ربما لا تعرفون من يكون كريس جاكوبس، بيد أن قدره السياسي يعكس واقع حال السياسة الأميركية.
فقد أعلن جاكوبس الذي يمثل الدائرة الانتخابية الـ (27) لنيويورك في مجلس النواب (الكونغرس) بأنه لن يسعى إلى إعادة انتخابه بل يفكر بالترشح عن الدائرة الـ (23) التي استحدثت أخيراً.
ويأتي قراره بعد أن واجه موجة من الانتقادات من بعض الجمهوريين على خلفية تصريحاته بأنه سيدعم حظراً يطاول سلاح "أي أر 15" (AR-15) الهجومي، فضلاً عن تأييد رفع سن امتلاك السلاح إلى 21 عاماً.
ووفق جاكوبس، "لا أعتقد بأن الأفراد بحاجة إلى سلاح بمخزن يتسع لـ 50 أو 60 طلقة أو أكثر، يجب تقليص القدرة (على امتلاك الذخيرة) إلى الحد الأدنى ما لم يكن في وسعنا التوصل إلى حظر تام على الأسلحة الهجومية".
وفي ما يتعلق برفع سن حيازة الأسلحة النارية، فقد اعتبر جاكوبس بأن هذا الأمر "منطقي للغاية".
واستطراداً، أطلق بعضهم تسمية "جمهوري بالاسم فقط" (Rino) على جاكوبس الذي حظي على تأييد الاتحاد القومي للأسلحة (National Rifle Association) الأميركي عام 2020 وقدم اقتراحاً تشريعياً في أبريل (نيسان) من العام الحالي يلحظ حماية حقوق مالكي الأسلحة ممن يعلنون إفلاسهم، ووصفه دونالد ترمب جونيور في تغريدة له بأنه استسلم "لمنتزعي الأسلحة".
في المقابل، لقد أيد ذلك النائب في الكونغرس عن منطقة بوفالو، بفرض إجراءات أكثر صرامة للتحكم بالأسلحة بعد أن لقي 10 أشخاص مصرعهم في حادثة إطلاق نار في أحد المتاجر في بوفالو، وبعد أن شهدت الولايات المتحدة حادثة إطلاق نار جماعية في مدرسة ابتدائية في أوفالدي بتكساس راح ضحيتها 19 تلميذاً ومعلمتان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتطرق جاكوبس الجمعة الماضي إلى موجة الانتقادات التي طاولته، وبحسب كلماته، "أعتقد بشدة أنه بوسعي الفوز بهذه الانتخابات، لكنها ستكون انتخابات انقسامية بشكل هائل بالنسبة إلى الحزب الجمهوري والأشخاص القاطنين في الدائرة الـ (23) الذين لم يسبق لي أن مثلت معظمهم. إن آخر ما نحتاجه اليوم هو هجوم يتسم بالسلبية وأنصاف الحقائق تشنه وسائل الإعلام وتموله ملايين الدولارات المتأتية من أموال المصالح الخاصة، ويجتاح ذلك الهجوم مجتمعنا حالياً في ما يتعلق بمسألة الأسلحة والعنف والرقابة على الأسلحة".
وأوضح جاكوبس أنه "إذا انحرفت عن موقف حزبي ما يجري تدميرك، وفي ما يتعلق بالجمهوريين أصبح الأمر واضحاً بالنسبة إليّ خلال الأسبوع الماضي بأن المسألة [التي يستهدفونها] هي الرقابة على السلاح أياً كان نوعها".
وقد أثرت الطبيعة الحزبية للسياسة الأميركية المتسمة بترسخ الانقسام بين الديمقراطيين والجمهوريين في السياسات الداخلية للحزبين كليهما، وهذا ما يجعل التعاون بين الحزبين أصعب، إذ يترك للمرشحين هامشاً ضيقاً للمناورات.
في سياق متصل، حاججت بعض الأصوات بأن جاكوبس يخرج من السباق الانتخابي حتى قبل الدخول فيه بهدف حفظ ماء الوجه، بيد أن النائب في الكونغرس أطلق تقويماً صادقاً في شأن حال السياسة في عاصمة البلاد، ووفق كلماته "فإن اشتراط الحصول على الولاء التام أو معاناة العواقب لا يخدم ديمقراطيتنا، ويشكل السبب بالتأكيد وراء عدم إنجاز كثير من الأمور في واشنطن. أدركت مسبقاً أنني سأواجه موجة انتقادات واسعة، لكن إن لم تتخذوا موقفاً حول هذه المسألة فلا أعلم بأي شأن ستفعلون ذلك".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 05 يونيو 2022
© The Independent