أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الجمعة 20 مايو (أيار)، أن السيطرة الكاملة على منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا باتت شبه منجزة، وأن 1908 جنود أوكرانيين متحصنون في مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلموا، في حين تعهّدت مجموعة السبع تقديم 19.8 مليار دولار لدعم كييف وبحثت مصادرة أرصدة روسية لإعادة إعمار أوكرانيا.
وقال شويغو وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، إن "وحدات القوات المسلحة الروسية مع فرق الميليشيات الشعبية في جمهوريات لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، تواصل بسط السيطرة على أراضي دونباس. تحرير جمهورية لوغانسك الشعبية بات شبه منجز".
قائد كتيبة آزوف الأوكرانية دنيس بروكوبينكو قال من جهته في بيان مصور نُشر، الجمعة، إن المدافعين عن مصنع آزوفستال تلقوا أمراً من سلطات كييف بالتوقف عن القتال لإنقاذ أرواح الجنود، مضيفاً أنه تم إجلاء المدنيين والمقاتلين المصابين بجروح خطيرة من المصنع وأن عملية انتشال جثث القتلى ما زالت مستمرة.
وذكر بروكوبينكو في الفيديو الذي بث على موقع "تليغرام"، "لقد أكدنا باستمرار أهم ثلاثة شروط بالنسبة لنا: المدنيون والجرحى والقتلى". وتابع، "تم إجلاء المدنيين. تلقى المصابون بجروح خطيرة المساعدة اللازمة وتم إجلاؤهم على أن يتم تبادلهم في ما بعد وتسليمهم إلى الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا". وقال، إن عملية نقل القتلى من مصنع آزوفستال لا تزال جارية، متمنياً "أن تتمكن أوكرانيا والأهالي في المستقبل القريب من دفن جنودهم بشرف".
روسيا تعزز قواتها قرب الحدود الغربية
في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الروسي أن تحركات فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي جزء من تصعيد التهديدات العسكرية بالقرب من الحدود الغربية لبلاده، مؤكداً أن موسكو تتخذ "إجراءات مضادة مناسبة".
وأضاف أن الولايات المتحدة كثفت طلعات القاذفات الاستراتيجية في السنوات القيلة الماضية، وأرسلت سفناً حربية إلى بحر البلطيق وكثفت التدريبات في المنطقة مع شركائها في حلف الأطلسي.
وأكد شويغو أن روسيا سترد بتشكيل 12 وحدة وفرقة في المنطقة العسكرية الغربية، وأنها تعمل على تحسين القوة القتالية لقواتها. وقال، "التوترات مستمرة في التصاعد بالمنطقة الخاضعة لمسؤولية المنطقة العسكرية الغربية. نتخذ إجراءات مضادة مناسبة".
وتقدمت فنلندا والسويد بطلب رسمي للانضمام إلى الحلف الدفاعي الغربي، الأربعاء، على الرغم من تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده سترد إذا عزز الحلف البنية التحتية العسكرية في البلدين.
وأعلنت شركة "غازوم" الفنلندية الحكومية، الجمعة، أن إمدادات الغاز الطبيعي الروسي ستُقطع عن فنلندا، صباح السبت، بعد أن رفضت الشركة الدفع لمجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة بالروبل. وقال رئيس مجلس إدارة "غازوم" ميكا فيلايانين في بيان، "كنا نستعد متيقظين لهذا الوضع"، و"لن تكون هناك اضطرابات في شبكة توزيع الغاز".
روسيا تبحث سبل تعزيز قواتها
وفي مؤشر على حاجة روسيا الملحة لتعزيز جهودها الحربية في أوكرانيا، قال البرلمان، الجمعة، إنه سيدرس مشروع قانون يسمح للروس الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً والأجانب الذين تزيد أعمارهم على 30 بالالتحاق بالجيش.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الموقع الإلكتروني لمجلس الدوما، المجلس الأدنى في البرلمان، إن هذه الخطوة ستمكن الجيش من الاستفادة من مهارات المتخصصين الأكبر سناً. وأضاف، "لاستخدام الأسلحة عالية الدقة وتشغيل الأسلحة والمعدات العسكرية، هناك حاجة إلى متخصصين على درجة عالية من الاحترافية. وتظهر التجربة أنهم يصبحون كذلك في سن 40-45".
وفي السابق، كان بإمكان الروس الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً والأجانب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً فقط التعاقد مع الجيش.
وعانت روسيا من انتكاسات ضخمة وخسائر فادحة في الأفراد والمعدات في الحرب المستمرة منذ 86 يوماً، مما دفع المحللين العسكريين الغربيين إلى القول، إنها بحاجة ماسة إلى حشد المزيد من الجنود.
