تضمنت أحدث حزمة من العقوبات الأميركية على روسيا بسبب حرب أوكرانيا فرض عقوبات على ابنتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هما ماريا وكاترينا، بسبب اعتقاد الولايات المتحدة أن الرئيس الروسي والأثرياء المقربين منه يخفون ثرواتهم عبر أفراد عائلاتهم.
وحددت الولايات المتحدة ابنتي الرئيس بوتين بأنهما ماريا فلاديميروفنا فورونتسوفا، وهي طبيبة مسؤولة عن برنامج لعلاج مرض السرطان، تتلقى المليارات من الحكومة الروسية لمشروع أبحاث هندسة وراثية يقول الأميركيون إن بوتين يشرف عليه شخصياً.
الابنة الثانية هي كاترينا فلاديميروفنا تيخونوفا، وتدير مؤسسة تكنولوجية تدعم عملها الحكومة الروسية وصناعاتها الدفاعية، بحسب البيانات الواردة في قرار فرض العقوبات الأميركية الصادر، الأربعاء. كما شملت العقوبات الأخيرة أيضاً زوجة وابنة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.
مسؤول أميركي كبير قال للصحافيين، "لدينا أسباب تجعلنا نعتقد أن بوتين، وعدداً كبيراً من المقربين إليه والأثرياء الكبار يخفون ثرواتهم والأصول التي لديهم عن طريق أفراد عائلاتهم، الذين يدخلون تلك الأصول وتلك الثروة في النظام المالي الأميركي، وفي أماكن أخرى حول العالم".
وتعد ثروة بوتين وحياته الشخصية من الموضوعات التي تخضع للتكهنات من دون معلومات حقيقية عنها. ونفى الكرملين، العام الماضي، امتلاك الرئيس الروسي قصراً فخماً على البحر الأسود، كما ادعى المعارض، أليكسي نافالني، في فيديو بثه على "يوتيوب". وفي فبراير (شباط) الماضي، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن العقوبات التي فرضت على بوتين لا معنى لها، وأضاف: "هو لا يهتم إطلاقاً. فقرار العقوبات يتضمن ادعاءات سخيفة حول بعض الأصول... ليس لدى الرئيس أية أصول سوى ما أعلن عنه من قبل".
ابنتان أم أكثر
لم يعترف الرئيس بوتين علناً من قبل بابنتيه أو غيرهما. كما أن ماريا وكاترينا لم تقرا علناً أبداً بأن والدهما هو الرئيس فلاديمير بوتين. لكن في مقابلة عام 2020، قال بوتين إنه "لا يريد مشاركة أية معلومات حول عائلته لدواع أمنية". لكنه كشف أن لديه أحفاداً، من دون أن يحدد عددهم، وقال: "لدي أحفاد، أنا سعيد. هم جيدون جداً، لطيفون جداً. أستمتع للغاية حين أمضي الوقت معهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هناك إشاعات قوية منذ زمن في موسكو بأن لبوتين ابنة سرية ثالثة من علاقة غرامية طويلة مع سيفيتلانا كريفونوغيك، وهي امرأة روسية يقال إنها نشأت في حي فقير في سان بطرسبورغ، وكانت عاملة نظافة، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية. وتشير الصحيفة إلى ما كشفته من تسريبات "أوراق باندورا" عن أن سيفيتلانا، البالغة من العمر 46 سنة، أصبحت مالكة الشقة الفاخرة في موناكو عن طريق شركة "أوفشور"، التي تأسست بعد أسابيع من ولادتها ابنتها لوسيا.
ونفي الكرملين من قبل أن تكون لوسيا ابنة الرئيس، وإن كان بوتين اعترف من قبل قائلاً، "لدي حياة خاصة، ولا أسمح بالتدخل فيها. يجب احترامها". لكن العقوبات الأميركية الأخيرة طاولت الابنتين اللتين يكاد يكون معروفاً، من دون إثبات رسمي أكيد، أنهما ابنتا الرئيس بوتين، ولم تتضمن الابنة الثالثة، التي يقال إنها ابنته. فما هو المعروف عن البنتين ماريا وكاترينا من معلومات في الفضاء العام؟
ما يعرف عن البنتين
بحسب السيرة الذاتية للرئيس فلاديمير بوتين على الموقع الرسمي للحكومة الروسية، فإن له ابنتين، هما ماريا وكاترينا. لكن محاولات الإعلام التعرف إليهما لم تسفر سوى عن شذرات على مر السنين، أهمها ما يلي:
الابنتان من زواج سابق لبوتين من مضيفة الطيران السابقة في شركة "إيروفلوت"، ليودميلا بوتينا، التي طلقها بوتين عام 2013 وهو في السلطة، ليصبح أول زعيم روسي يطلّق منذ طلاق بطرس الأكبر في القرن السابع عشر (عام 1698).
