وُجهت تحذيرات إلى مرضى الربو في المملكة المتحدة باتخاذ احتياطات إضافية في نهاية الأسبوع الحالي خشية أن يؤدي ارتفاع مستويات غبار طلع الأشجار والنباتات إلى نوبات ربو خطيرة قد تكون قاتلة.
وفق توقعات "مكتب الأرصاد الجوية" Met Office البريطاني، ترتفع مستويات غبار الطلع في معظم أنحاء إنجلترا وويلز اعتباراً من يوم الجمعة، فيما تشهد أجزاء أخرى من المملكة المتحدة مستويات متوسطة من هذا النثار.
ذكرت جمعية "الربو والرئة" في المملكة المتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص في البلاد يعانون أمراضاً في الرئتين من قبيل الربو أو "الانسداد الرئوي المزمن" (اختصاراً COPD)، وتتهددهم أزمات شديدة أو نوبات، تقود يومياً إلى وفاة أربعة بريطانيين تقريباً.
يتسبب غبار الطلع بظهور أعراض مثل ضيق الصدر وصفير وصعوبة في التنفس لدى ما يزيد على نصف المصابين بالربو (تحديداً 59 في المئة)، وأكثر من ربع مرضى الانسداد الرئوي المزمن، وفق بحث أجرته الجمعية الخيرية.
والحال أنه نتيجة الحساسية، تتشنج المسالك الهوائية وتضيق وتتراكم كمية من المخاط اللزج، فيصير التنفس أكثر صعوبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بناء عليه، طلب إلى فئات السكان التي تعد عرضة للخطر عدم التوقف عن الاستعانة بالبخاخات كتدبير وقائي، إذا ما كانوا يستخدمونها عادة، والإبقاء على بخاخة الربو معهم في الأوقات كافة.
كذلك أوصت جمعية "الربو والرئة في المملكة المتحدة" بأن يستخدم مرضى الربو الضعفاء بخاخ الأنف الستيرويدي، أو أن يلازموا بيوتهم في الأيام التي تشهد ارتفاعاً في نسبة غبار الطلع في الجو. بالنسبة إلى إنجلترا وويلز، من المتوقع أن تواصل مستويات هذه الجزئيات صعودها من الجمعة حتى الاثنين.
وذكر "مكتب الأرصاد الجوية" في توقعاته أن "حبوب لقاح الأشجار حالياً تحتوي على غبار طلع من البلوط وكميات صغيرة من البتولا وقليل من حبوب اللقاح العشبية"، مضيفاً أن كمية الأبواغ "ضئيلة" [خلايا تكاثرية لاجنسية تنتج من الطحالب والبكتيريا والفطريات وغيرها].
وقد قال الدكتور آندي ويتامور، الطبيب العيادي في جمعية "الربو والرئة في المملكة المتحدة"، إنه "عندما تكون حبوب اللقاح عند أعلى مستوياتها، يمكن أن تتحول إلى قاتلة بالنسبة إلى مصابي الأمراض الرئوية كالربو، الذين يكابدون أعراضاً خطيرة، ويواجهون نوبات تهدد حياتهم.
"تترك هذه النوبات المرضى يصارعون لأخذ أنفاسهم، مسببة الرعب لهم، لكن في مقدورهم الالتجاء إلى بعض التدابير لحماية أنفسهم"، أضاف الدكتور ويتامور.
في رأي الدكتور ويتامور، "يعد استخدام بخاخات الربو على النحو الموصوف بغية الحؤول دون النوبات تدبيراً مهماً لأن الدواء يقلل من الحساسية والتورم في المسالك الهوائية، ما يساعد على صد أعراض مثل الصفير والسعال قبل أن تبدأ".
ثانياً، ينصح الدكتور ويتامور المرضى "بحمل بخاخات الربو معهم كل يوم، خصوصاً عند الخروج والاستمتاع بأشعة الشمس، تحسباً لاحتدام أعراضهم بسبب غبار الطلع".
ومن المعلوم أن البخاخات التي تريح مشكلات التنفس تعمل على إرخاء العضلات في الشعب الهوائية وتخفيف الأعراض فوراً أثناء نوبة الربو.
وكتدبير ثالث، ينصح الدكتور ويتامور الناس بـ"استخدام بخاخات الأنف الستيرويدية يومياً، إلى جانب مضادات الهيستامين التي لا تسبب النعاس للمساعدة في وقف رد الفعل التحسسي".
ويرى الدكتور ويتامور أن "على الناس أيضاً التحقق من التوقعات الجوية المتصلة بحبوب اللقاح وتلوث الهواء في منطقة سكنهم، كي يتمكنوا من تجنب الخروج في الهواء الطلق قدر الإمكان في الأيام التي ينتشر فيها غبار الطلع."
في سياق متصل، يُعتقد أن تغير المناخ مسؤول عن إطالة مواسم الحساسية السنوية وزيادة أعداد حبوب اللقاح. ويرى العلماء أن هذه الاتجاهات ستزداد سوءاً مع ارتفاع حرارة الكوكب.
ذكرت دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة "نيتشر كومينيكيشن" Nature Communications أن موسم غبار الطلع ربما يبدأ في موعد أبكر من المعتاد بنحو 10 إلى 40 يوماً، وتطول مدته من خمسة إلى 20 يوماً إضافياً، إضافة إلى أن مستويات حبوب اللقاح قد تتضاعف ثلاث مرات في بعض الأماكن، وذلك كله في حال عدم كبح انبعاثات الكربون.
وأوضح العلماء أن المناخ الأكثر احتراراً يسمح للنباتات بالبدء في التفتح باكراً والاستمرار في الإزهار في وقت لاحق من الموسم، في حين أن ثاني أكسيد الكربون الموجود في الهواء والناتج عن حرق الوقود مثل الفحم والبنزين والغاز الطبيعي يساعد النباتات على إنتاج مزيد من حبوب اللقاح.
وذكرت دراسة أخرى نُشرت العام الماضي أنه منذ 1990، أصبحت مواسم الحساسية أطول وأكثر امتلاءً بحبوب اللقاح [تنتشر فيها حبوب الطلع أكثر]، بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
© The Independent