وقال المجلس، إن المبادرة المزمعة ستجعل من السهل أيضاً تعيين أطباء ومهندسين مدنيين ومتخصصين في العمليات والاتصالات.
تكثيف الهجمات على دونباس
ميدانياً، قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، الجمعة، إن القوات الروسية كثفت هجومها في منطقة دونباس بشرق البلاد باستخدام المدفعية وقاذفات الصواريخ والطائرات لتدمير الدفاعات حول دونيتسك.
وأضافت في بيان أن "العدو الروسي شن قصفاً مدفعياً مكثفاً على البنية التحتية المدنية، شمل استخدام قاذفات صواريخ متعددة".
وقال حاكم المنطقة سيرهي جايداي، إن القصف الروسي في لوغانسك، الواقعة أيضاً في دونباس، أسفر عن مقتل 13 مدنياً خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضاف أن 12 قُتلوا في بلدة سيفيرودونيسك حيث فشل هجوم روسي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن منطقة دونباس الصناعية، التي كانت محور الهجمات الروسية الأخيرة، قد دُمرت في حين تعهدت بعض أغنى دول العالم بدعم كييف بمليارات الدولارات.
وتستخدم روسيا، منذ أن حولت تركيزها بعيداً عن العاصمة الأوكرانية، المدفعية المكثفة في محاولة للاستيلاء على المزيد من الأراضي في دونباس، التي تتألف من منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
ومع اقتراب الهجوم الروسي من دخول شهره الرابع، وافق مجلس الشيوخ الأميركي، الخميس، بأغلبية ساحقة على ما يقرب من 40 مليار دولار من المساعدات الجديدة لأوكرانيا، وهي أكبر حزمة مساعدات أميركية حتى الآن.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي صرف 600 مليون يورو (634.98 مليون دولار) لأوكرانيا في إطار برنامج للمساعدة المالية.
دعم مالي من مجموعة السبع
تعهّدت مجموعة السبع، الجمعة 20 مايو (أيار)، تقديم 19.8 مليار دولار لدعم ميزانية أوكرانيا التي تواجه منذ فبراير (شباط) هجوماً روسياً، وفق ما جاء في إعلان صدر في ختام اجتماع لوزراء مالية الدول الأعضاء في المجموعة في ألمانيا.
وجاء في الإعلان المشترك، "عام 2022، نصرف 19.8 مليار دولار كدعم للميزانية، بينها 9.5 مليارات دولار كتعهّدات جديدة... بهدف مساعدة أوكرانيا في سدّ عجزها المالي ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية للشعب الأوكراني".
لا يحدد النصّ حجم مساهمة كل بلد ومنظمة دولية في مجموع المبلغ، ولا نسبة القروض والمساعدات المباشرة. وقال وزير المال الألماني كريستيان ليندنر في مؤتمر صحافي، "سيولة أوكرانيا مؤمنة للفترات المقبلة".
ويُفترض أن تساهم الولايات المتحدة بـ7.5 مليار دولار، وهو مبلغ يندرج ضمن حزمة مساعدات ضخمة تبلغ قيمتها 40 ملياراً صادق عليها الكونغرس الأميركي الخميس. كما أعلنت المفوضية الأوروبية الأربعاء تقديم "مساعدة مالية جديدة" لأوكرانيا هذا العام بقيمة "تصل إلى 9 مليارات يورو".
وتقدّر السلطات الأوكرانية حاجاتها من أجل تسيير أمور البلاد، بخمسة مليارات دولار في الشهر. وأكد ممثلو مجموعة السبع الجمعة "أننا سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا... ونحن مستعدّون للقيام بأكثر من المطلوب".
مصادرة أصول روسية
وقال وزير المال الألماني إن مجموعة السبع بحثت إمكانية مصادرة أرصدة رسمية روسية للإسهام في إعادة بناء أوكرانيا، لكنه أضاف أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وقال ليندنر في ختام اليوم الثاني من المحادثات، "تحدثنا عن استمرارية العقوبات في ما يتصل بأوكرانيا وناقشنا مسألة مصادرة الأرصدة الروسية". وأضاف مشيراً إلى مصادرة أرصدة الدولة الروسية، "إنه اختيار ما زال في حاجة إلى مزيد من البحث".
كما أعلن وزير المال الألماني أن بلاده لا تؤيد فكرة الحصول على قرض أوروبي مشترك لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.
وقالت وزيرة المالية الكندية كريستيا فريلاند للصحافيين، إن مجموعة السبع ناقشت "بشكل مطول نوعاً ما" فكرة مصادرة الأرصدة الروسية واستخدامها في المساعدة في إعادة بناء أوكرانيا.