في عام 2015، كانت المرة الأولى التي يذكر فيها الرئيس بوتين ابنتيه، حين أوضح رداً على سؤال في مؤتمره الصحافي السنوي، أنهما لم يهربا من البلاد كما يقال. وقال بوتين عن ماريا وكاترينا، "إنهما تعيشان في روسيا. ولم يتلقيا أي تعليم في غيرها. أنا فخور بهما، فهما تواصلان الدراسة وتعملان في الوقت نفسه". وأضاف: "ابنتاي تتكلمان ثلاث لغات أوروبية بطلاقة. لا أناقش أمور عائلتي مع أي شخص... لم تكونا أبداً في وضع (النجمات)، ولم يستمتعا أبداً بتسليط الأضواء عليهما. إنهما تعيشان حياتهما وكفى". وأكد الرئيس الروسي وقتها أن ابنتيه "تخطوان الخطوات الأولى في حياتهما العملية ولا علاقة لهما بالأعمال أو السياسة".
ولدت الابنة الكبرى ماريا، البالغة من العمر 36 سنة، في روسيا، قبل انتقال بوتين إلى ألمانيا في مهمة عمل لصالح الاستخبارات السوفياتية وقتها (كي جي بي). ودرست العلوم البيولوجية، ثم درست الطب في جامعة موسكو الحكومية. وتخصصت في طب الأطفال، وحصلت على الدكتوراه في الغدد الصماء، برسالة عن تأثير الهرمونات على جسم الطفل. وتسكن في شقة فخمة في مبنى مقابل للسفارة الأميركية بموسكو.
تزوجت ماريا من رجل الأعمال الهولندي، جوريت فاسن، الذي تفيد التقارير بأنه يعمل مع "غازبروم بنك". ولديه شقة فخمة في بلدة فورشوتن خارج العاصمة أمستردام. وفي 2014، طالب بعض جيرانهم الهولنديين بطردها من البلاد، بعدما ذكرت الأنباء أن مقاتلين أوكرانيين موالين لروسيا أسقطوا الطائرة الماليزية بصاروخ فوق أوكرانيا.
في 2019، أجرى التلفزيون الرسمي الروسي مقابلة مع ماريا فورونتسوفا، كشفت فيها عن مشروع مركز أبحاث لعلاج السرطان بكلفة تزيد على 600 مليون دولار.
أما الابنة الصغرى كاترينا، البالغة من العمر 35 سنة، فولدت في مدينة درسدن بألمانيا، وتستخدم اسم جدتها لوالدتها تيخونوفا كاسم للعائلة. ودرست في جامعة سان بطرسبورغ وجامعة موسكو الحكومية، ولديها شهادة ماجستير في الفيزياء والرياضيات. وهي مولعة بالثقافة اليابانية، وبالرقص على نغمات الروك، وشاركت في عدة مسابقات. وفي 2013 فازت هي وشريكها في الرقص بالمركز الخامس في المسابقة الدولية بسويسرا. وكانت صورها من مسابقة الرقص تلك، بالمطابقة مع صورها من جامعة موسكو، التي أكدت إعلامياً أنها ابنة الرئيس بوتين، التي تحدث عنها مع ابنته الأخرى (من دون ذكر أسماء أو تفاصيل) في 2015.
تزوجت كاترينا في 2013 من كيريل شمالوف، الابن الأصغر لرجل الأعمال، نيكولاي شمالوف، الذي يقال إنه من أصدقاء بوتين المقربين. ونيكولاي هو الشريك المؤسس لمصرف "روسيا بنك"، الذي تقول الولايات المتحدة إنه مصرف كبار المسؤولين في الحكومة الروسية. وتفيد تقارير إعلامية أن ثروة كاترينا وزوجها تبلغ نحو 2 مليار دولار. وانفصل الزوجان عام 2018، من دون أية تفاصيل عن التسوية المالية للطلاق يمكن أن تكشف الثروة الحقيقية لأي منهما.
تدرجت كاترينا في عدة وظائف في جامعة موسكو قبل أن تعين عام 2020 مسؤولة عن معهد جديد لأبحاث الذكاء الاصطناعي بكلفة 1.7 مليار دولار. وكان الرئيس الروسي وصف المركز بأنه "واحد من أهم الأدوات في الاستراتيجية الوطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي".