يرجع التصميم الداخلي الريفي تاريخياً إلى الولايات المتحدة الأميركية، ففي فترة من القرن التاسع عشر جلب العديد من المستوطنين الأوائل، الذين استقروا بمنازل بعيدة من المدن، القليل من الأثاث، بسبب صغر المساحة وثقل الأثاث، واعتمدوا على المواد الموجودة حولهم لتأثيث منازلهم بأقصى سرعة.
بذلك يستحضر هذا الطراز، نسبة إلى نشأته العضوية، الإحساس بالأوقات الماضية في زمن أعاد الأشخاص استخدام العناصر أو بنوها من الصفر، ويعرف من خلال الصلابة والسماح للجمال الطبيعي بالتألق داخل المساحات، كما ينصب جل تركيزه على خلق جو مريح ودافئ من خلال استخدام الخشب والحجر والأوراق والعناصر العضوية الأخرى، فالغاية النهائية لهذا النمط أن يكون طبيعياً قدر الإمكان، من دون القلق بشأن الخطوط المثالية وكمال العمل والانشغال بتفاصيله، إذ يتيح هذا الطراز لكل قطعة أن تبرز طابعها الخاص، ويحتفي بالسمات الشخصية والطبيعية بنسبة كبيرة.
تشكيلاته البصرية
يضم هذا الطراز مجموعة مختلفة من الأساليب، بما في ذلك التوسكاني والساحلي والريفي الحديث، لكن بغض النظر عن هذه الاختلافات، يبرز التصميم الريفي بكل أساليبه الجمال الطبيعي غير الرسمي، إذ يندرج ضمن التصميمات غير الرسمية، نسبة إلى صفاته التي تتسم بالقدم والخشونة والسمات العضوية.
تأتي معظم عناصر هذا الطراز من الأرض مباشرة، بالتالي لديها طبيعة عضوية وريفية، وعلى الرغم من تنوع أسلوب التصميم الريفي من التقليدي والداكن إلى الفاتح والحديث، إلا أن هناك بعض العناصر الأساسية والديكورات المشتركة بينها، فهو يركز مثلاً على المواد وليس على التصميم، لذلك نلمس البساطة المطلقة في اختيار قطعه، كما تقود الانسيابية، التي تتمتع بها التشكيلات، العين إلى التركيز على المواد بدلاً من التركيز على الشكل الذي تتخذه.
التماشي مع الطبيعة
يعتبر استخدام المواد الطبيعية واحدة من السمات الأكثر تميزاً للمنزل الريفي، سواء كان كوخاً جبلياً أو ساحلياً، فينحو التصميم الريفي في جوهره إلى استخدام العناصر العضوية بحالاتها الأكثر طبيعية، وهذا يعني استخدام الكثير من الخشب والحجر، سواء في الأثاث أو على الأسقف والجدران، والتنويع في اختيار الأقمشة الطبيعية.
فالتصميم بسيط وطبيعي ويعطي انطباعاً عملياً، فينصح مثلاً في حال وجود عوارض تركها مكشوفة والعمل على إبرازها بأفضل شكل ممكن، فالعوارض المكشوفة تعبر عن التصميم الريفي بشكل صارخ.
المظهر خشبي وعتيق
تمشياً مع المظهر الطبيعي يصنع الأثاث الريفي يدوياً بشكل بسيط، سواء في تصميمه أو شكله، مما يعطي المجال للمواد لتبرز وتسيطر على المظهر العام، وغالباً ما يوصف التصميم الريفي بأنه ثقيل بصرياً Heavy، فنجد الأرجل المربعة الكبيرة طاولات المطبخ الخشبية، فالأثاث الخشبي الثقيل المصنوع من جذوع الأشجار الخام والألواح والحجر شائع جداً في هذا الطراز، كما يصمم الأثاث بحجم كبير، ليضفي إحساساً بالدفء والراحة، وتعد قطع الأثاث هذه بصلابتها وضخامة حجمها عنصراً مكملاً في هذا التصميم، فالمزج بين الأثاث المصنوع من الخشب المُعدل والقطع الكلاسيكية القديمة المُعاد استخدامها، يضفي تركيزاً بصرياً وسحراً ريفياً لا يوصف، وبذلك يبدو التصميم الريفي ثقيلاً بصرياً ومبهماً بعض الشيء.