خطة إيطالية
اقترحت إيطاليا على الأمم المتحدة تشكيل "مجموعة تيسير دولية" لمحاولة التوصل "خطوة إثر خطوة" إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وفق ما أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو الجمعة.
وقال خلال مؤتمر صحافي لوزراء مجلس أوروبا، إن "خطة السلام الإيطالية هي اقتراح بحثته مع الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك قبل يومين (الأربعاء) بخصوص إنشاء مجموعة تيسير دولية تضم منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
وأضاف أن "الهدف هو العمل خطوة بخطوة، البدء على سبيل المثال بهدنات محلية وإجلاء مدنيين واحتمال فتح ممرات إنسانية آمنة ومن ثم تكثيف العمل من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار ثم سلام دائم مع اتفاق سلام حقيقي".
وتأتي المبادرة الإيطالية في وقت طال فيها أمد النزاع في أوكرانيا ما يهدد بتفاقم أزمات الطاقة والغذاء على الصعيد العالمي لأنه عطل بشكل كبير النشاط الزراعي وتصدير الحبوب من أوكرانيا، الدولة التي كانت حتى الآن رابع مصدر عالمي للذرة وفي طريقها لتصبح ثالث أكبر مصدر للقمح.
وقال دي مايو إن "مجموعة التيسير" التي اقترحتها الأمم المتحدة يجب أن تحاول "إعادة بناء الحوار بين طرفين في حالة حرب حالياً". وأضاف، "لقد وزعنا هذا الاقتراح على مجموعة السبع في الأيام التي سبقت زيارتي لنيويورك. وسنواصل تعزيز المبادرات التي يمكن أن تسهل الحوار".
ولم تنشر تفاصيل هذه الخطة، لكن بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية فإن الوثيقة المفصلة التي سلمت للأمم المتحدة وأعدها دبلوماسيون من وزارة الخارجية الإيطالية تركز على أربع نقاط: وقف إطلاق النار في أوكرانيا ونزع الأسلحة من الجبهة بإشراف الأمم المتحدة، مفاوضات حول وضع أوكرانيا التي ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي لكن ليس حلف شمال الأطلسي، اتفاق ثنائي بين أوكرانيا وروسيا حول القرم ودونباس على أن تتمتع هذه الأراضي المتنازع عليها بالحكم الذاتي الكامل مع الحق في ضمان أمنها ولكنها ستكون تحت السيادة الأوكرانية، وإبرام اتفاق متعدد الأطراف للسلام والأمن في أوروبا هدفه بشكل خاص نزع الأسلحة وضبطها ومنع النزاعات.
محاكمة جندي روسي في كييف
في الأثناء، أكد محامي جندي روسي يُحاكم في كييف بتهمة ارتكاب جريمة حرب في أوكرانيا، أن موكله فاديم شيشيمارين "ليس مذنباً"، في اليوم الثالث من أول محاكمة من هذا النوع منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، ويُنتظر صدور الحكم الاثنين.
وقال المحامي فيكتور أفسيانيكوف أثناء مرافعته، "نظراً إلى كل الأدلة والشهادات، أعتقد أن شيشيمارين ليس مذنباً في الجرم الذي اتُهم به"، طالباً من القضاة "تبرئة موكله"، وفق ما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد بضع دقائق، قال الجندي البالغ 21، والذي أقر الأربعاء، بأنه قتل أليكسندر شيليبوف وهو مدني يبلغ 62 عاماً في 28 فبراير (شباط) في شمال شرقي أوكرانيا، "أنا آسف جداً". وأضاف الجندي الشاب من قفص الاتهام، "أنا نادم على ما فعلته"، مضيفاً: "كنت متوتراً في ذلك الوضع. لم أكن أريد القتل". وتابع، "أريد أن أعتذر عما فعلته".
وأكد المحامي أن موكله لم يكن يريد تنفيذ أمر إطلاق النار، مشدداً على أنه لم يطع الأوامر في المرة الأولى. وأشار الدفاع أيضاً إلى أن الجندي سلّم نفسه طوعاً للقوات الأوكرانية ولا ينفي الوقائع. وشدد المحامي على أن الجندي كان يحاول إنقاذ حياته محمّلاً المسؤولية إلى قادته.
ورفض الادعاء هذه الحجج، وكان قد طلب إنزال عقوبة السجن المؤبد بحق الجندي. وقال أحد المدعين إن الجندي كان "ينفذ أمراً جرمياً، وكان يدرك ذلك جيداً".