أعلنت القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب ميدانية، الأربعاء 11 مايو (أيار)، في هجوم مضاد قد يشير إلى تحول في مسار الحرب، بينما أوقفت كييف تدفقات الغاز على طريق يمر عبر الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، ما يثير شبح أزمة طاقة في أوروبا.
وقال مصدر عسكري أوكراني طلب عدم نشر اسمه، إنه بعد أيام من التقدم في شمال وشرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، باتت القوات الأوكرانية على بعد كيلومترات عدة فقط من الحدود الروسية، صباح الأربعاء، وقبل التقدم، كانت القوات الروسية على مشارف مدينة خاركيف التي تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود.
ويبدو أن هذا التقدم هو الأسرع لأوكرانيا منذ أن طردت القوات الروسية من كييف ومن شمال البلاد في بداية أبريل (نيسان)، وفي حال استمراره، يمكن أن يتيح للقوات الأوكرانية تهديد خطوط الإمداد لقوة الهجوم الروسية الرئيسة، بل يمكن أن يضع أهدافاً لوجيستية داخل روسيا نفسها ضمن نطاق المدفعية الأوكرانية.
وفي فيلخيفكا، وهي قرية مدمرة شرق خاركيف، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة عليها، ويمكن سماع دوي المدفعية شبه المستمر وقاذفات الصواريخ المتعددة من القتال على الجبهة.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، مساء الأربعاء، إن قواتها استولت على قرية بيتومنيك الواقعة على الطريق السريع الرئيس شمال خاركيف، في منتصف الطريق تقريباً إلى الحدود الروسية.
قتيل وثلاثة جرحى
وقتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون في قصف مصدره أوكرانيا طال جنوب غربي روسيا، وفق ما أفاد حاكم منطقة بيلغورود المستهدفة الأربعاء، وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف عبر تطبيق "تليغرام"، "حتى الآن قضى شخص. لقد توفي في سيارة الإسعاف وهناك ثلاثة جرحى"، وأوضح أن الوضع هو "الأكثر صعوبة" الذي تشهده منطقته منذ أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته إلى أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، واتهم غلادكوف أوكرانيا باستهداف قرية سولوخي.
رفع سقف التوقعات
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن النجاحات تضع ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، التي تتعرض لقصف مستمر منذ الأيام الأولى للحرب، خارج مدى المدفعية الروسية، لكنه حذر الأوكرانيين من رفع سقف توقعاتهم حتى الآن، وقال في كلمة مصورة ليلاً، "يجب ألا نوجد جواً من الضغط المعنوي المفرط والمتمثل في توقع تحقيق انتصارات أسبوعياً وحتى يومياً".
وفي جنوب أوكرانيا، حيث استولت روسيا على مساحة من الأرض، قالت كييف إن موسكو تخطط لإجراء استفتاء وهمي على الاستقلال أو الضم لجعل احتلالها دائماً، وقال الكرملين، إن الأمر متروك للسكان الذين يعيشون في منطقة خيرسون التي تحتلها روسيا ليقرروا ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى روسيا، لكن أي قرار من هذا القبيل يجب أن يكون له أساس قانوني واضح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في أثناء ذلك، واصلت القوات الروسية قصف مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، آخر معقل للأوكرانيين الذين يدافعون عن المدينة التي تسيطر عليها روسيا بالكامل تقريباً بعد أكثر من شهرين من الحصار، وقالت الوحدة الأوكرانية المتحصنة في داخله، إن روسيا تقصف من الجو وتحاول اقتحامه.
عقوبات على شركات طاقة غربية
والأربعاء، فرضت روسيا عقوبات على أكثر من 30 شركة للطاقة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وسنغافورة رداً على العقوبات الغربية عليها بعد الهجوم على أوكرانيا، وفق مرسوم صدر الأربعاء، وتضم قائمة العقوبات الروسية 31 شركة ينتمي معظمها إلى مجموعة "غازبروم ألمانيا" التابعة لعملاق الطاقة الروسي "غازبروم"، وطالت العقوبات شركة "يوروبول غاز" البولندية المالكة للقسم البولندي من خط أنابيب الغاز "يامال-أوروبا"، وتشمل العقوبات حظر دخول سفن مرتبطة بهذه الشركات الموانئ الروسية إضافة الى منع أي تعامل معها.
وراوحت العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة على موسكو بين تجميد الأصول وحظر تصدير منتجات استراتيجية مثل أشباه الموصلات إضافة الى عقوبات مالية.