الألوان بسيطة وترابية
هيمنة درجات الألوان والتشطيبات الخشبية يمكن أن تخلق مساحة تبدو كئيبة وثقيلة بعض الشيء، ولذلك يعمد المصممون إلى كسر الغلبة اللونية القاتمة وتفتيح المساحة باستخدام لوحة ألوان ريفية بسيطة وترابية، لتحقيق التوازن بين الأبيض والألوان المحايدة المستمدة مباشرة من الطبيعة.
يستقي هذا الطراز ألوانه الأساسية من كل ما هو موجود في بيئته المحيطة، من خضار الغابات وغنى البني وتدرجات حبيبات الخشب ودرجات التان المتنوعة، إضافة إلى الأبيض البسيط المعزز لبقية الألوان الأخرى داخل المساحة، كما يستخدم في التشطيبات المعدنية الحديد والنحاس والبرونز.
التنوع التركيبي
الأكيد أن كل شيء في التصميم الريفي يتعلق بالمواد الطبيعية، سواء المستجلبة أو المستخرجة من الأرض، والتي تحتوي على الكثير من التنوع التركيبي، إذ يعتمد التصميم على الطبيعة، باستخدام الفروع أو الأحجار أو القرون أو العناصر الحديدية القديمة.
وتعتبر الأخشاب الطبيعية غير المصنعة والحجر الثقيل والطوب، مواد شائعة للديكور الريفي، إلى جانب المنسوجات، كما يفضل تجنب السطوع واللمعان في المساحات الريفية، بخاصة عند اختيار تركيبات الإضاءة وأدوات المنزل ذات السطوح العاكسة، واستبدالها بالمعادن غير اللامعة بدلاً من ذلك، والاعتماد على الأجهزة المعدنية والصناعية المعاد تدويرها، الأمر الذي سيضيف المزيد من الإحساس بالزمن القديم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المنسوجات العضوية
بعد وضع الأرضيات وقطع الأثاث الرئيسية في مكانها، يأتي دور الأقمشة والمنسوجات الطبيعية والعضوية لتكمل المشهد الريفي الدافئ والمريح وتضفي جواً من الحيوية، فيدخل القماش والخيش والصوف والكتان والقنب والليف الأبيض والصوف والكانفا كخيارات أساسية في الديكور الريفي المثالي.
أما في ما يتعلق بالأرضيات، فيمكن تعزيز الإحساس الريفي، الذي أسس على قاعدة من الخشب أو البلاط أو الحجر، عن طريق إضافة سجاد مصنوع من مواد طبيعية، فنجد السجاد المضفر والمصنوع من الجوت وجلود الحيوانات، والأغطية ذات الأقمشة الطبيعية وغير المطبوعة والمنسوجة والسلال، كما تأتي أيضاً جلود الحيوانات الصناعية كخيار مثالي، فنرى الأرائك بجلد قاتم اللون وعميق التدرج.
كذلك نجد في غرف النوم، الفراش المصنوع من الكتان أو القطن العضوي، وكلها بألوان محايدة غير مصبوغة وبعيدة عن التصميم المبالغ به.
الخشب الخام
يعد الخشب الخام واحداً من أكثر المواد شيوعاً في هذا النوع من المساحات، وهو ضروري جداً لتحقيق الطراز الريفي، إذ تتنوع الخيارات بين العوارض الخشبية المكشوفة وقطع الأثاث الفردية والأرضيات الخشبية الصلبة أو الجدران المكسوة بالألواح الخشبية، باستخدام الخشب المعاد استخدامه وغير المصقول، بدلاً من البحث عن أنواع خشب ذات عقود ملساء ولامعة، فنجد الأخشاب جلفاء ذات عروق (عقود) ظاهرة، جنباً إلى جنب مع المواقد المصنوعة من الحجر الخام، التي تلازمها كومة من الأخشاب المنسقة بعناية، لإكمال مظهر هذا الطراز.