بالتعاون مع وزارة الداخلية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن المادة السادسة من قانون جواز السفر الدبلوماسي تتيح سحبه "عبر استخدام السلطة التقديرية والانتقام من بعض السياسيين لمواقفهم المعارضة لقرارات الطبقة السياسية الحاكمة".
وحذر حرب من "استخدام هذه الميزة كسيف مصلت على كبار الموظفين كي لا يعارضوا وينتقدوا سياسات الطبقة الحاكمة".
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح فصلت في مارس (آذار) الماضي ناصر القدوة من عضويتها ومن الحركة بسبب "تجاوزه النظام الداخلي للحركة وقراراتها والمس بوحدتها".
وجاء قرار الحركة بعد إعلان القدوة نيته تشكيل قائمة انتخابية مستقلة عن قائمة حركة فتح للانتخابات التشريعية التي كان مقرراً إجراؤها في مايو (أيار) 2021 قبل أن يقرر الرئيس عباس تأجيلها.
وجاء تشكيل القدوة قائمة الحرية بالتعاون مع القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً.
وفي الثاني من شهر فبراير (شباط) الحالي أصدر الرئيس عباس قراراً لتوسيع الفئات التي تستطيع الحصول على الجواز الدبلوماسي، ومن بينها رئيس الدولة والرؤساء السابقون، ورئيس الوزراء والوزراء ومن في حكمهم الحاليون والسابقون، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحاليون والسابقون ورؤساء المجلس الوطني، والمجلس المركزي والتشريعي الحاليون والسابقون، وأعضاء المجلسين التشريعي والمركزي الحالي.
كما تضم القائمة القادة والرؤساء والأمناء العامين للفصائل وأحزاب منظمة التحرير، وأعضاء هيئاتها القيادية الأولى، ورئيس مجلس القضاء الأعلى الحالي والسابقين، وأعضاء مجلس القضاء الأعلى الحاليين، وقادة ورؤساء الأجهزة الأمنية الحاليين والسابقين.