أفادت دراسة حديثة أن مرضى النوع الثاني من السكري أكثر عرضة من غيرهم لمواجهة 57 حالة صحية، من بينها السرطان وأمراض الكلى.
إذ تفحص خبراء من "جامعة كامبريدج" University of Cambridge البريطانية بيانات خاصة بثلاثة ملايين شخص تخطوا الثلاثين سنة من العمر، ووجدوا أن المصابين منهم بالنوع الثاني من السكري يتهددهم خطر الإصابة بالسرطان بـ 9 في المئة أكثر ممن لا يعانونه.
وقد استعان الباحثون ببيانات حصلوا عليها من "بيوبانك يوكيه" UK Biobank [يتخصص في جمع البيانات الحيوية والبيولوجية في المملكة المتحدة] وسجلات من عيادات أطباء عامين، كي ينظروا في 116 حالة صحية غالباً ما يعانيها الناس في مرحلة منتصف العمر.
وتبين أن سرطان الكبد ومرض الكلى في مراحله الأخيرة، واضطرابات الجهاز العصبي، ومشكلات خطيرة في البصر، تندرج كلها بين الأمراض التي تشكل خطراً على المصابين بالنوع الثاني من السكري، أكثر من سواهم.
في الدراسة، تبين أن المصابين بالنوع الثاني من السكري يزيد تعرضهم بـ5.2 أضعاف للإصابة بمرض الكلى في مرحلته النهائية، و4.4 أضعاف للإصابة بسرطان الكبد، و3.2 أضعاف لمعاناة الضمور البقعي في العين [مرض يصيب الشبكية في العين].
كذلك وجدت هذه الدراسة الشاملة أن مرضى النوع الثاني من السكري كابدوا المشكلات الصحية المذكورة قبل نظرائهم غير المصابين به بفترة زمنية تبلغ خمس سنوات في المتوسط.
تذكيراً، تعد السمنة أحد العوامل الرئيسة وراء النوع الثاني من السكري، إذ تمثل ما يتراوح بين 80 و85 في المئة من خطر الإصابة بهذه الحالة، ويعتقد أن من يعانون السمنة المفرطة أكثر عرضة لمكابدة هذا الشكل من السكري بمعدل يصل إلى 80 مرة بالمقارنة مع من يبلغ "مؤشر كتلة الجسم" لديهم أقل من 22. [مؤشر كتلة الجسم يساوي حاصل قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. وتشخص بداية البدانة مع وصول المؤشر إلى 25].
وحينما بحث العلماء مشكلات الدورة الدموية من قبيل الأمراض التي تصيب القلب أو الأوعية الدموية أو الدم، تبين أن مرضى النوع الثاني من السكري تهددتهم 23 مشكلة صحية من أصل 31 مشكلة فيها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الدكتورة إليزابيث روبرتسون، مديرة البحوث في المؤسسة الصحية "السكري في المملكة المتحدة" Diabetes UK قالت إن "مضاعفات مرض السكري قد تكون خطيرة ومهددة للحياة".
وأضافت الدكتورة روبرتسون، "تبين هذه الدراسة عبر شرح مثير للقلق، وجود انتشار غير مقبول لسوء الحالة الصحية في صفوف مرضى النوع الثاني من السكري متوسطي العمر، وتمثل تذكيراً صارخاً بالتأثيرات الكثيرة والخطيرة الطويلة الأجل التي تلحق بالجسم جراء مرض السكري".
وفي الدراسة نفسها، وُجِد أن النوع الثاني من السكري ارتبط بارتفاع خطر تدهور الصحة في الفئات الواسعة الإحدى عشرة كافة المشمولة في الدراسة، وازداد الخطر بـ2.6 مرة بالنسبة إلى أمراض الجهاز العصبي، و1.9 مرة لمشكلات العينين، و1.9 مرة لاضطرابات الجهاز الهضمي، و1.8 مرة للحالات العقلية والنفسية.
وكذلك أكدت الدكتورة روبرتسون على أهمية السيطرة على النوع الثاني من السكري مشيرة إلى أنه "من المهم جداً أن يتلقى الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، الدعم لخفض الخطر الذي يتهدد صحتهم، وأن يتمكن من يتعايشون مع الحالة من الحصول بصفة مستمرة على الرعاية الصحية الروتينية والمساعدة اللازمة للسيطرة على المرض بشكل جيد، وتجنب المضاعفات أو تأخير حدوثها".
في هذا الشأن، تحدثت أيضاً الدكتورة لوانلوان سن التي شاركت في الإشراف على الدراسة، وكانت آنذاك عالمة أوبئة إكلينيكية في "جامعة كامبريدج". وقد أفادت بأن "الحؤول دون الإصابة بالنوع الثاني من السكري وتأخيره، يعدان عاملان ضروريان للحد من احتمال تدهور الحالة الصحية في منتصف العمر".
حاضراً، يتخطى عدد مرضى السكري في المملكة المتحدة 4.9 ملايين شخص، 90 في المئة منهم مصابون بالنوع الثاني منه، و850 ألف شخص ما زالت حالاتهم من دون تشخيص.
وفق تقديرات الخبراء، أكثر من 13.6 مليون شخص معرضون لخطر زائد في الإصابة بالنوع الثاني من السكري داخل المملكة المتحدة.
ويبقى أن الدراسة الجديدة، التي لم تخضع بعد لمراجعة علماء نظراء، تعرض في "المؤتمر المهني لداء السكري في المملكة المتحدة" عبر الإنترنت، وفي لندن.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 29 مارس 2022
© The Independent