بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين للبحث في سبل الرد على التصعيد الإسرائيلي في القدس، ومماطلة واشنطن في إعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية في ظل تلويح فلسطيني بتعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف العلاقات معها.
ويشارك في هذه الاجتماعات رئيس الوزراء محمد أشتية، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني زياد أبو عمرو.
ويأتي هذا الحراك قبل اتصال هاتفي بين عباس ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، 31 مايو (أيار)، ورفض مسؤول فلسطيني رفيع الكشف عن فحوى هذه اللقاءات الاجتماعات التي تجرى بمشاركة عدد محدود من المسؤولين الفلسطينيين.
وعود جيدة
وقال مسؤول فلسطيني آخر، إن الإدارة الأميركية تسمع الرئيس عباس، منذ أكثر من سنة، وعوداً جيدة حول التزامها بحل الدولتين، وعزمها إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، "لكن من دون اتخاذ أي خطوات عملية لتنفيذ ذلك". أضاف، "بانتظار تنفيذ الوعود الأميركية، بخاصة إعادة فتح القنصلية التي أغلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وألحقها بالسفارة الأميركية لدى إسرائيل على أثر نقلها إلى القدس"، معتبراً أن هذه الخطوة تعني "اعترافاً عملياً أميركياً بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، والتزامها بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية". وشدد على أنه "لا بديل عن فتح القنصلية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورفض مسؤول في الخارجية الأميركية التعليق، رداً على سؤال لـ"اندبندنت عربية"، حول نية واشنطن تعيين هادي عمرو مبعوثاً أميركياً للفلسطينيين بدلاً من إعادة فتح القنصلية في القدس.
اجتماع عاجل
وكان الرئاسة الفلسطينية قد ألغت، في اللحظات الأخيرة، اجتماعاً عاجلاً للقيادة الفلسطينية دعت إليه في منتصف شهر أبريل (نيسان) الماضي، للبحث في اتخاذ "قرارات مصيرية رداً على تصاعد اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية"، وحينها، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن "قرارات المجلس المركزي الفلسطيني الخاصة حول تعليق الاعتراف بإسرائيل، ووقف العلاقات معها ستوضع على طاولة القيادة".
وكان المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية قد جدد، في فبراير (شباط) الماضي، قراره بتعليق الاعتراف بإسرائيل وإنهاء الالتزامات الفلسطينية بالاتفاقيات كافة معها لحين اعترافها بدولة فلسطينية، وكلف المجلس المركزي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير "تنفيذ تلك القرارات وفق ما تقضيه المصلحة العليا للشعب الفلسطيني".
إزالة الغموض
وطالب أبو ردينة الإدارة الأميركية "بإزالة الغموض في العلاقات الفلسطينية - الأميركية عبر تنفيذ أقوالها، وأن تحافظ على مصداقيتها وعلى الشرعية الدولية والقانون الدولي". أضاف أن "أفعال إدارة الرئيس جو بايدن تتناقض مع أقوالها ولا تنسجم مع التزامها بتحقيق السلام والاستقرار".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب أن اتصال وزير الخارجية الأميركي بالرئيس الفلسطيني يهدف إلى إقناع الفلسطينيين بالعدول عن "قرار تعليق الاعتراف بإسرائيل، وطمأنتهم بخصوص الموقف الأميركي من عملية السلام".